أمنيون: كشف خلية «القديح» إنجاز أمني يؤكد خبرة «الداخلية» في مكافحة الإرهاب

أمنيون: كشف خلية «القديح» إنجاز أمني يؤكد خبرة «الداخلية» في مكافحة الإرهاب

قال مختصون أمنيون، لـ "الاقتصادية" إن كشف أجهزة الأمن السعودية، هوية الجناة في العملية الإرهابية التي نفذها أحد عناصر الفئة الضالة في قرية القديح، كانت في زمن قياسي، واتسمت بالسرعة والدقة في المتابعة، من قبل أجهزة الأمن، التي تمتلك خبرة عالمية في مكافحة الإرهاب، وقواعد بيانات كبيرة تستطيع من خلالها، تحليلها والربط بين الحوادث، والأساليب الإجرامية المستخدمة، مشيرين إلى أهمية دور الأسرة، ومؤسسات الدولة في تحصين النشء وتوعيتهم بأخطار الجماعات الإرهابية المُتطرفة. وأوضح اللواء خضر الزهراني، الخبير الأمني، مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن سابقا، أن المنجزات الأمنية وسرعة كشفها عن معلومات وتفاصيل خلية القديح الإرهابية ليس غريبا على أجهزة الأمن السعودية، فهي تمتلك خبرة عالمية في مكافحة الإرهاب، ولديها قواعد بيانات كبيرة جدا تستطيع من خلالها تحليلها والربط بين الحوادث وبين الأساليب الإجرامية المستخدمة، مشيرا إلى أنها تتقدم بسرعة كبيرة وفائقة، منوها إلى أنه من خلال استخدامات الأدلة الجنائية للحمض النووي الوراثي يُمكن تحديد هوية الأشخاص بصورة سريعة. وأضاف الزهراني: لا أرى أن إنجاز أجهزتنا الأمنية في هذا الأمر مستغربا في ظل النجاحات، والمتابعة الشخصية من الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية، حيث إنه وضع كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى أجهزة الأمن كي تكون في مستوى التحديات والأحداث الجارية في المنطقة". وحول دور الأسرة ومؤسسات التعليم، قال اللواء الزهراني "على الأسرة ومؤسسات التعليم دور كبير جدا في تحصين النشء وتوعيتهم، والدور يبدأ من الأسرة، فالحي، ثم المدرسة، ثم الجامعة، فالمسجد، ثم القبيلة، والعقلاء فيها، لمتابعة أبنائهم، وأضاف "من ضمن الأسباب التي تجعل الأبناء يقومون بالجريمة سواء الجنائية أو الأمنية هو ضعف متابعة الأسرة، حيث إن بعض الأسر لا تعلم أين يذهب أبناؤها، ومع من يذهبون، ومع من يقضون الساعات الطوال، إضافة إلى عدم متابعة التطورات التي تطرأ على شخصية الأبناء، ولو كلٌ قام بدوره في هذا الأمر لوفرنا كثيرا من الجرائم التي ارتكبت، واتبعت مثل هذه الطوائف الضالة التي لا يرضاها عاقل، رغبة من تلك الجماعات في خلق نوع من البلبلة في المجتمع، ولن يتحقق لها ذلك باذن الله". وأضاف اللواء صالح بن فارس الزهراني، الخبير الأمني، مستشار الأمير نايف - رحمه الله - عضو مجلس الشورى سابقا، أن المنجزات الأمنية رائعة بكل المقاييس، وتتميز على معظم أجهزة الأمن في العالم من حيث السرعة والدقة في المتابعة، وإلقاء القبض على المجرمين، واكتشاف الجرائم قبل وقوعها لا سيما جرائم الإرهاب، مشيرا إلى أن ما أنجزته أجهزة الأمن في المملكة في جريمة "قديح القطيف" عمل عظيم يدل على مستوى عال من التدريب، لرجال الأمن، وكذلك مستوى عال من التجهيز، والدقة في اليقظة، وأشار إلى أن تحصين الأجيال من هذا الخطر يعد مهمة محورية تشمل عدة جهات تبدأ من الأسرة، والمدرسة والإعلام، والمساجد، ووسائل التواصل الاجتماعي، منوها إلى أن هذه الأمور تحتاج إلى تفعيل إيجابي لمكافحة هذا الخطر، وتحصين الشباب ضد الأفكار الضالة والهدامة. وقال اللواء فارس "هناك خطط استراتيجية ولاشك لا بد أن تُراجع بما يقتضي استيعاب المستجدات في هذه الظواهر، فالحدث البالغ من العمر 15 سنة، المُنضم إلى الفئة الإرهابية في جريمة القديح، دليل على أنه نشأ في بيئة متطرفة، فدور الأم خطير في هذا الجانب، ودور الأسرة ككل مهم ومحوري، وكذلك الأب. من المهم الاعتناء بالأسرة، ووسائل الإعلام، والتوعية، وهي السلاح رقم واحد لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة"، مشيراً إلى أهمية التوعية بخطورة هذا التنظيم وأهدافه، وأساليبه وغاياته التدميرية، وزاد،"نسأل الله أن يكفينا شر هذه الجماعات، وأن يمكننا من السيطرة عليها وتحجيمها إلى أقصى حد ممكن، وأن يحفظ شعبنا وقادتنا ومقدساتنا من كل سوء" . من جهته، أكد اللواء مسفر الزحامي، المختص الأمني، مدير شرطة جدة سابقا، أن الإجراءات الأمنية تشرِّف وتثلج الصدور، وتُفرح كل مواطن غيور، مشيرا إلى أهمية وتميز وقياسية ما توصلت إليه الأجهزة الأمنية بشأن خلية "قديح القطيف"، من خلال الأساليب الأمنية، ومعرفة فئة العمر، إضافة إلى أن عملية القبض كانت في وقت قياسي جدا، معربا عن أمنياته لكل مواطن بأن يحرص على أبنائه، لأن المشكلة الآن أصبحت في جيل صغير جدا، لافتا إلى أهمية مسؤولية الأسرة والمدرسة الآن، فليست مسؤولية رجال الأمن في المقام الأول، وأضاف اللواء الزحامي "نعزي أنفسنا وأهالي الضحايا في حادث القديح الأليم، والآن على كل رب أسرة أن يُركز، ويراقب تصرفات أولاده، ويراقب رفاقهم، وأصدقاءهم، وأين يقضون أوقات فراغهم، ويقوم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي معهم، دون أن يتركهم مع السيئ والحسن، كما أن على رجال الإعلام أن يُبغضوا هذا الخطر".
إنشرها

أضف تعليق