علماء وأكاديميون: حادثة القديح لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما

علماء وأكاديميون: حادثة القديح لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما

علماء وأكاديميون: حادثة القديح لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما

قال لــ«الاقتصادية» عدد من علماء الدين والأكاديميين والمسؤولين في المنطقة الشرقية، إن أحداث تفجير القديح لن تزيدهم إلا قوة ولحمة وأخوة وألفة، وسيقفون جميعهم صفا واحدا، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، أمام الإرهاب الذي يستهدف أرض الحرمين, مضيفين في الوقت نفسه أن المستهدف في العملية ليسوا الشيعة فقط، بل كل شبر من أرض الحرمين الشريفين من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها. وأوضح الشيخ عبدالرحمن الرقيب رئيس محاكم الاستئناف في المنطقة الشرقية، أن ما وقع لإخواننا في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح مصاب جلل، ليس على الشيعة فقط، بل على جميع الأمتين العربية والإسلامية, مضيفا أن يد الغدر والإرهاب دنست بيوت الله وهتكت محارمه، ولم تفرق بين كبير وصغير. وقال الشيخ الرقيب نحمد الله على نعمة الأمن والأمان ووحدة الصف والكلمة والوقوف صفا واحدا أمام أي ممن يريد الإساءة لهذا البلد من بث الفتنة بين أبنائه, مضيفا أنه ساءنا أشد الإساءة تعرض دور العبادة ومن فيها من المصلين، وهذا يجعلنا نستحضر ونحن نعيش هذا الظرف ما نعيشه من أمن وأمان واستقرار، وأن نقف أمام العابثين أو من يريد العبث، وأن نجدد الثقة بولاة الأمر ورجال الأمن لحماية هذا الوطن. وأشار رئيس محاكم الاستئناف في المنطقة الشرقية إلى أن هذا العمل الإجرامي المشين هو امتداد للعدو الخارجي، حيث إن هؤلاء المجرمين ينفذون ما يطلبه قادتهم ودولهم التي ترعى الإرهاب وتدعمه وتموله، وتستهدف أن يكون شبابنا هم وقودا تلك الجرائم، ومنهم من يتخذهم لتحقيق أهدافهم ومآربهم وإشعال الفتنة في البلد الأمن الذي جعله الله مثابة للناس، مضيفا: نشد على أيدي ولاة أمرنا في تتبع هؤلاء المجرمين والأخذ على أيديهم ومن وراءهم ممن يمول هذه العمليات أو يتواطؤ معهم، أو يشجعهم أو حتى يسكت عنهم ويتعاطف معهم. وأوضح أن من فجَّر مسجد علي بن أبي طالب حكمه الشرعي خالدا مخلدا في النار، يأتي يوم القيامة بما قتل الله به نفسه, مضيفا "في الوقت الذي نواسي فيه أهل وذوي القتلى والمصابين، نشد على أيدي العلماء والمفكرين الالتزام بالصبر والحكمة، وألا يكون هذا العمل مثيرا للطائفية أو العداوة، وأن نكون سدا منيعا أمام المغرضين، الذين يهدفون إلى إثارة الفتنة والطائفية, فالمستهدف هو الوطن ومن فيه، وما يحتويه من مقدسات، وأن نتذكر أن أشرف بقعة وهي البلد الحرام لم تسلم من أذى الخوارج ومن شاكلهم، لذا يجب علينا أن نكون يدا واحدة أمام العدو الذي يستهدف أمن ومقدرات هذا الوطن، وأن يكون كل واحد منا رجل أمن أمام من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن. وأكد منصور السلمان أحد مشايخ القطيف، أن بيان وزارة الداخلية كشف حقائق المتلبسين بالجريمة من أصحاب الخلايا النائمة التي ساعدته على فعلها الشنعاء تلك الأفكار التكفيرية. #2# وقال: بيان "الداخلية" أكد القبض على رؤوس الشر التي غررت بهؤلاء المجرمين والقضاء على أرباب الفتنة لنعيش في وطن آمن، يجمع الجميع على ما كنا عليه سابقا, حيث إن مثل هذه الظروف والحدث الإجرامي والتخبطات الإعلامية وتغيير المسار وتضييق الطريق عن المجرمين الحقيقيين ونشر التهم وتوزيعها من هنا وهناك لتضليل الرأي العام وإخفاء المعالم الحقيقية، ما يجعل أرباب المصائب لا يعولون على أحد في الأخذ بحقهم؛ لأن المتصيدين في الماء العكر استغلوا الحادثة الإجرامية لمآربهم الشخصية، سواء عبر الصحف أو القنوات أو الكاريكاتيرات المرسومة ليأتي البيان ويكشف