Author

إغلاق مدرسة

|
تحدث زميل عن ابن أحد موظفيه الذي يدرس عن بُعد في مدرسة أمريكية. كان يعجب من تعامل الأسرة مع الابن، والإعداد الذي يشغل كل المنزل عندما يكون لدى الابن امتحان عن طريق الإنترنت. يحين موعد الامتحان، فيتقدم الموظف بطلب إجازة ليتابع استعدادات ابنه. بعد أسبوع يعود الموظف، سأله صاحبي عن أداء ابنه في الامتحان فوصفه بالجيد. كانت الأسئلة تصل الطالب وهو في منزله، ويقوم بحلها في وقت محدد تكون المعلمة في الولايات المتحدة موجودة مع الطالب "أون لاين". سأل صاحبي لماذا لم يحصل الابن على امتياز وأنتم حوله لتساعدوه، فاستغرب الرجل ورد عليه بأن الكتب كلها في متناول الابن؛ لكنه لا يمكن أن يفتحها لأن هناك عقدا أخلاقيا بينه وبين مدرسته. قصة اعتبرها أغلب الحضور من الخيال لأن السائد لدى طلبتنا اليوم هو محاولة النجاح بكل الوسائل الممكنة، بل يمكن أن يسهم الوالدان بما يمكن للمساعدة على الوصول إلى هذه النتيجة. التعليم عن بُعد قد يلائم طلبة مدرسة سعودية في مكة. أغلقت المدرسة التي تقع وسط مكة المكرمة أخيراً دون تقديم أي توضيحات للمعلمين أو الطلبة أو الأسر. شكا أحد المعلمين من الإغلاق، ما قاله المعلم عن طريقة الإغلاق، وعدم استعداد مسؤولي التعليم في مكة لاستقبال المعلمين أو تبرير الإغلاق، أمر غريب. ينتمي للمدرسة أكثر من 300 طالب، تم نقلهم لمدارس تبعد بعضها 10 كيلو مترات عن منازلهم – حسب قول المعلم. إلغاء العلاقة بين الطالب ومدرسته بهذا الشكل قضية تحتاج إلى نقاش، كما أن عدم استعداد مسؤولي التعليم لتبرير ما حدث أمر يدعو للاستغراب. الأسباب والمتسببون ونتائج القرارات أمور تغيب كثيرا عن بعض مسؤولينا، ومع هذا التواصل اللحظي العجيب، يكون المسؤول على المحك. أنت ملزم بالتوضيح أكثر من أي وقت مضى، كما أنك ملزم بتوخي الحذر عندما تفعل، لأن التفسيرات ستأتي من كل اتجاه، وكل سيفسر ما تقول بناء على معطيات عنده وليست عندك. مؤسف أن تغلق مدرسة في مدينة تعج بالسكان. أكيد أن هناك سببا جوهريا للإغلاق، لكنه يبقى من دون قيمة ما لم يصل إلى أصحاب العلاقة ويوضح اللبس للمتابعين.
إنشرها