Author

الحلف الخائن

|
بدأت الأسرار تتكشف عندما عرضت إحدى القنوات تقريرا عن محاولات علي صالح النجاة بنفسه من التحالف الفاسد الذي تبناه منذ أن خرج من السلطة عام 2011. زيارة أحمد علي صالح إلى السعودية ومحاولة إقناع السعوديين باستعادة والده وقبول مفاهيمه وأسلوبه في التعامل مع خصومه، كشفت الكم الكبير من الخيانة الذي يمكن أن يمارسه الرجل لتحقيق مآربه بغض النظر عما تعهد به. لكن الأمر ليس غريباً عليه، فقد انقلب على الدولة التي وقفت معه طيلة عقود رئاسته لليمن، وأخرجته من اليمن عندما سقط شبه متوفى نتيجة أعماله التي اقترفها، فعالجته وأعادته وحاولت أن تخرجه بشرف من المشهد السياسي اليمني، فانقلب أول ما انقلب عليها. الغريب في قصة علي صالح هو تحالفه مع ألد أعدائه ما داموا يحققون مآربه الشخصية، فالحوثيون الذين حاربهم صالح سنين طويلة، تحولوا بقدرة قادر إلى حلفاء في مجزرته الأخيرة التي استهدفت كل اليمنيين. انطلق علي ومن بقي ولاؤهم لشخصه وليس للوطن، في حملة احتلال بدأت شمال اليمن ثم احتلت العاصمة واتجهت غربا ثم جنوبا. في كل محطة كان لهذه الحملة ضحايا من الأبرياء والمساجد والمنشآت الحكومية والجامعات والممتلكات. لم يكن في بال صالح وشركائه الدمويين أن يرحموا أبناء وطنهم، أو يحترموا اختيارات الشعب، أو يبقوا بنية تحتية لوطنهم المنهك اقتصاديا. طلبهم للسلطة، يتوازى مع خياناتهم، فالحوثي ليس له عهد ولا وعد ولا التزام أخلاقي. يتعهد اليوم بشيء وينطلق غدا ليفعل عكسه تماماً. وقعوا اتفاقيات مع الحكومة الشرعية، ثم احتلوا القصر الرئاسي صباح اليوم التالي ووضعوا الرئيس والوزارة تحت الإقامة الجبرية. البعض رأوا أن في ترك الاثنين إلى أن يصلا إلى سدة الحكم أفضل وسيلة للتخلص منهما، فالخيانة في النهاية ستعود لتأكل أصحابها إن لم يجدوا من يخونون. لكن قيادة المملكة ببصيرتها وحبها لليمن لم تكن لتسمح لهؤلاء بالصعود، لأن ذلك سيعني دخول العناصر الأجنبية وإمساكها بزمام الأمور. سيتحارب الحوثيون وصالح، وستأتي إيران لدعم فطيمها وستتراكم جثث الضحايا من أبناء اليمن. قررت المملكة أن تنهي حملة الدم التي اجتمع عليها أكبر أعداء الشعب اليمني، وبقي أن يتفق اليمنيون ليحموا وطنهم وأبناءه من هكذا خونة في المستقبل.
إنشرها