Author

أين إيران؟

|
سمعت خبر تبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ يتجاوز مليار ريال لمواد الإغاثة التي طلبتها الأمم المتحدة للشعب اليمني، قبل أن أسمع خبر طلب المبلغ من المنظمة الدولية. أمر تعوده العالم من المملكة وهي تسعف وتنجد إخواننا في كل بقاع الأرض. الذي شغلني وأنا أطالع هذا التبرع السريع والسخي سؤال هو: أين إيران التي تتحدث عن الشعب اليمني وتنطلق قنواتها بالقذف والسباب، ويتحدث عملاؤها بالسوء عن هذا البلد؟ أين هي من نجدة الشعب اليمني الذي تتبجح بأنها تطالب بحمايته؟ يجيب عن السؤال ذلك الكم الهائل من الأسلحة والذخائر والصواريخ التي دمرتها طلعات عاصفة الحزم بشكل يومي. نعم، هذه هي إيران على حقيقتها، إنها أكبر داعمي الإرهاب. فعندما يتعلق الأمر بتوفير وسائل الدمار فهي لا تتورع عن تقديمها لمَن يدورون في فلكها. وضعت إيران تحت تصرف الحوثيين أكبر ترسانة أسلحة في تاريخ اليمن، بهدف ضمان سيطرتهم على الدولة بالقوة وتنصيب ممثل للولي الفقيه في تلك البقاع، كما فعلت وتفعل في العراق ولبنان وسورية. الغريب والعجيب أن العرب لم يفهموا أن تدخل إيران في أي دولة عربية هو أسرع طريقة لتدميرها. إذاً فنحن متفقون والتاريخ يشهد أن إيران لم تقدم يد العون والمساعدة بإغاثة أو تعليم أو صحة لأي دولة عربية، وهي بالتأكيد لن تفعل لأن هذا يتعارض مع مبادئها الداعية لقتل العرب كل العرب بغض النظر عن مذهبهم. فلتذهب إيران إلى الجحيم، لنعد إلى واقع الحال اليوم. تبرع المملكة ليس غريباً، ولكنني كمواطن سعودي أجدني راغباً في أن أسهم في إغاثة الأشقاء في اليمن، بعد أن أصبحوا يواجهون صعوبات في حياتهم ويعانون نتائج العمليات التخريبية التي تقودها ميليشيات الحوثي ومناصري الرئيس المخلوع. عمليات تدمير البنية التحتية والخدمات ومصادر المياه والغذاء التي تشنها هذه العصابات، ستؤدي في يوم من الأيام إلى الإضرار بهم لأنهم جزء من الشعب اليمني ولابد أن يفطنوا لكل النظريات التي تقترحها عليهم إيران في التعامل مع هذه الأزمة ومآلهم في النهاية. أمر أخير أتمنى أن أراه، وهو أن يبادر أشقاؤنا الموسرون من اليمنيين الذين يعيشون في المملكة، بالمشاركة في إنقاذ مواطنيهم ووطنهم.
إنشرها