Author

مايو .. شهر النصر والهلال

|
مايو الذي يطل بعد جمعتين، سيكون الشهر الأسخن في الكرة السعودية، خلاله سنعرف بطل الدوري وبطل كأس الملك والمتأهلين إلى ربع نهائي دوري الأبطال الآسيوي، إنه شهر الخلاصة والزبدة في موسم طويل، مليء بالصراعات داخل الملعب وخارجه. إذا استمر النصر والأهلي في حصد نقاط الجولة المقبلة من الدوري، سيكون العاشر من مايو يوم الفصل في هذا السباق الطويل، عندما يلتقي الجاران اللدودان العاصميان في موقعة مصيرية، إن فاز النصر فهو بطل الدوري، وإن فعلها الأزرق فسيهدي اللقب لأخضر جدة ويسدد ديني الأصفر عامي 1983 و1987، آنذاك أهدى النصراويون البطولة للاتفاق الذي لم يفز على الهلال ذهابا وإيابا. في مايو أيضا سيلتقي قطبا جدة، وهي مواجهة تاريخية فقط، أظنها محسومة للأهلي وفقا لعطاءات الفريقين هذا الموسم. منتصف الشهر الساخن سنكون على موعد مع مواجهة ملتهبة بين الهلال والاتحاد في نصف نهائي الكأس، وفي اليوم الأخير ختام ممتع في لقاء كبير على كأس رجل البلاد الأول بين قطبي العاصمة. على المستوى الآسيوي، لا تقل الأمور إثارة، إذا نجح القطبان العاصميان في تجاوز ضيفيهما القطريين، وفاز بيروزي على ضيفه الأوزبكي وهذا الأقرب، فنحن على موعد مع لقائهما الآسيوي الأول في التاريخ، وإياب اللقاء سيكون قبل نهائي الكأس المحلية بأربعة أيام. هل يوجد أكثر من هذه إثارة؟ لا أظن. أربعة لقاءات متوقعة بين الجارين الأشهر في القارة، أربعة لقاءات قد تصيب المتابعين بالتخمة الكروية، منها لقاءان يعلنان بطلا، ولقاءان سيدفعان الفائز حتما إلى منصة البطولة دفعا. هذه قراءة نظرية خارج الملعب، في داخله الأمور مختلفة، الطريق بين الفريقين إلى الصدام في نهائي الكأس المحلية يبدو معبدا ومتاحا للعبور، لن يجد الأزرق صعوبة في تجاوز الاتحاد وكذلك النصر أمام الشباب أو التعاون إن سلم الفريقان من مفاجآت الكأس. على المستوى الآسيوي، أعتقد أن الهلال مرشح كبير لانتزاع صدارة مجموعته، فيما طريق النصر وعر للغاية بمواجهة أفضل فرق مجموعته في مباراة مصيرية وهذا يهدد بنسيان لقاء العاصميين آسيويا. لقاء المصير في العاشر من مايو، يبدو فيه النصر أكثر رغبة وحافزا، أموره الفنية ليست على ما يرام، جراحه ما زالت تنزف، الفريق يشكو إنهاكا بدنيا ومعنويا بفقد أفضل عناصره في المراحل الحاسمة، فيما الهلال مدعو ليلتها لمباراة استعراضية، ينثر فيها فنونه أمام غريمه المتوعك كما ينثر الملح على الجراح. في الإطار المحلي، مواجهة الدوري هي الأهم للنصراويين، أهم من أي شيء آخر، إن نجحوا في تجاوزها، سيعالجون كثيرا من آلام فريقهم، وسيمضي مبتسما إلى الاستحقاقات الأخرى لا يسأل عن المنافس، فيما الهلال سيكون تركيزه الكبير على انتزاع كأس الملك وانقاذ موسمه المحلي ولا أجمل من أن يكون ذلك أمام النصر ذاته. الأحوال في اللقاء الآسيوي، إن تم، ستكون مقلوبة، الهلال يغيب عنه ناصر الشمراني، وهذا لوحده صداع كبير سيتخلص منه النصر، ويتحول إلى رؤوس الهلاليين، فما بالك إذا كان الغياب مباراتين؟!! معارك مايو الرياضية التي ستجمع القطبين العاصميين، لوحدها موسم كامل الدسم، تستهلك الكثير من الجهد والطاقة، وتحتاج إلى إدارة مختلفة، أشبه ما تكون بإدارة الأزمات، وأبرز أسباب نجاح مديريها، هو شحذ كل الطاقات خلف الأهداف القريبة، وتحويلها إلى أدوات مساعدة في الوصول بسلام إلى الأهداف المتوسطة والبعيدة. من ينجح؟ الإجابة تستغرق شهرا كاملا من الانتظار.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها