Author

إعادة اختراع الحكومة

|
كنت الأسبوع الماضي أحاضر عن القيادة والإدارة في مجموعة من القياديين الذين استفدت من العمل معهم أكثر مما استفادوا من وجودي. كمّ الخبرة والمعلومات كانت ميزة جعلتني أحاول أن أستمع كلما أراد أحدهم أن يتحدث. أتوقع أن هذه كانت حالة جميع الحاضرين خلال أيام الدورة الثلاثة. واحد من العناصر التي تحدثنا عنها بإيجاز كان النظريات الحديثة في الإدارة والقيادة. واحدة من هذه النظريات التي أصبحت مسيطرة في عالم اليوم هي نظرية إعادة اختراع الحكومة. رغم اعتراض بعض الحضور على المفهوم بحكم العمل الحكومي المسيطر، ومحاولات الإدارات خفض تكاليف التنفيذ الذاتي مقارنة بالطرح في منافسات أو تفويض الأعمال، إلا أننا وصلنا إلى اتفاق أنه لا يمكن أن تسير الأمور بالطريقة الحالية في القطاع الحكومي لفترة طويلة. تزداد الميزانيات وتنخفض كفاءة وجودة المخرجات التي يقدمها القطاع العام بشكل مستمر. هذا يعني أنه لا يمكن أن تتعايش الأجيال القادمة مع أسلوب إدارة الخدمات القائم اليوم. التغيير ليس خيارا، بل هو ضرورة ستصبح واقعا شئنا أم أبينا. أعتقد أن هذه القناعة هي التي وصلت إليها قيادتنا، فقررت أن تتعامل مع الواقع وتتخلص من الترهل الإداري الحاصل الذي ينذر بخطر مستقبلي إذا نظرنا لنتائج التعداد السكاني التي تبشر بطفرة في المستقبل القريب. تبنت الدولة أمرين مهمين. الأول: هو إعطاء مقاليد القيادة للشباب فبرز اثنان من خيرة الرجال على هرم وزارتين سياديتين، ثم تم ضمان استمرار الفكر الشبابي والنظرة الطموحة بقرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد والأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد. الثاني: توجهت القيادة نحو الناجحين في القطاع الخاص لمنحهم الفرصة لإدخال التطوير والتجديد في مسار العمل الحكومي. تأكد هذا في عدد من التعيينات الوزارية والمؤسسية وآخرها تعيين المهندس خالد الفالح الرئيس التنفيذي السابق لشركة أرامكو السعودية وزيرا للصحة. أتوقع أن تحدث تطورات هائلة في الحكومة مع هذه التعيينات وانتشار روح المساءلة والمحاسبة الفورية، هذا هو استخدام لإعادة اختراع الحكومة بأكثر أشكاله واقعية ومصداقية. لنا أن نتوقع أن نرى وزير الإسكان الجديد من القيادات التحويلية لتغذية عنصر مهم من عناصر الأمن الوطني، هو مع التعليم والصحة والأمن الضامن بعد الله لرفاهة الدولة والمواطن.
إنشرها