أخبار

الملك : امتلاك أسلحة الدمار الشامل في المنطقة تهديد للسلم والأمن الدوليين

الملك : امتلاك أسلحة الدمار الشامل في المنطقة تهديد للسلم والأمن الدوليين

برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عقد قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لقاءهم التشاوري الخامس عشر اليوم في قصر الدرعية بالرياض بحضور فرانسوا هولاند رئيس فرنسا. وافتتحت الجلسة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني كلمة قال فيها : خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية حفظكم الله .. أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظكم الله .. فخامة الرئيس فرنسواولاند رئيس الجمهورية الفرنسية الذي نرحب بفخامته بهذا اللقاء المبارك .. أصحاب السمو والمعالي والسعادة الحضور الكرام. يشرفني في هذا المقام أن أحييكم وأبارك جمعكم الكريم في اللقاء التشاوري الـ 15 الذي ينعقد بضيافة كريمة من خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" ينعقد هذا اللقاء فنستذكر اليوم ببالغ الاعتزاز والتقدير والعرفان السيرة العطرة للمك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "طيب الله ثراه" وجعل الجنة مثواه الذي نذر نفسه رحمه الله لخدمة دينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية وعزاءنا الكبير لخير خلف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي يتولى قيادة المسيرة المباركة بحكمته المعهودة وخبرته المشهودة. ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كلمة فيما يلي نصها : بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الأخوة الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو .. فخامة الصديق فرانسوا أولاند .. الحضور الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : إنه لمن دواعي سرورنا أن نرحب بكم وبفخامة السيد فرانسوا أولاند رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة الذي يشاركنا اليوم كأول ضيف شرف في هذه القمة التشاورية ليعكس ذلك متانة العلاقات بين دول مجلس التعاون وفرنسا. وإننا إذ نقدر لفرنسا دورها الفاعل في الإسهام في استقرار منطقتنا ومواقفها الإيجابية تجاه قضايانا الإقليمية لنتطلع إلى تعزيز ما يربطها ببلداننا من علاقات وطيدة في المجالات كافة. الأخوة أصحاب الجلالة والسمو .. الحضور الكرام : في مستهل اجتماعنا هذا فإننا نستذكر المآثر الجليلة لأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "تغمده الله بواسع رحمته" والذي كان حريصا أشد الحرص على تحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من الارتقاء بمسيرة عملنا المشترك ليكون مجلسنا هذا كيانا منيعا يشكل مظلة قوية لحماية أمن دولنا واستقرارها. أيها الأخوة : يأتي لقاؤنا اليوم وسط ظروف صعبة وتحديات بالغة الدقة تمر بها منطقتنا وتستوجب منا مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوبنا ودولنا ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من أطماع خارجية ترتكز في سعيها لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها وزرع الفتن الطائفية وتهيئة البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب. وقد جاءت استجابة دول التحالف لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن الشقيق للدفاع عن النفس بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني العزيز الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال. وإننا وبعد أن حققت عملية عاصفة الحزم "ولله الحمد" أهدافها لنتطلع إلى أن تدفع عملية إعادة الأمل جميع الأطراف اليمنية للحوار وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وذلك من خلال الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216) والإسراع في تنفيذه لينعم اليمن الشقيق بالأمن والاستقرار. كما أننا نؤكد ترحيب دولنا بانعقاد مؤتمر الرياض لكافة الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره وذلك تحت مظلة