Author

التعاون أمام التاريخ

|
على الورق يبدو طريق النصر سالكا إلى نهائي الكأس الكبرى، حينما يلاقي نظيره التعاون اليوم في نصف الطريق إلى الختام، أما على المعشب الأخضر فهناك حديث مختلف تماما، لا يشبه الأول. الفريق القصيمي الأصفر، يتصاعد جموحه منذ موسمين، يدار بفكر شاب متجدد، نجح مسيروه في تلمس احتياجاته بواقعية وحسن تدبير؛ فبات واحدا من أهم الفرق المؤثرة في نتائج البطولات، والتعاون ذاته كان له الأثر الأكبر في تحديد بطل الدوري قبل جولة من الختام، بل إن بطل الدوري السعودي ذاته، عانى كثيرا أمام التعاون ذهابا وإيابا في المسابقة الكبرى وانتزع فوزين بشق الأنفس، وفي الرمق الأخير من الدقائق التسعين. الأصفر البريداوي هو الوحيد من فرق الوسط الذي نجح في الفوز على فريقين كبيرين هذا الموسم، وفي وقت مبكر أمام الاتحاد والشباب، يملك الفريق أفضل صانع لعب في الموسم وثالث هدافي البطولة الكبرى، وواحدا من أفضل المدافعين الأجانب، ومدربا طموحا شجاعا يحسن إدارة المباريات. في الأصفر العاصمي، لا يحتاج المتابع إلى جهد جهيد ليتأكد أن لاعبي الفريق البطل أصابهم شيء من التكاسل واعتراهم التثاؤب بعد المجهود البالغ الذي بذلوه للحفاظ على لقب الدوري، وما خلّفته المسيرة من خسائر فردية، وما استهلكته من جهد نفسي وبدني، وأنت تتحدث إلى كثير من النصراويين يشعرونك بأن موسمهم انتهى بنجاح وما بقي لا يؤثر فيما فات، رغم أن إدارة الفريق تلمست ذلك وحاولت تنشيط عزائم اللاعبين بصرف بعض مقدمات العقود المتأخرة، إلا أن هذا لن يكفي ما لم ينبع الشعور بأهمية الموقف من دواخل اللاعبين أنفسهم. لن أتفاجأ اليوم لو مرّ التعاون من أمام النصر إلى نهائي الكأس، والفرصة تبدو سانحة للفريق الشاب لتسجيل حضوره الثاني في التاريخ، وما لم يقبض النصر على زمام المبادرة مبكرا، فإن أصفريي بريدة سيكتبون تاريخا جديدا مستحقا. في النصف الثاني من اللُعبة، لدى الأزرق العاصمي لاعبون أفضل مقارنة بأندادهم في أصفر جدة، ولا يعني هذا ضمان فوز مريح يكفل المرور إلى يوم الختام الكبير. مباريات خروج المغلوب، يشعر فيها الأقل ترشيحا بإمكانية لعب دور البطل، فالمهمة لا تحتاج إلى 26 جولة، بل إلى 90 دقيقة، وهذا أقوى سلاح يمكن أن يواجه به الاتحاديون نظيرهم الأزرق، وكم فعلها مرة بالطريقة ذاتها، حماسة عالية وتركيز ذهني دقيق، واستماتة في الدفاع عن الحصون. فنيا، كفة الهلال ارجح، رغبة الفوز المدفوعة بالتعويض متساوية لدى الجانبين، وشخصيا أتوقع بأن الكلاسيكو القديم سيكون لقاء الهدف الأول، من يوقعه أولا سيبسط نفوذه تماما على المواجهة وربما يرفع الغلة إلى رباعية زرقاء جديدة أو واحدة من الثلاثيات الاتحادية الغائبة منذ زمن.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها