Author

«صراصير» المستشفيات !

|
لِم يطل النقد وزارة الصحة بشكل أكبر عن كل الوزارات؟ ولِم الجميع يطالبها دوما بدور يقترب من الكمال؟ بالطبع الجواب وبكل بساطة؛ لأن الوزارة معنية ومسؤولة عن أهم ما يملكه المواطن والمقيم ألا وهو صحته. مشكلتنا مع وزارة الصحة ليست وليدة اللحظة أو السنوات القليلة الماضية، بل هي تعود لعقود من الزمن. كل الأجيال عانتها، وكل الأجيال انتقدتها، ولم تتحسن خدماتها رغم استحواذها على النصيب الأكبر من الميزانية العامة للدولة، ومُورس معها جميع الحلول من تغييرات مستمرة في رأس الهرم حتى سُميت بـ "محرقة الوزراء"، ومع ذلك لم يتطور الأمر ولم تتحسن الخدمات ولم يتوقف النقد. أيضا سقف طموحاتنا مع الوزارة يتقلص من عام إلى آخر، فعندما كنا نطالب برعاية جيدة واهتمام أجود، ونطالب بمزيد من الأسرَّة تتسع لكل المرضى، لكيلا نجد أنفسنا على الأرصفة أو مرميين في ممرات المستشفيات، أصبحنا ننادي الآن بمستشفيات خالية فقط من الصراصير. المقطع الذي ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود صراصير في مركز النقاهة في مستشفى الملك فهد في جدة، ليس "أنموذجا" لرداءة الخدمات والرعاية في القطاع الصحي، بل هو دليل على أن الشعور والإحساس بالمسؤولية أصبح مفقودا ومنعدما، خاصة بعد أن فجّر مدير المستشفى المقال مفاجأة من العيار الثقيل بعد إقالته عندما كشف أن المستشفى يعاني وجود الصراصير منذ 15 عاما، وأنه قام بمخاطبة المسؤولين في الوزارة بشأنه دون مجيب. هذه الحالة ـــ أي اللا مجيب ـــ هي ما نعانيه مع وزارة الصحة، فالجميع في الإعلام من كتّاب رأي وصحافيين لا شغل لهم إلا رداءة خدمات وزارة الصحة وهم لا يكتبون وفق تقارير؛ بل من خلال معاينة ومعاناة عانوها أو عاناها قريب لهم أو صديق. كان السعوديون في وقت سابق يسمون وزارة الصحة بـ "الكحة" في وصف تهكمي من الوزارة التي يعانون ضعف خدماتها. الآن وبعد حادثة الصراصير هل يمكن أن يلومهم أحد مسؤولي الوزارة لو لقبوها بـ «وزارة الصراصير». الآمال معقودة على المهندس خالد الفالح وزير الصحة الجديد، وهو ابن شركة أرامكو السعودية والرجل البارز في مسيرتها، فالكثير يثقون بمخرجات هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وربما تستفيد الوزارة من تجربته وخبراته ونشهد تطورا ملحوظا في القطاع وهو ما نرجوه.
إنشرها