مجلس التعاون قريبا بإذن الله. وفي إطار حرصنا على بذل كافة الجهود لمساندة الأعمال الإنسانية والإغاثية والتي يأتي في مقدمتها الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز في معاناته الإنسانية فإننا نعلن عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية ويكون مقره في الرياض. آملين في مشاركة الأمم المتحدة بفاعليّة في ما سيقوم به هذا المركز من تنسيق لكافة الأعمال الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية. وتقديرا منا للأوضاع الحالية التي يمر بها الشعب اليمني الشقيق ومؤازرته في هذه الظروف فقد أصدرنا توجيهاتنا بتصحيح أوضاع المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق والسماح لهم بالعمل وذلك لتخفيف الأعباء عليهم ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم وسنستمر "بحول الله" في جهودنا الرامية إلى دعم اليمن الشقيق بكافة الإمكانات الممكنة حتى يتمكن من اجتياز أزمته وليعود عضوا فاعلا في محيطه العربي. الأخوة أصحاب الجلالة والسمو .. الحضور الكرام : إن السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي يمثل تهديدا بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب بل على السلم والأمن الدوليين وإننا لنهيب بالمجتمع الدولي وخصوصا مجموعة دول الخمسة زائد واحد للاضطلاع بمسؤولياتها الجسيمة بهذا الخصوص ولوضع قواعد صارمة تضمن المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها وبما يكفل الحيلولة دون الاندفاع في المنطقة نحو سباق التسلح الذي لن يكون إلا على حساب مسارات التنمية ورخاء شعوب المنطقة. أصحاب الجلالة والسمو .. الحضور الكرام : تظل القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمتين العربية والإسلامية نظرا إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق من مأساة ولما يمثله الاحتلال الإسرائيلي من تهديد للسلم والأمن الدوليين وقد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته وتفعيل دوره من خلال صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يتبنى مبادرة السلام العربية ووضع ثِقله في اتجاه القبول بها. وبالنسبة للأزمة السورية التي طال أمدها وزادت خلالها معاناة الشعب السوري الشقيق وتفشى الإرهاب فإننا نرى أن ما تضمنه بيان (جنيف 1) يمثل مدخلا لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا مع تأكيدنا على أهمية أن لا يكون لرموز النظام الحالي دور في مستقبل سوريا. وختاما نأمل أن يحقق اجتماعنا هذا تطلعات شعوبنا في دول المجلس لنكون أكثر تماسكا وتكاملاً بما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك ويحقق الغايات من قيام المجلس في التكامل والوحدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقب ذلك ألقى فرانسوا هولاند رئيس فرنسا كلمة عبر فها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على دعوته كأول ضيف شرف في لقائهم التشاوري الخامس عشر. وقال : أشكركم على إعطائي هذه الثقة بتوجيه هذه الدعوة لي وأنا أدرك هذا الشرف الذي أعطيتموني إياه لألقي كلمة أمام اجتماع اللقاء التشاوري لقادة دول لمجلس التعاون الخليجي وأود أن انتهز هذه الفرصة لأحيي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" على علامة الصداقة. وأضاف : عام 1981 عندما تم إنشاء مجلس التعاون الخليجي كانت دولكم متحدة لمواجهة خطر يتمثل في الحرب العراقية الإيرانية واليوم أنتم تواجهون تحديات جديدة وهي مرتبطة بالجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والتحديات التي تمثلها زعزعة استقرار عدد من الدول المجاورة بما في ذلك اليمن وقد تفضلتم ياخادم الحرمين الشريفين بتذكيرنا بذلك وكذلك المخاطر التي تترتب على أطماع عدد من الدول التي تتدخل في شؤون الآخرين وأمام هذه الأزمات لقد اخترتم إطلاق عدد من المبادرات وهذا معنى العمل الذي قمتم به مثلاً فيما يتعلق بسوريا لقد وقفتم إلى جانب المعارضة السورية وكذلك لا ننسى أن القمة الأخيرة التي انعقدت في مارس والتي قمتم خلالها