Author

إن عدتم عدنا

|
ما إن هدأت "عاصفة الحزم"، حتى بدأت ردود الأفعال "البائسة". البؤساء عادوا إلى تفكيرهم المنحرف الذي لا أظنهم غادروه، بل إنهم لا يستطيعون أن يغادروه بسبب إشكالية فكرية قابعة في العقل الباطن الانهزامي الذي ظن أنه انتصر في معارك كثيرة. معارك كتلك التي قتل فيها اللبنانيون وهجّروا وعانوا الأمرين بسبب مغامرة غبية لم تكن تهدف سوى إلى استدرار مزيد من الأموال وإشاعة الفرقة والتنازع بين الدول العربية التي وقعت ضحية قرار شخص واحد حصل عليه من شخص آخر يبعد عن الأزمة أكثر من ألف كيلومتر. الواقع يقول إنه ما دام رأس الفتنة حيّا فهو النصر في نظره، ولا بأس في أن يقتل الناس ويجوعوا ويعيشوا بلا مأوى فهم يضحون، لكن السيد لن يضحي. هو يختبئ خلف الشاشات، والسبب معلوم، ولكنه يتحول إلى شجاعة بحكم النظرية المنكوسة نفسها المعتمدة لدى البائسين. هذه المرة جاء نداء النصر من أحد كهوف صعدة، وهي حال أسياد ساكن الكهف نفسه، فما دام رأسه سالما، فلتذهب اليمن بمساجدها ومدارسها وبنيتها التحتية وشعبها إلى الجحيم. كانت سلوكيات الحوثي طوال فترة "العاصفة" وقبلها دليلاً على عدم اكتراثه بشيء سوى بسط نفوذه وتلبية أوامر أسياده. أذكِّر عبدالملك بأنه في غمار طيشه الفكري، ومراهقته السياسية يضع نفسه في موقع لن تحمد عاقبته. الشعب كشف عن حقيقته، والعمليات العسكرية جردته من قدراته التي كان يهدد بها البلاد، وليس أمامه سوى الإذعان لرغبة الشعب اليمني. "العاصفة" ستعود أشد وطأة إن هو استمر في سلوكه المريب ومحاولاته الدؤوبة للاستذكاء على مختصي السياسة الدولية وأساطينها، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه. ليعلم عبدالملك أن الكذب والاحتيال اللذين مارسهما لفترة طويلة، وتسامحت معه دول التحالف، لن يمرا مرور الكرام هذه المرة. عليه أن يعلم أنه ليس من يضع الشروط اليوم، فالمعركة انتهت لكن الحرب مستمرة. كما عليه أن يحاول أن يتعلم من الدرس أن إيران لا يهمها أمر عبدالملك، فهي تبحث عن إعادة الاعتبار لذاتها بعد انكشاف عملائها ومخططاتها لأقل العرب خبرة وثقافة ومعرفة، وفقدت مصداقيتها الدولية، فلا تعد لسلوكك السابق، فإن عدت عدنا.
إنشرها