الرياضة

شربوا «طفل بريدة» شايا في غير وقته

شربوا «طفل بريدة» شايا في غير وقته

أن تكبت فرحة طفل أو تحرمه من ممارسة عشقه مع ناديه والترويح عن نفسه بصورة هنا وأخرى هناك مع من يحب من اللاعبين، ربما يكون هذا خروجا عن الروح الرياضية، فما بالك بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تمثلت كل أمانيه أن يعيش الفرح مع فريق الشباب المتوج بكأس الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، على ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية في بريدة، ولكنه بقي أسير دكة البدلاء ويكتفي بالفرجة فقط. إبراهيم المسعود شقيق طفل ذوي الاحتياجات الخاصة، استغرب عبر "الاقتصادية" طبيعة التعامل معه من قبل مسؤولي الملعب أثناء تتويج الشباب على حساب الرائد، وقال: "منذ وصلنا إلى الملعب أخذ كل شخص يحولنا إلى بوابة أخرى، ومجرد دخولنا تم منعي من البقاء جوار أخي، وباءت محاولاتي مع مسؤول الملعب بالفشل، ورفضت كل مبرراتي، رغم أن حالته تستدعي ذلك، ساعة كاملة مرت دون أن أجد آذانا صاغية، أخبرتهم أننا قادمون من الرياض خصيصا لهذه المباراة تلبية لرغبة أخي، كما أن الأجواء حينها كانت متقلبة، ما بين موجة غبار وأمطار". وزاد "جلست على المدرج وظللت أتحدث مع المسؤوليين "لعل وعسى"، دون أن يأتي ذلك بنتيجة، إلا أن لاعبي الشباب سمعوا حديثي وتعاطفوا معي ما اضطرهم إلى أخد أخي وإجلاسه بجوارهم على دكة البدلاء، وأعطوه شايا في الوقت الذي لا يحبذ فيه شربه". وتابع "أخي كان يريد أن يفرح مع اللاعبين ويلتقط الصور التذكارية، ولكن حرماني من الدخول إليه حال دون أن تتحقق رغبته، ولم يحدث ذلك إلا في النادي بعد العودة إلى الرياض، وظل في مكانه طيلة لحظات التتويج الممتعة ينظر بعينه فقط، والأدهى والأمر أن المسؤول عن الملعب تحدث معي بأسلوب تهديدي، والشرطة موجودة وتستطيع أن ترسلني لقسمها، لدرجة أن أخي تأثر جدا بذلك". من جهته، نفى علي المقبل نائب مدير الملعب كل تلك الاتهامات، وقال "تعليمات رعاية الشباب، واتحاد القدم السعودي تمنع المرافقين لذوي الاحتياجات الخاصة وجودهم معهم في المضمار أثناء المباريات إلا الذي حالته تستدعي وهي غير ذلك، وهناك أعضاء في التأهيل الشامل يكونون بجوارهم بجانب ممرض، وإذا قرروا أن حالتهم تستدعي المرافق يسمح له بذلك". وتابع "لو أدخلنا كل المرافقين في جميع المباريات ربما يحدث منهم ما لا يحمد عقباه"، مضيفا "استقبلنا الطفل وأكرمناه وقدمنا له الشاي والماء، ولكن أخاه منذ بداية المباراة يريد أن يجلس بجانبه، رغم أن الأجواء كانت جميلة قبل أن تتقلب، وشخصيا قلت له بالحرف الواحد "أخوك غالي علينا"، ولذلك تم إجلاسه مع فريقه المفضل، وبعد موجة الغبار والمطر أدخلناه إلى دكة البدلاء". وشدد على أن أخا الطفل ذي الاحتياجات واصل إلحاحه راغبا الدخول بأي طريقة، وقال "ألح كثيرا للدخول ولم يهدأ مطلقا وتحدث مع رجال الأمن، رغم أني أخبرته أنه لا يمكن أن نتجاوز النظام، بإمكان الجميع سؤال مسؤولي الشباب أين كان يجلس الطفل ومن الذي قام تجاهه بواجب الضيافة وقدم له المشروبات". وعن التهديد الذي وجهه إلى أخي الطفل قال: "أخو الطفل تحدث لرجل الأمن وقال أريد النزول بالقوة، وذهبت له وتحدثت معه بأسلوب هادئ وقلت له أرجو أن تساعدنا، إنك جزء من المنظومة، وأخوك في أمن وأمان".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة