default Author

أعضاء بشرية للذكرى

|
إن تحتفظ بشيء من ممتلكات ميتك كخاتم أو قلم أو مذكرة أو قطعة من ملابسه فهذا حق مشروع لك، ولكن أن تستأصل جزءا من جسده وتحتفظ به، فهذا أمر خارج عن المألوف وانتهاك لحرمة الميت أيا كانت ملته! ورغم ذلك تقوم بعض الشعوب بتقطيع الأموات، خصوصا العظماء والمشاهير والاحتفاظ بأجزاء من جثثهم لمجرد ارتباط هذه الأجزاء بدورهم التاريخي أو وظائفهم! من أشهر الأجزاء التي تم الاحتفاظ بها إلى اليوم دماغ "أينشتاين"، حيث قام توماس هارفي الطبيب الشرعي في مستشفى برينستون في ولاية نيو جيرسي، عند وفاة "أينشتاين" في 18 نيسان (أبريل) 1955 وفي أثناء تشريح جثمانه بسرقة دماغه وعينيه وحفظها لتخضع للدراسة من قبل المتخصصين لمعرفة أسباب عبقرية "أينشتاين". وقد فُوجئ ابن أينشتاين "هانس ألبرت" عندما اكتشف أن جسد والده في الكفن لم يكن كاملا! أما فريدريك شوبان أفضل موسيقيي القرن التاسع عشر وصاحب مجموعة من أروع المقطوعات الموسيقية الرومانسية، فقد توفي عام 1849 لإصابته بمرض السل، وقد شق الطبيب صدر "شوبان" وأخرج قلبه بناء على وصيته، بأن يستخرج قلبه ويرسل إلى "وارسو" حيث ولد ونشأ، ووضع قلبه في جرة مملوءة بالكحول، ودفن في نصب تذكاري في كنيسة "الصليب المقدس" في وسط وارسو في بولندا، وما زال موجودا حتى الآن. ويمثل قلب "شوبان" قيمة عاطفية كبيرة ورمزاً للحب لدى البولنديين. أما "نابليون بونابرت" القائد الفرنسي الشهير فقد قام طبيبه أثناء تشريح جثته عام 1821 باستئصال أجزاء من جسده وعضوه الذكري الذي تم التأكد من انتمائه لنابليون بنسبة 90 في المائة، ولم يعرض في متاحف أو يصوره أحد قط إلى الآن، وامتلكه طبيب أمريكي اشتراه عام 1977 بثلاثة آلاف دولار، وبعد 30 عاما ورثته ابنته ووصل سعره ألى 100 ألف دولار! وفي عام 1737 عندما نقل جثمان العالم الفلكي "جاليليو" إلى كنيسة سانتا كروز الذي عادته الكنيسة لقوله إن الأرض تدور حول الشمس ووضعته تحت الإقامة الجبرية لمدة تسع سنين، وهناك قرر العلماء الذين حضروا مراسم الدفن الاحتفاظ بجزء من جسده كتذكار، تكريماً لما قدمه للبشرية من علم، والآن يوجد إصبعان له في متحف جاليليو في فلورنسا بإيطاليا. وعندما حرق جثمان "جوتاما بوذا" ــ صاحب الفلسفة العظيمة والحكمة التي حولها أتباعه إلى دين وجعلوا منه إلها يعبد ــ لم يبق من جسده إلا واحد من أنيابه "سن بوذا" الذي اُعتبر جزءا مقدسا وتم الاحتفاظ به حتى يومنا هذا في متحف في مدينة "كاندي" في سريلانكا، في وعاء من الذهب يسمى وعاء "الذخائر المقدسة".
إنشرها