Author

رسالة شرم الشيخ

|
يخطئ من يتصور أن اتخاذ قرار الحرب أمر هين، ولكنه في الحالة اليمنية يأتي استجابة لمطلب حكومة وشعب اليمن. وقد كانت قمة شرم الشيخ، فرصة لسماع الأصوات العربية، التي أكدت أن استعادة اليمن العربي والحفاظ عليه مسألة لا تقبل التراخي. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واضحا خلال خطابه أمام الزعماء العرب، إذ عبر عن آماله " أن يعود من تمرد على الشرعية إلى صوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية، والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز، والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب". هذه الكلمة جاءت لتلخص معاناة اليمن والشعوب المجاورة من الحالة اليمنية التي يتنازعها غلو الحوثيين وتطرف "القاعدة" وتغول "داعش" وتدخلات إيران وسواها. لقد تم تحريض الحوثيين وقوى محلية أخرى من أجل الخروج على الشرعية. ومن الغريب أن الهول أصاب أصواتا موالية لطهران، فحاولت تغيير الحقائق والزعم أن دعم الشرعية تدخل. ولكنها وهي تطرح هذا المنطق الهش لا ترى في تحريض الحوثيين على التفرد بالسلطة وتسليحهم أي مشكلة. لقد أعطت قمة شرم الشيخ، وقبلها الأصوات المنصفة من مختلف أرجاء العالم، دفعة لعاصفة الحزم. كما أنها بعثت رسالة إلى الأطراف التي كانت تتربص باليمن، بأن اليمن لا يمكن السماح بتحويله إلى دولة فاشلة وبوابة تهديد وقلق تجاه السعودية والخليج العربي، فهذا الأمر خط أحمر لا يمكن السماح لأحد بتجاوزه. إن المأمول أن يؤدي هذا التوافق العربي، إلى تأسيس منظومة تتصدى بكل قوة، لأي محاولة لاختراق الصف العربي. إن عاصفة الحزم، كانت فرصة لإعادة لملمة الأطراف من جديد، وقد رأينا بالفعل دولا وأحزابا عدة تبادر إلى تأييد هذا التحالف، وكان بعضها ذات يوم قد نأى عن محيطه العربي.
إنشرها