Author

إنترنت حكومي

|
أصبحت الخدمات الإلكترونية قاعدة تعتمد عليها أغلب دول العالم. هذه التقنية المريحة والسريعة لا تزال بعيدة المنال عن بعض إداراتنا الحكومية، صاحبة إشكاليات "الملف الأخضر" و"راجعنا بكرة". إدارات "الفول والتميس" لم تتمكن من مجاراة العصر، ولن تتمكن ما لم تتجاوز التفكير الذي لم يعد متماشياً مع روح العصر. الغريب أنك عندما تدخل أغلب هذه الإدارات تجد الموظفين يمارسون استخدام الحاسب الآلي ولكن للعب "سوليتير" أو غيرها من تسالي الجهاز، ويتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يثير الإعجاب. لكنك ما إن تصعد إلى الدور الثاني حيث يرتفع معدل السن، وتشتد حساسية الموظفين تجاه التقنية، تقابل المديرين وهم يطالبون السكرتارية بطباعة خطاباتهم أو توريد المعاملات حتى يستطيعوا ممارسة صلاحياتهم عليها. حالة مؤسفة تنتشر وتؤثر في تقدم البلاد وخدمات الناس. لكن المأمول أن تكون الأجهزة الرقابية أكثر حزماً في هذا الجانب، لدعم إدخال التقنية من خلال إقرار العقوبات على الجهات التي لا تلتزم بمدة معينة للتخلص من الأوراق. تتحدث الإحصائيات عن بلوغ عدد مستخدمي الإنترنت 18 مليون شخص في السعودية، وإذا نظرنا إلى أي موقع من مواقع التواصل فسنجد أننا نتربع على رأس المستخدمين، وهذا كله يعزز إدخال التقنية في الأعمال بقوة. يدعم هذا التوجه النجاح الباهر الذي حققته وزارة الداخلية في موقع "أبشر" الذي يقدم خدمات رائدة لم يكن أحد يحلم بها في وقت سابق. أذكر أنني اضطررت للانتظار لمدة ست ساعات لأتمكن من السماح لابني بالخروج من معبر حدودي بسبب عدم قيام أحد الأفراد بتسجيل تصريح الخروج في جهاز الحاسب الآلي. تعاون العاملين في إدارة الجوازات سمح لي بأن أعدل المعلومات، لأنني لو انتظرت إلى وقت الدوام لمر أكثر من 24 ساعة قبل أن أتمكن من تعديل الوضع. عملية تتم الآن في ثوان من أي مكان في المملكة، ومثلها من العمليات الكثير. هذه الإنجازات تدفعنا إلى توقع المزيد من كل مَن يعملون في مجال الخدمة العامة، فليست عملية إعطاء أرقام هاتفية للخدمات مجدية بقدر وجود موقع يمكن أن يطالب من خلاله المواطن بحقوقه، فالحاسب يحتفظ بالبيانات ويمكن من خلاله أن تتأكد الإدارة من إنجاز معاملات المواطنين وحل مشكلاتهم.
إنشرها