بالإعلان عن تشكيل قوة عربية. وتابع يقول : فرنسا تدعمكم في العملية التي أطلقتموها في اليمن "عاصفة الحزم" التي تحولت الآن الى عملية إعادة الأمل بغية إعادة الاستقرار الى اليمن وأود أن أشير الى أن ضمان أمن البلدان المجاورة إنما هو تصرف ينبع من صديق وحرص على سلامة وأمن المنطقة ودولها فهناك أخطار وهناك تهديدات تواجه دولكم ونواجهها نحن أيضا وأود أن أعيد التأكيد على التزام فرنسا بالوقوف الى جانبكم ودعمكم وليس فقط بوصفنا الصديق والحليف لكم ولكن لأن الدفاع عن مصالحكم يعني أيضاً الدفاع عن أنفسنا. وأردف يقول : في الواقع نحن مع خادم الحرمين الشريفين اتفقنا على ترقية اتفاق الدفاع القائم بيننا على أعلى المستويات وهذا ما تفعله فرنسا في هذه المنطقة منذ 30 عاماً وكنا بالأمس في قطر وتناولنا أيضاً مثل هذا الموضوع والاهتمامات من أجل الاستقرار والأمن وإن فرنسا كانت دائما وما تزال تصر على صداقة وعلى أن تكون شريكا وحليفا قويا له مصداقية ويمكن الوثوق به ونحن نفعل ذلك عن طريق توفير أفضل التكنولوجيا وعن طريق الالتزام بشراكة في المجال الصناعي وفرنسا ستستمر في لعب دورها وستستمر في العمل من أجل إيجاد حلول للأزمات ونحن لن نألو جهداً في سوريا مثلاً كي نقوم على جمع المعارضة المعتدلة ودعمها وكذلك كل أطراف المعارضة لكي يكون لسوريا مستقبل ينعم بالسلام وكذلك نحن شريك وسنبقى شريكاً للتحالف القائم في العراق لمكافحة جماعة داعش الإرهابية ونحن دائماً ندعو إلى المصالحة بين كل الفرقاء العراقيين ولم شملهم وبموازاة ذلك نعمل من أجل التوصل إلى اتفاق في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة لكي يكون هناك تحول سياسي يعيد الاستقرار إلى هذه المنطقة. وقال الرئيس الفرنسي : إن فرنسا تقف إلى جانبكم فيما يتعلق بدعم الشرعية في اليمن من أجل وحدة وحرية اليمن وتنفيذ القرار 2216 لمجلس الأمن الذي كنا شاركنا في تقديمه وهذا القرار يجب أن ينفذ بأسرع ما يمكن ويجب أن نستمر في دعم السلطات الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي حتى يتمكن من العودة لتحقيق المصالحة في اليمن وأود أن احيي المبادرة التي قمتم بها سيدي خادم الحرمين الشريفين لعقد المؤتمر في الرياض قريبا. وأضاف : فيما يتعلق بإيران المباحثات الجارية حالياً حول الملف النووي الإيراني تستحق منا الحرص واليقظة وفرنسا تفعل ذلك نحن نريد أن يكون الاتفاق قوياً ومستداما وقابلا للتحقق ويجب أن نعرف وتتعهد إيران بأنها لن تحصل على السلاح النووي واتفاق لوزان ليس سوى اتفاق مرحليٍ هو مجرد خطوة على الطريق .. والطريق لايزال طويلا نحن نريد أن تكون هناك شفافية كاملة وتامة وفيما يتعلق بالعقوبات نحن نؤيد أن يتم رفعها بشكل تدريجي ويجب أن نبقى متنبهين لتصرفات إيران والاتفاق الذي يجب أن نتوصل إليه لا يمكن أن يكون سبباً او يؤدي إلى زعزعة الدول في هذه المنطقة ونرى كذلك أن الحظر على توريد الأسلحة نحو إيران يجب أن يبقى قائما ونحن نريد أن نحكم على إيران بالأفعال وليس بالأقوال. وتابع الرئيس الفرنسي يقول : فرنسا بلد مستقل وهي تتصرف بكل سيادة في ما تقرر أن تفعله او لا تفعله وبالتالي أن شراكتنا مع دولكم ومع هذه المنطقة شراكة قوية نحن أوفياء لأصدقائنا ولالتزاماتنا وفرنسا لاتتردد في القيام بعمل ما أن كان هذا العمل ضروريا حتى لو كان عملاً عسكريا ولكننا دائماً نغلب صوت المفاوضات وصوت العقل والحكمة إذا أود أن أعمل بكل قواي على تعميق العلاقات وتعميق هذه الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلادي وبلدانكم ومنظمتكم على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ومجال الطاقة ولا أنسى المستوى الثقافي .. شراكتنا هي ثمرة التاريخ وارث التاريخ لذلك نريد العمل على تعميق هذه الثقة والصداقة. ويضم وفد المملكة في اللقاء الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ووزير الخارجية عادل الجبير كما شارك في اللقاء أعضاء الوفود الرسمية المرافقين لقادة ورؤساء وفود دول المجلس.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار