Author

الخطوة الرائدة «وظيفتك بعثتك»

|
خطوة كبيرة خطتها وزارة التعليم في تطوير برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في مرحلته الثالثة، من خلال فكرة "وظيفتك بعثتك" التي تتلمس احتياجات سوق العمل، وتضمن الوظيفة للمبتعث في حال إنهائه البعثة وعودته إلى أرض الوطن. مشروع رائد قامت به وزارة التعليم من خلال تلك الفكرة التي أصبحت عملا من خلال توقيع اتفاقيات وشراكة مع عديد من مؤسسات الدولة الحيوية، التي ستسهم قطعا في تطوير قدرات البلد البشرية، إضافة إلى القضاء على مخاوف بطالة المبتعثين. عزام الدخيل وزير التعليم وهو يخطو تلك الخطوة المهمة، يقدم نفسه كوزير متجدد صاحب فكر نير بعيد عن التقليدية المملة، ويمهد لمستقبل مشرق لقطاع التعليم من خلال ابتكارات وأفكار سترى النور قريبا، وخطوات مماثلة في الأهمية ستسهم في تجاوز كل السلبيات التي عاناها القطاع التعليمي في الفترة السابقة. أكثر من 15 ألف ابتعاث مقرون بالوظيفة وقعتها الوزارة مع عدد من الجهات الحكومية خلال الفترة الماضية، ولعل من أهم تلك الخطوات هو توقيعها مع المؤسسة العامة للصناعات العسكرية، شراكة ستسهم في إضافة خمسة آلاف مهندس في تخصصات دقيقة لهذا القطاع المهم الذي يعد قوة وصمام أمان للبلد. البرنامج الجديد حيوي ومهم وسيسهم في تطوير قدرات البلد ومؤسساته، ولكن لماذا الاتفاقية مع المؤسسة العامة للصناعات الحربية هي الأهم؟ لأنها بزعمي تعد أهم قطاع، خاصة في ظل الظروف المتوترة التي تمر بها المنطقة وتمر بها بلادنا، فتطوير قطاع الصناعات العسكرية أصبح أمرا ملحا، وسيمنحنا القدرة على صناعة وإنتاج أدوات الدفاع عن أرضنا ومقدراتنا دون الاحتياج لأحد، وسيحمينا من ابتزاز الدول المصنعة للأسلحة التي لا نضمن أن توفر لنا ما نحتاج إليه بالسرعة والجودة المطلوبتين. المؤسسة العامة للصناعات العسكرية موعودة بتطور مذهل، خاصة متى ما علمنا أن من يترأسها هو المهندس محمد الماضي ابن شركة "سابك" العريقة الذي انضم لها مهندسا قبل 40 عاما، وتدرج إلى مناصب مهمة فيها حتى وصل إلى منصب رئيسها التنفيذي. أيضا هناك جانب مهم ونحن نخطو للخطوة المهمة "وظيفتك بعثتك"، ألا وهو أن تتجهز مؤسسات الدولة لاستقبال واستيعاب أكثر من 140 ألف مبتعث سعودي تم ابتعاثهم خلال الفترة السابقة، فأغلبهم عائدون بشهادات وبتخصصات دقيقة يحتاج إليها الوطن، ولا بد من أن تستوعبهم سوقا العمل الحكومي والخاص للاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم التي عادوا بها من الخارج.
إنشرها