Author

الأخضر .. وتسلق الجبال

|
يعتقد بعض الرياضيين أن منتخبنا الوطني وقع في مجموعة سهلة في تصفيات المونديال الأولية والآسيوية، بوجوده إلى جوار الإمارات، فلسطين، ماليزيا وتيمور الشرقية، وهذا اعتقاد ليس دقيقا تماما. القرعة هذه المرة كانت مزدوجة، إذ سيتأهل الأول والثاني مباشرة لنهائيات آسيا 2019 في الإمارات، ويتأهل الأول مباشرة للدور الأخير من تصفيات المونديال، فيما سيكون التأهل أيضا من نصيب أفضل أربعة منتخبات احتلت المرتبة الثانية من أصل ثمانية، وهو أمر يؤكد صعوبتها. التصفيات ستبدأ الشهر المقبل، وتلعب المنتخبات منذ يونيه وحتى نوفمبر ست مواجهات، ثم تتوقف لتعود للركض في آخر العام ذاته، ويلعب الدور النهائي بدءا من سبتمبر من 2016، لمدة عام كامل. الأخضر سيلعب أول مباراتين له في فترة توقف الموسم السعودي، ويستكملها في مطلع الموسم المقبل وحتى منتصفه، وهي فترة ليست مثالية للاعبين الدوليين، إذا نجحت فرق النصر، الهلال، الأهلي في الاستمرار في دوري الأبطال. هذا عن الأجندة، ماذا عن المنافسين؟ الإمارات المنافس الأقوى للسعودية، وعميد هذه المجموعة، تتشابه أجندتها المحلية مع الأخضر، ولديها فرصة في بلوغ فريقين محليين أدوار متقدمة في دوري الأبطال. ماليزيا منتخب متطور، لديه دوري أفضل بكثير من السابق، لا أحد يشارك في دوري الأبطال، واهتمام جماهيري عال بكرة القدم، ومن الصعب الفوز بسهولة على المنتخب الأصفر على أرضه ووسط جماهيره. المنتخبان الآخران، فلسطين وتيمور الشرقية، سنعاني أمامهما لأسباب ليست فنية، فلسطين ستطالب بلعب مبارياتها في الضفة الغربية بعد أن سمح "فيفا"، بلعب المباريات هناك، وهذه وحدها معاناة في التنقل والسفر والتمارين والإقامة إذا ما تمت، ناهيك عن العطش الجماهيري في الضفة لاستقبال الزائرين واستغلال المناسبة وهو ما يعني حضورا جماهيريا مؤثرا. تيمور الشرقية جزر تقع في أقاصي الجنوب الشرقي من القارة، هي أحدث بلد على وجه الأرض حاليا، بعد أن نالت استقلالها للمرة الثانية عام 2002، سكانها لا يتجاوزون مليون نسمة، وأهلها خليط من البرتغاليين المستعمرين الأوائل والإندونيسيين حلافائهم في الاستعمار، الذين لا يزالون يسحتفظون بالجزء الغربي من البلاد، كما يسكنها بعض السلالات العربية القديمة ومنهم رئيس الوزراء السابق مرعي الكثيري. تيمور الشرقية لا تتوافر على دوري كرة قدم، وهي أيضا أحدث عضو في "فيفا"، بعد انضمامها عام 2005، وأول نقطة تحصل عليها منتخب البلاد في تاريخه كانت بعد ثلاثة أعوام بالتعادل مع الجارة كمبوديا. فنيا ليست تيمور في موقع الند لكل أعضاء المجموعة، لكن ظروف لعب مباراة كرة قدم هناك ستكون صعبة للغاية، إذ إن الملعب الوحيد في البلاد لم يتعود على استضافة منافسات بهذا الحجم، ناهيك عن الحياة البدائية في المطارات والمدن. الأخضر سيواجه صعوبة فنية أمام ماليزيا والإمارات، وحتى يضمن المركز الأول عليه أن يفوز على الأول ذهابا وإيابا وعلى الثاني ذهابا وعدم الخسارة منه إيابا، وأن يستعد لمهمة أشبه بتسلق الجبال أمام فلسطين وتيمور.ما الذي يمكن أن يفعله مدرب منتخبنا الوطني؟ أعتقد أنه مدعو لاختيار قائمة تضم أكثر مم 30 لاعبا، لتجنب الإرهاق، ولإيجاد جو من المنافسة، وأن يبتعد عن اللاعبين المتشبعين من الدولية.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها