Author

الميليشيا أو المرتزقة

|
ظاهرة الميليشيا داخل الدولة، ومن نسيج المجتمع ظاهرة عربية بامتياز، حيث يتوافر في البلاد العربية من يبيع نفسه، ووطنه لأجانب، وغالبا يكون حزبا أو تجمعا، ثم يضع لنفسه مذهبا مختلفا ثم يبدأ تخريب وطنه، وجر الويلات عليه، كما في حال حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وعصائب الحق في العراق، وكثير من أشباهها مثل: النصرة، في سورية وداعش في العراق وسورية، وأنصار بيت المقدس في سيناء، وستلاحظون أن مذهب هذه الميليشيات إما شيعي، أو سني لا يخلق فرقا، فالتطرف واحد ونهايته خيانة الوطن، والأمة، وخطابه واضح يتهم الجميع بخيانة الوطن، وأنه هو المنقذ، ثم تزعم هذه الأحزاب الخائنة أنها تكافح الأعداء من أمريكا لإسرائيل لكنها في الواقع تعطي الأعداء فرص البقاء، وتحارب من تقدر عليه من المواطنين العاديين بالتفجير، وقتل العشرات دون سبب ثم تعلن هذه الفرق والميليشيات مسؤوليتها عن التفجير، وربما تبجحت مثل "القاعدة" و"داعش" وتبنت تفجيرا ليست مسؤولة عنه. الدارسون والمختصون رصدوا الظاهرة، ووضعوا عشرات الأسباب لانخراط أفراد المجتمع في هذه العصابات لتحقيق ذواتهم، والمغامرة، لكنها كلها أسباب ثانوية أمام سببين أن هذه الميليشيات قطاع أعمال توظف مرتزقة من شذاذ المجتمع، والعاجزين عن تحقيق ذواتهم، والثاني أن الشاب أو الشابة في العمر المبكر يملأه العنف، وهو يستبعد الموت حتى لو لهج به، أو أنه لم يستوعب لعبة الموت، أو صدق أنه سينتقل للجانب الآخر حيث المتع والطعام الفاخر. الظاهر أن مثل هذه الميليشيات بوصفها كيانات قائمة، يكون وجودها في بلدان ضعيفة وقليلة التنمية وممزقة سياسيا، وهي بالتالي مدفوعة وموظفة بدول أخرى تدعمها لأغراضها، وقد ظهر بالحقائق مدى الدعم والإيواء الذي قامت به إيران، وسورية، والسماح بالوجود والتدرب على أراضيهما. الميليشيات داخل الدولة مرض يفت في البنية الاجتماعية والعسكرية، وهي حيلة لتوفير جيش الدول المعادية، وجعل هؤلاء المرتزقة شوكة للعدو في أوطانهم، يأتمرون بأمر الخارج لتدمير الوطن ويبقى جيش العدو بدون خسائر. غياب خطاب سياسي واضح في الداخل، وغياب الولاء للوطن عند البعض يوجد هذا الجيش المعادي داخل الوطن على شكل ميليشيات متمترسة تخدم أغراض العدو وتفت في عضد أوطانها؛ كما فعل حزب الله والحوثي، وحماس في أوطانهم. ببساطة الميليشيا الحرة ظاهرة العرب وما لم يتخلصوا منها ستبقى في حالة الحرب.
إنشرها