هادي: القوى الظلامية عادت لتجر البلد إلى الخلف متحدية الإرادة الشعبية والشرعية الدولية

هادي: القوى الظلامية عادت لتجر البلد إلى الخلف متحدية الإرادة الشعبية والشرعية الدولية

ثمن الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس اليمن في كلمته أمام القمة الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الدعم الكامل والمساندة الصادقة للشعب اليمني سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا في مختلف المراحل وفي كل الظروف والجهود التي تقدمها دول مجلس التعاون الخليجي كافة ولكل الدول المشاركة في الائتلاف الداعم للشرعية عربية وإسلامية وكذلك الدول الراعية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته على دعمهم السياسي والاقتصادي لليمن. وقدر تعاطف الجميع مع دعم الشرعية واستقرار اليمن وأمنه ووحدته. وقال: "كما تعلمون فلقد سلكنا في اليمن طريق الحوار وعقدنا مؤتمرا وطنيا شاملا في مارس 2013, بمشاركة كل الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية بأطيافها المختلفة، انطلاقا من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, ووصلنا إلى توافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في يناير 2014, واعتقدنا أننا قد تجاوزنا كثيرا من الصعاب بعد الانتهاء من إعداد مسودة الدستور للدولة اليمنية الجديدة, إلا أن القوى الظلامية عادت مجددا لتجر البلد إلى الخلف متحدية بذلك الإرادة الشعبية وقرارات الشرعية الدولية, وواجهت كل أبناء الشعب وقواه الحية السلمية بقوة السلاح وعملت على عسكرة العاصمة صنعاء واجتياح عديد من المحافظات ومحاصرة قيادات الدولة العليا وتعطيل عمل المؤسسات الحكومية من خلال السيطرة المسلحة وبدعم وشراكة وتأييد من أطراف محلية ناقمة وحاقدة وعابثة ومن أطراف إقليمية لا تريد لليمن والمنطقة العربية ككل الأمن والاستقرار". وتابع الرئيس اليمني: "ونتيجة لتلك الأوضاع التي شهدتها العاصمة صنعاء وبعد حصارنا شخصيا لقرابة الشهرين, وبتوفيق من الله وعونه وتعاون الشرفاء من أبناء شعبنا استطعنا الخروج من صنعاء والوصول لمدينة عدن الباسلة ومارسنا منها سلطاتنا الشرعية كرئيس لليمن لتجنيبها الخراب والدمار وويلات الحروب, وقد قررنا نقل العاصمة السياسية مؤقتا إلى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن لممارسة مؤسسات الدولة وظائفها بشكل طبيعي, وقد عقدت العزم على مواصلة مهامي كرئيس للدولة لإنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وصولا إلى إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة، حتى يتمكن شعبنا من تجاوز الأزمة والانتقال إلى بناء الدولة الاتحادية الحديثة, وهي مهمة تاريخية ومفصلية يطمح شعبنا إلى تحقيقها, وفي سبيل ذلك فقد وجهنا الدعوة في الـ 21 من شهر مارس الحالي لكل القوى والمكونات السياسية بما في ذلك منفذو الانقلاب على الشرعية الدستورية، لحضور مؤتمر في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض صاحب المبادرة الخليجية، والهدف الرئيس لذلك المؤتمر هو الاتفاق على خريطة طريق لتنفيذ ما سبق وأن اتفق عليه". وتطرق للحدث الزمني للأزمة اليمنية وما قامت به الميليشيات الحوثية وحلفاؤها أيضا، وقال: "إن تلك الميليشيات وحلفاءها بالداخل المصابين بهوس السلطة والاستبداد وحلفاءهم في الخارج الذين يريدون استخدام اليمن لإقلاق المنطقة والأمن والسلم الدوليين، قد أدمنت العنف والدمار واجتياح المحافظات فقادت حربا دموية لاجتياح محافظات تعز ولحج والضالع وقبلها صعدة وعمران والبيضاء ومأرب وأخيرا مدينة عدن, فسفكت الدماء وأزهقت الأرواح وعبثت بالمؤسسات والمنشآت وأوجدت فوضى عارمة استهدفت أمن واستقرار وسكينة أبناء الشعب في معظم محافظات اليمن، وفي تحد واضح لكل أبناء شعبنا في الجنوب وقبله في الشمال". واستطرد: "قلنا مرارا وتكرارا إنها جماعة لا عهد لها ولا ذمة، فقد تنكرت لكل الاتفاقات التي أبرمتها مع شركاء العمل السياسي، وأمعنت في تمردها، متعاملة مع صبر اليمنيين وحلمهم على أنه ضعف وهوان، لكن المسؤولية العظيمة التي حملناها فرضت علينا الصبر على مرارته فالصبر شيمة لا يتمتع بها إلا الحريصون على وطنهم، والتهور من طباع الحمقى وعديمي المسؤولية، والمتهربين من تعهداتهم وواجباتهم الوطنية، وعليه أقول لدمية إيران وألعوبتها ومن معه، أنت من دمر اليمن بمراهقتك السياسية وافتعالك للأزمات الداخلية والإقليمية، ومن يعتقد أنه بـ "الزعيق" والخطابة يمكن أن تبنى الأوطان فهو مخطئ ألف مرة، فأنت من انتهك السيادة وأنت من يتحمل مسؤولية كل ما جرى وكل ما سيجري إذا استمررت بمراهقتك السياسية وأحلامك الضيقة، فعد إلى رشدك أنت وحلفاؤك، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". ودعا إلى استمرار عملية (عاصفة الحزم) حتى تعلن العصابة استسلامها، وترحل من جميع المناطق التي احتلتها في مختلف المحافظات، وتغادر مؤسسات الدولة ومعسكراتها وتسلم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة كافة سواء التي نهبتها من معسكرات ومخازن الدولة أو التي سبق أن أمدتها بها إيران للحرب على الدولة والشعب اليمني على مدار الأعوام السابقة، ويسلم قادة هذه العصابة أنفسهم للعدالة حيث سبق أن قدمنا قائمة بأسمائهم لإدراجهم على قوائم مجرمي وزعماء الإرهاب الدولي وعدم السماح لهم بمواصلة جرائمهم ضد الأمن والسلم الدوليين وكذلك حلفاؤهم الآخرون العابثون بأمن وسيادة واستقلال اليمن وكبح طموحهم لإخضاع اليمن لرغباتهم وتعقبهم وتجفيف مصادر تمويلهم، حتى يتوقفوا عن التآمر جهرا وسرا مع إيران ضد اليمن ووحدته واستقراره، وإعلان تخليهم عن إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية. وخاطب القوات المسلحة والأمن في بلاده، قائلا: "أنتم جيش الوطن الأمين وصمام أمان وحدته الوطنية، ومسؤوليتكم اليوم تتجلى في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة من النهب وحماية المواطنين وأعراضهم في كل ربوع الوطن، وتنفيذ تعليمات قيادتكم الشرعية، والتمسك بالثوابت الوطنية، وأؤكد لكم أننا عازمون على إعادة بناء قوات الجيش والأمن على أسس وطنية وعلمية حديثة والاهتمام بها، حتى يكون جيشا لكل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
إنشرها

أضف تعليق