حقائق أولئك المجرمين الإرهابيين. من جهته، قال إبراهيم النمر أحد أعيان المنطقة الشرقية، إن المملكة مستهدفة، ويجب على أبناء الوطن من سنة وشيعة بدو وحاضرة أن يلتفوا حول القيادة، وأن يكونوا السد المنيع أمام العدو، وأن يكونوا رجل الأمن الأول في مواجهة الفتن. وبين النمر أن الإرهاب والإرهابيين لا دين لهم ولا ملة، ولا يستهدفون طائفة معينة، بل إنهم يستهدفون الجميع كبارا وصغارا، رجالا ونساء، وأكبر دليل تفجيرهم الماضي لبيت من بيوت الله، وفي أفضل الأيام وأبركها يوم الجمعة, مضيفا أن من يقول إن المستهدفين في حادثة القديح هم الشيعة فقد كذب على نفسه قبل كذبه على غيره, فإنهم بالأمس قتلوا رجال الأمن في العاصمة، ومن قبلها في القطيف، وفي شمال المملكة وغربها وجنوبها, فلنبعد عن الفتنة الطائفية ولا نقحمها في مثل هذه الحوادث التي أصبحت تتكرر كثيرا، فالعلماء والأدباء والحكماء يعرفون مَنْ وراء هذه الأعمال الإرهابية، والهدف منها، والجهلاء وضعاف النفوس هم من يقحمون الطائفة الدينية عند وقوع مثل هذه الأحداث. وأوضح أن الجميع يستنكر ويشجب ما حدث في أحد بيوت الله الجمعة الماضية، التي راح ضحيتها 21 شهيدا وأكثر من 100 مصاب، وأن ما يثلج الصدور هو تدفق السنة والشيعة من الجنسين على المستشفيات والمراكز الصحية للتبرع بالدم، بما يدل على المحبة والأخوة واللحمة الوطنية التي تميزت بها المملكة عن الكثير من غيرها من الدول, مضيفا أننا جميعا نعزي الوطن قبل المواطن في الضحايا الذين لا ذنب لهم، ونشد على أيدي وزارة الداخلية لما تقدمه من إنجازات ضد الفئة الضالة، نسأل الله الأمن والأمان تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع. وأضاف الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن من قام بالتخطيط والتنفيذ لحادثة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح، لا يبغض السعودية وإنما يبغض الإنسانية جمعاء, حيث إنه لا أحد يفكر أن يقوم بهذا العمل الشنيع الذي أزهق أرواحا بريئة داخل بيت من بيوت الله. وأوضح أن الحادثة أثبتت وقوف أبناء الوطن يدا واحدة مع قيادته لحمايته، خاصة أن أبناء الوطن يحملون فكرا واحدا بأن هذا العمل الإجرامي مشين ومشجوب، ولا تنفذه إلا أيادٍ مدعومة من أناس يبغضون الإنسانية وليس السعودية. تابع: "ديننا الحنيف أمرنا بالرأفة بالحيوان، والاهتمام بالشجر، فما بالك بالإنسان، الذي كرمه الله عز وجل، فكيف يتم زهق هذه الأرواح في أطهر بقاع الأرض وهي المساجد". وقال: "من لا يستنكر ويشجب هذا الجرم الشنيع، فإنه إنسان بعيد عن الدين الحنيف وتعاليمه التي تحس على التسامح والترابط والألفة بين المسلمين، بل إن من لا يستنكر هذه الجرم بعيد عن الإنسانية". وأضاف: ندعو الله- سبحانه وتعالى- أن يكون هذا الوطن آمنا مستقرا، وأن يوفق قيادته وشعبه في حمايته وصون أراضيه ودماء أبنائه، والتصدي للأشخاص الذين يحملون أفكارا متطرفة لا تريد لهذا الوطن الاستقرار والأمن، مفيدا بأن الشعب السعودي دائما ما يكون يدا واحدة، وأكثر تماسكا في الأزمات، وضد كل من يريد الشر بوطنه. وأبان السلطان أن القيادة الحكمية حرصت وتحرص على دعم قضايا الشباب، وتسعى دوما إلى توفير سبل العيش الكريم للشباب بتوفير فرص التعليم في مختلف مراحله، والابتعاث والتوظيف، لذا فقد آن الأون لمن غرر بهم بالعودة إلى الصواب والتوبة إلى الله، وأن يشكر الله على النعم التي أنعمها عليه. وأضاف: على الشباب الابتعاد عن الهدم، والتوجه إلى البناء، والتكاتف مع قيادته، ويكون ضمن اللحمة الوطنية، وأن يراعي الله فيما يفكر فيه أو ينفذه؛ لأن عقاب الله شديد لمن يزهق أرواحا بريئة مسالمة. من جانبه، قدم المهندس فهد الجبير أمين المنطقة الشرقية التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وإلى الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع، وإلى الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية وإلى أهالي محافظة القطيف عامة وبلدة القديح خاصة، من جراء ما تعرضوا له من عمل إرهابي، تجرمه جميع المذاهب والأديان. وتابع: ونحن مغبوطون على هذه النعم، ومحسدون على هذه اللحمة، طوال عقود من الزمن وبلاد الحرمين الشريفين تعد مثالاً على التكاتف واللحمة الوطنية، لا تفرق بين أي طائفة؛ لأن الجميع سواسية، يعيشون في أمن وأمان على أرض هذه البلد المباركة. وأكد أن العين لتدمع والقلب ليحزن على ما حدث من جريمة نكراء لا تمت للإنسانية بأي صلة، ولا يقبلها أي دين أو مذهب، لقد حاولت يد الإرهاب أن تعزف على وتر الطائفية بهذه الجريمة النكراء، ولكن نقول لهم لم ولن تفلحوا بإذن الله؛ لأن الجميع بلا استثناء في بلاد الحرمين الشريفين ينبذ الفتنة الطائفية والمذهبية، ولن تتمكنوا من زعزعة أمننا واستقرارنا بفضل الله عز وجل ثم بفضل حكمة حكومتنا الرشيدة. وأضاف: نحن نحتاج في هذا الوقت إلى توعية الجميع من مخاطر وأفكار هذه التنظيمات الإرهابية، ويجب علينا أن نتعلم معنى التعايش، ونشره بين جميع الفئات الشبابية، وكذلك تجريم التصنيف المقيت البعيد عن منهج الإسلام وسماحته. حفظ الله بلادنا من شر الأشرار وكيد الأعداء. وقال الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير التعليم في المنطقة الشرقية، إن هذا الفعل الإجرامي الذي راح ضحيته أبرياء لا ذنب لهم يعد جريمة بحق الدين الإسلامي الذي ينكر مثل هذه الأفعال الإرهابية، وما حدث من تفجير وتدمير يعد أيضا جريمة نكراء بحق المواطنين الآمنين، حيث لا هدف لهذه الفئة الضالة سوى زعزعة الأمن والاستقرار. وأكد المديرس ضرورة تكاتف الجهود للقضاء على هذا الفكر التخريبي، وعدم السماح لأي عابث ينوي شق وحدتنا، وأن نكون يدا واحدة تقف في وجه الإرهاب, مضيفا أنه يجب العمل على أبطال دعاوى المخربين والمشوشين بالتوعية الراسخة والتحذير من مخاطر أفكارهم التي تعمل جاهدة على محاولة تخريب هذه البلاد، وتفويت الفرصة عليهم بالسد على منافذ أفكارهم، وكشف حجم الدمار منها, مشيرا إلى أن هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة، ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام، مدرك لحرمة الدماء وعصمتها، حيث الهدف من مثل هذا الاعتداء إيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع، وتؤدي إلى الشقاق والفرقة والخلاف ونشر البغضاء والكراهية. وأضاف أن للمواطن دورا كبيرا في المساهمة في حفظ أمن هذا البلد من خلال المحافظة على مكتسباته ومقدراته، وأن يكون سندا للأجهزة الأمنية، مشيرا إلى ضرورة تكاتف الجهود، والتلاحم مع رجال الأمن كصف واحد للقضاء على ظاهرة الإرهاب، سائلا الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل بلاء، وأن يديم نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله. وختم المديرس بالشكر للأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية على وقفته الأبوية ولفتته الإنسانية الكبيرة تجاه المصابين والمتضررين من هذا الحادث الأثيم، وزيارته لهم في المستشفى، إلى جانب وزير الصحة ومدير عام الشؤون الصحية في المنطقة، وكل الطواقم الطبية العاملة في المستشفى. من جهته، قال الدكتور شافي الدامر أستاذ العلوم السياسية ورئيس الدراسات العامة في جامعة الملك فهد للبترول، إن برقية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية تأتي من منطلق حرص القائد والأب للشعب السعودي بكل أطيافه، وما توجيهه لولي العهد من خلال البرقية إلا من حرصه وهمه الذي يحمله في سبيل أمن الوطن والمواطن. وبين الدكتور الدامر أن الإرهابيين يهدفون من مثل هذه الأعمال الإرهابية إلى زعزعة أمن المملكة لكنهم لن يفلحوا في ذلك، فأمن المملكة ولله الحمد يزداد متانة؛ واحترافية رجال الأمن في ازدياد.
إنشرها

أضف تعليق