Author

عاصفة العصر الجديد

|
فجر جديد أشرقت به عاصفة الحزم على الأمة العربية والإسلامية أعادت فيه الثقة وروح الاعتزاز من جديد، وكأنها تصرخ: اتركوا الركون وتولوا زمام المبادرة بأنفسكم مستعينين بالله ثم بقوتكم، وقدمت الشباب العربي بصورة أجمل وأكمل ما تكون؛ فالسرية التي أحاطت بها على الرغم من ضخامة التجهيزات وكثافة القوات البرية، الجوية، والبحرية بحيث لم يُعلم عنها إلا بعد ساعة الصفر أمر يدعو للفخر والشعور بالقوة وبداية عصر جديد لأمة عاشت تعاني تجبر قوة إقليمية دأبت منذ قيامها على سلوك مسلك التجبر والتعامل مع محيطها العربي بفوقية وغطرسة، وبلغ الأمر مداه حين باتت تتفاخر بكل وقاحة قبل أسابيع بأنها تسيطر على أربع عواصم عربية وتسخر حلفاءها وأتباعها من أجل تقديم قاسم سليماني بصورة النموذج الجميل وعنوان القيادة والقوة للشعب الفارسي، وهو يتنقل في أراضي الهلال الخصيب كمقدمة لمشاريع توسعية أخرى يرون أنها ستأتي تباعاً بعد ذلك، وفي جنوب الجزيرة العربية، حيث مهد العرب الأول وموطن حضارة سبأ ومعين وحمير، أرض الفكر والتجارة ومعين الحكمة والإيمان وجدت في أنصار الله - وهي حركة دينية سياسية خرجت من رحم الحركة الحوثية تأسست في عام 1992م، في مدينة صعدة شمالي اليمن واتخذتها مركزا – مدخلاً ومسوغاً لنشر الفتنة والاقتتال بين شباب اليمن، ومن ثم التحول لمخطط آخر هدفه السيطرة على مقدرات البلد وفرض غاياتها التوسعية من خلالها، وكان لطول صبر الجارة الكبرى وتأنيها في معالجة ملف الخلافات التي أرهقت الشعب الشقيق رسالة أخطأ الحوثي ومن يسيره في فلكه فهمها وتقديرها ولم يحسب حسابها بالشكل السليم ففي الشعر حكمه حين يقول: لا خير في حلمٍ إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا وذهب يتمادى في طغيانه حتى بات قتل الرئيس المختار من قبل الشعب هدفاً وغاية يسعى لها، قصف من أجلها مقر سكنه مرات عدة، ما جعل العاصفة تهب، وبان عزم الرجال وفعل الحكماء ووصل صوت صولتهم إلى حيث يريدون وأصبحت الأوراق الرابحة في الرياض لا طهران ولأن من الحكمة تكامل الأدوات فقد كان التحالف الكبير وغير المسبوق لدى العالمين العربي والسني منذ 40 عاما ويؤسس لما بعد هذا التاريخ؛ فالقدرة على حشد الحلفاء وصدق بيان الهدف في حماية الشرعية في البلد الجار الذي أرسل يطلب العون والمساعدة ممن يريد جعله واحدا من أيادي الأخطبوط المتمثل في الولي الفقيه الهادف لنشر سيطرته على البلاد العربية، ويريد أن تكون اليمن المنفذ المكمل لسياسة فرض الحصار عليها من الجنوب كان لابد من ردع وإيقاف مثل هذه المؤامرة والأحلام الفارسية؛ فكانت عاصفة الحزم والعصر الجديد التي نراها امتدادا لنهج وسلوك حُكماء الصدق والوفاء فصفحة الحاضر يكتبها الأبناء والأحفاد بمداد التاريخ الذي سجل وقفة الملك عبدالعزيز مع رئيس الحكومة العراقية رشيد الكيلاني عندما دخل عليه في أحد مساجد الرياض طالباً حمايته من بريطانيا، وهي قصة أوردها خير الدين الزركلي في كتابه “شبه الجزيرة العربية”، وذكر أنه وجد ما كان يبحث عنه، حيث قبل حمايته ووفر له أسباب ذلك؛ فأصبحت بنت رشيد مثلا ويضرب ويروى بعد ذلك.
إنشرها