العالم

العالم يحبس أنفاسه قبل 48 ساعة من انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران

العالم يحبس أنفاسه قبل 48 ساعة من انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران

العالم يحبس أنفاسه قبل 48 ساعة من انتهاء مهلة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران

استمرت مساء الاحد المفاوضات الماراتونية للتوصل الى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الايراني مع بدء العد العكسي لانتهاء المهلة الثلاثاء، وذلك في اجواء غلب عليها حبس الانفاس سواء لدى الدول الغربية او الايرانيين. وأعلن ممثلون للجانبين بفارق بضع دقائق من مدينة لوزان السويسرية ان بلوغ الاتفاق امر "ممكن". وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مساء الاحد لدى وصوله الى لوزان للصحافيين "نحن هنا لاننا نؤمن بامكان التوصل الى اتفاق (...) لكنه يجب ان يضع القنبلة النووية بعيدا من متناول ايران. ليست هناك مساومة حيال هذا الامر". بدوره، قال المفاوض الايراني عباس عراقجي ان "التوصل الى اتفاق ممكن. تم ايجاد حلول لمسائل عدة. لا نزال نعمل على مسألتين او ثلاث ولم نتوصل بعد الى حلول". وأوضح دبلوماسي غربي ان وزراء خارجية القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا) مجتمعون "لاعطاء الدفع السياسي الاخير" للمفاوضات. واضاف الدبلوماسي ان "رسالة (الدول) الست لايران هي اننا هنا لننجح". من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى وصوله انه "لم يتلق مالا ليكون متفائلا"، وذلك قبل ان يبدأ اجتماعا مع نظيره الاميركي جون كيري. وطوال اليوم، استمرت اللقاءات الثنائية بين الوزراء واجتماعات العمل بين المفاوضين، وأفاد دبلوماسيون غربيون ان ملامح تسوية بدات ترتسم حول العديد من البنود الرئيسية، الامر الذي نفاه الجانب الايراني مكررا ان هناك مسائل "لا تزال تتطلب حلا". وبدا ان احدى النقاط التي تم التفاهم في شأنها تتصل بعدد اجهزة الطرد المركزي التي تتيح تخصيب اليورانيوم والتي وافقت ايران على خفضها الى ستة الاف وربما اقل من ذلك، بحسب مصدر غربي. وتملك ايران حاليا نحو 19 الف جهاز تشغل نصفها. وأوضح احد الدبلوماسيين ان موقع فوردو تحت الارض المجاور لمدينة قم سيتوقف عن تخصيب اليورانيوم، ملمحا الى ان الموقع قد يستمر لاغراض اخرى. واضاف ان ايران وافقت ايضا على تصدير كامل مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى الخارج او جزء منه، علما بأنه يقدر بثمانية الاف طن. لكن هذه النقطة الاخيرة نفاها عراقجي تماما وقال "ليست لدينا النية لارسال مخزوننا من اليورانيوم المخصب الى الخارج. لكن هناك حلولا اخرى لارساء الثقة بشأن هذا المخزون". وقضية تخصيب اليورانيوم في صلب الملف النووي الايراني. فالقوى الكبرى تريد التاكد من عدم حيازة ايران قنبلة نووية عبر الحد من انشطتها النووية في شكل كبير، مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. ورفع العقوبات وقضية البحث والتطوير في المجال النووي هما الموضوعات الرئيسيان اللذان ما زالا يطرحان مشكلة حتى الآن، كما اكد دبلوماسيون ايرانيون وغربيون. وتطالب ايران برفع كامل للعقوبات الدولية المفروضة عليها وخصوصا الاجراءات التي اقرتها الامم المتحدة، بينما تريد الدول الغربية ان يتم ذلك تدريجيا. كما تصر طهران على ان تتمتع بامكانية البحث والتطوير في القطاع النووي وخصوصا لتتمكن من استخدام اجهزة للطرد المركزي أحدث واقوى من اجل تخصيب اليورانيوم في الوقت المناسب. لكن الدول الغربية واسرائيل ترى ان تطوير اجهزة الطرد المركزي سيسمح لايران بتقليص الوقت اللازم لانتاج كميات من اليورانيوم المخصب كافية لانتاج قنبلة ذرية. ويبدو ان ثمة خلافا بين الطرفين حول الفترة الزمنية التي لا تستطيع فيها ايران استخدام اجهزة طرد اكثر تطورا. وقال الوزير الفرنسي لوران فابيوس في وقت سابق الاحد "لا يزال هناك عمل كثير للقيام به". وعلى غرار الاميركي جون كيري والالماني فرانك فالتر شتاينماير، قرر فابيوس تغيير جدول اعماله للبقاء في لوزان. والموعد المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي يشمل كل الملحقات التقنية لهذا الملف المعقد، هو 30 حزيران/يونيو لكن نهاية آذار/مارس تشكل "مرحلة بالغة الاهمية" تتيح استمرار المفاوضات وفق عدد كبير من الدبلوماسيين. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وجه في وقت سابق تحذيرا شديد اللهجة من "اتفاق خطير" يجري التباحث حوله بين ايران والقوى الكبرى. وقال نتانياهو في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة ان "الاتفاق الخطير الذي يتم التفاوض عليه في لوزان يؤكد كل مخاوفنا واكثر من ذلك".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم