هل يصاب القلب بالسرطان؟

هل سمعت بإصابة أحد من قريب أو بعيد بسرطان القلب؟ إذا كان الجواب لا.. فما الميزات التي يتمتع بها كي يكون بمنأى عنه، وهو المرض الذي لم يدع جزءا في جسم الإنسان لم يغزُه! في الحالة الطبيعية تقوم 37.2 تريليون خلية بعمليات تنظم أجسادنا وتحافظ على صحتنا، فتنمو كل خلية ثم تنقسم، وتموت في وقت محدد ليتم استبدالها بغيرها، والسرطان هو اختلال هذه العمليات، فلا تموت الخلايا بل تستمر في الانقسام مُشَكِّلة مزيدا من الخلايا ذات الـ DNA المشوّه. والقلب أحد هذه الأعضاء، وبرغم أن حجمه لا يتجاوز قبضة يدك ولا يتعدى وزنه لدى البالغين 300 جرام. إلا أنه أيقونة الحياة، يعمل ليل نهار دون كلل أو ملل، ويضخ في الدقيقة الواحدة خمسة لترات من الدم، قاطعا مسافة من الأوعية تقدر بـ 100 ألف كيلومتر، ويصل مجموع ما يضخه في اليوم الواحد إلى 7200 لتر، أي 200 مليون لتر في السنة! في الواقع القلب كغيره من أعضاء الجسم، معرض للإصابة بالأورام سواء من داخل خلاياه أو من خلايا انتقلت إليه من أعضاء أخرى. ومن نعم الله أن أورام القلب سواء الحميدة أو الخبيثة نادرة جدا، بل لا تكاد تذكر، فهي لا تتعدى 0.1 في المائة أو 1 في الألف، وفي دراسة طويلة الأمد جرت في هونج كونج لـ 13 ألف حالة ورم كانت سبع إصابات منها فقط في القلب ومن هذه السبع ست حالات ورم حميد، يعني حالة سرطان واحدة في القلب! وذكر الأطباء أن معظم الأورام التي تغزو القلب تأتيه من الأعضاء الأخرى وتحتل القسم الأيمن من القلب، أي في المكان الذي يدخل منه الدم. يقول الطبيب ميتشل جاينور في كتابه The Gene Therapy Plan "إن العلماء بدأوا أخيرا فهم الآلية التي تسبب ظهور السرطان، وتحديد العوامل المسرطنة التي تأتي من البيئة أو من الطعام الذي نتناوله! ومن هذه العوامل الخلايا الشحمية أو الدهنية، وهي أكثر أنواع الخلايا حملا للمواد المسرطنة، وذلك بسبب عدم قدرتها على إزالة تلك المواد لافتقارها إلى الإنزيمات المعقمة والجينات التي تبطل عمل الخلايا السرطانية، وهذا يفسر انتشار سرطان الثدي بكثرة، لأن الثدي غني بالخلايا الشحمية. أما القلب فلا يحوي نسيجا شحميا، كما أن خلايا عضلة القلب من النادر جدا أن تنشطر عكس خلايا الجسم الأخرى حيث تتجدد بنسبة 1 في المائة سنويا فقط! وأيضا لطبيعته العضلية، ولأنه مغلف بغشاء يسمى "التامور"، يحمي القلب من أخطار كثيرة منها الأورام السرطانية. ولهذا نجد القلب يقاوم السرطان بشدة ويعيش بعيدا عنه!