Author

تغريدة تقود إلى الوزارة

|
يستمر وزير التجارة والصناعة النشط في استباقيته وردود أفعاله على ما تمر به وزارته من مواقف وأزمات، وهي لا تسلم من المفاجآت يوميا. لكن الرئيس الناجح عندما يحيط نفسه بمجموعة من الأكفاء ويعطيهم الفرصة لإبراز قدراتهم، سيحقق النجاح دون شك. إن الاستفادة من كل القدرات البشرية المتوافرة بعد التعرف على كل واحد مسؤولية كبيرة، فيها حفظ حقوق الناس ومكافأة المتميزين وتطوير الأداء بشكل أفقي يخدم الجميع، وعمودي يخدم الصالح العام، وهما عنصران متلازمان لا يمكن الفصل بينهما. يأتي في السياق التعرف على ذوي القدرات المتميزة، وهي مهمة تحتاج إلى مهارات شخصية وتطبيق نظريات ممارسة متعارف عليها. عندما قرر الوزير أن يعين أحد مغردي الإنترنت في وظيفة حماية المستهلك، بعد أن شاهد ما يقوم به من أعمال هدفها إيضاح الصعوبات التي تواجه المستهلك، وتسلط الضوء على المخالفات والتجاوزات، كان الوزير يعمل بنظرية مهمة وهي الاستفادة ممن ينتقدون القطاع ليصبحوا جزءاً من المنظومة ويساهموا في حل تلك المشكلات التي كانوا يغردون بشأنها. تنجح النظرية في كثير من الأحيان، خصوصا إذا كان النقد يهدف لإصلاح الوضع وليس النقد للنقد. بل إنها تكشف الناقدين الذين يهدفون لمجرد البلبلة والإساءة للمسؤول أو القطاع. عندما استقطب الوزير المغرد، حقق مجموعة من الأهداف. فهو أدخل عنصر التغيير في تسليم المناصب الحكومية التي كانت تعتمد على الترقيات والأقدمية، كما تحرك باتجاه المجتمع وضمن تفاعلهم معه بحكم معرفتهم بالناقد، ورغبتهم في أن يثبت ذاته. تغيرت طريقة تعامل الإدارة مع مشكلات المستهلك، وأصبح في الوزارة صوت يمنحها قدرا كبيرا من الشفافية، وأصبح الناس يشاهدون معلومات لم يكونوا يعرفونها عن الوزير ووزارته. من تلك المعلومات ما أورده الشاب المعين حديثا في الوزارة عن نتائج لقاء الوزير مع مجلس الاقتصاد والتنمية، تلك المقابلة التي نقل فحواها الوزير لكل موظفيه، وأعطاهم الفرصة للتعليق عليها. تحدث الشاب أيضا عن شكر الوزير لكل موظفيه على ما يبذلونه من جهود أسهمت في نجاح لقائه وإيجازه للمجلس، ونقل لهم آراء وردود أفعال أعضاء المجلس، ليسهم في منح الشفافية لعناصر أخرى خارج منظومة الوزارة.
إنشرها