لا شك أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة تجعل الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رمزا من رموز الوطن في التلاحم والإخاء، فهو يتنقل بين أبناء الوطن من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق. ومن يتتبع خطى ولي العهد يجد هذا واضحا في كل قراراته وتوجيهاته وخططه لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة في الحد الجنوبي، فنراه يشد العزم هنا ويحزم الأمر هناك ويخفف مصاب هذا ويرفع العناء عن كاهل ذاك. ومع هذا الحدث الجلل الذي أصاب الأمة بتفجير مسجد القديح بالقطيف نجد الأمير محمد بن نايف يعزي ويواسي ويزور، ويؤكد أن يد الدولة أقوى وأصلب من يد المعتدي المنتهك للحرمات، وأن أغلب من شارك في جريمة القديح في قبضة العدالة. فهو كما عهدناه في المقدمة يتابع ويهتم بكل صغيرة وكبيرة مما له شأن بأمن الوطن والمواطنين، وينقل تمنيات ودعوات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمصابين بأن يمن الله على الجميع بالشفاء العاجل، والتعازي والدعوات بالرحمة والمغفرة لمن مات. إن من تتبع كل هذا يرى الخطوات التي مشى عليها أبناء الملك عبدالعزيز الراحلون، وكأننا ونحن نتتبع خطوات الأمير محمد بن نايف نرى الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمهما الله.
هي السيرة العطرة نفسها، منذ أسس الملك عبدالعزيز هذا الصرح وهذه الدولة، لا فرق بين أبناء الوطن، لا فرق بين حاكم ومحكوم، ولا بين منطقة وأخرى، ولهذا أكد الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، في كلمته التي ألقاها أمام ولي العهد، أن "شهداء القديح شهداء لنا جميعاً، الدم يمتزج بالدم، والعزاء يمتزج بالعزاء، نعزى بالشهداء كما تعزون، وكما تتألمون نتألم".
هي السيرة نفسها وهو الحزم نفسه مع المعتدي ويوما بعد يوم تؤكد حكومة خادم الحرمين الشريفين أنها حريصة في كل زمان وفي كل عهد على استتباب الأمن في جميع مناطق المملكة، ومواجهة كل من يحاول العبث بأمن هذه البلاد واستقرارها وسلامة مواطنيها. وهو المنهج نفسه الذي انتهجه الملك سلمان -حفظه الله-، وهو يوجّه ولي العهد بأن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع جريمة مسجد القديح البشعة، سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين.
إنها السيرة العطرة نفسها التي تشارك المواطن همه وتشركه في القرار والعمل وتعتز به، ولهذا فإن كلمات الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- ستكون حاضرة في مثل هذه المواقف عندما قال "إن المواطن هو رجل الأمن الأول"، ولا عجب أن نسمع أبناءه من بعده يؤكدون أن أبناء هذا الوطن المخلصين سيقفون جدارا في وجه كل عابث من أي مكان، وأن اللحمة الوطنية ستكون سدا منيعا أمام الطائفيين ودعاة أبواب جهنم.