Author

سعود الفيصل .. الوزير المحنك الخبير

|
يقول نيلسون مانديلا "ليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة"! ـــ في أحد الاجتماعات العالمية للقضية الفلسطينية كان على الأمير سعود الفيصل أن يحضر بالتزامن مع مبعوثي الخارجية اليهودية على طاولة حوار، لكنه طلب من المنظمين شرطا يدل على بعد نظر ومغزى قد لا يفهمه الكثيرون، فقد اشترط أن يدخل هو من باب والوفد اليهودي من باب آخر ولم يصافح أيا منهم، وحين سألوه عن ذلك أجاب بثقة: "لم نأت للتهريج وإضاعة الوقت"، وعندما بدأ وفد الخارجية اليهودي بالتحدث أبعد السماعة عن أذنيه مظهرا لا مبالاته بما يقولون، الإحساس بمرارة ما يعانيه المواطن الفلسطيني من إهانة وظلم فوق أرضه ووطنه دفع "بالفيصل" إلى إرسال رسائل غير مباشرة لهذا الوفد بأن الإهانة يستحقها من يغزل أطرافها فوق أرض ليست ملكه! ــــ من مواقفه التي تدل على الشجاعة في قول الحق بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى ما صرح به في مجلس الأمن بعد أحداث غزة حين قال "نحن كعرب مسالمون ونبحث في السلام، ولكنكم تماطلون وتسفهون كل مطالب السلام، لذلك إن تم ذلك مرة أخرى سنقوم بإدارة ظهورنا لكل قراراتكم والبحث عن خيارات أخرى"، وبعد تصريحه الذي يشبه زئير الأسد حين يغضب تم فك الحصار اليهودي عن غزة! قال عنه وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليبند: "سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجية لا يستهان بها". وقال عنه جورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي "لو كان لديّ رجل مثل سعود الفيصل ما تفكك الاتحاد السوفياتي". ما الأمر الذي أجبر حتى خصوم هذا الوزير المحنك أن يعترفوا له بالبراعة والحنكة السياسية وقوة الشخصية والمنطق الواضح الممزوج بشجاعة أدبية قل نظيرها؟! ببساطة.. إنه قوة التأثير! كثير من الشخصيات تمر على كوكبنا مرور السلام بغض النظر عن ثرائها ووجاهتها ومنزلتها، لكنهم لا يتركون أثرا، ولذلك حضورهم وغيابهم سواء! فإن أردت أن تتعرف على إحدى الشخصيات العميقة الواسعة الخبرة التي تركت أثرا في قلوب الناس حزنا على طلبه الإعفاء، فانظر إلى الأمير سعود الفيصل ... وستدرك ما تعنيه قوة التأثير والقدوة للآخرين!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها