العالم

بالحزم والأفعال لا بالوكالة والأقوال .. السعودية تضمن الأمن والاستقرار للمنطقة

بالحزم والأفعال لا بالوكالة والأقوال .. السعودية تضمن الأمن والاستقرار للمنطقة

بالحزم والأفعال المباشرة، لا بالوكالة والأقوال، اتخذت السعودية موقفها بوضوح، فحشدت لتحالف غير مسبوق، خليجيا وعربيا، استجابة لطلب الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، في إشارة واضحة من جميع الحلفاء إلى أن الصبر قد نفد تجاه تدخلات إيران وأطماعها التوسعية في المنطقة، وبالتالي فلا بد من وضع حد لهذه الأوضاع في إطار الشرعية والقوانين الدولية. وقد أكد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس السبت في افتتاح القمة العربية أن "العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها لينعم الشعب اليمني بالأمان". فيما وضح لـ«الاقتصادية» الدكتور المختص في القانون الدولي محمود المبارك أن العملية العسكرية التي قامت بها القوات الجوية السعودية ضد مواقع للحوثيين في اليمن أمر متماشِ مع القانون الدولي والشرعية الدولية. وفي المقابل فإن التدخل الإيراني في اليمن هو المرفوض وهو ما يُعد تدخلاً خارجاً عن الأعراف والقوانين الدولية. إلى ذلك، فإن علاقة السعودية باليمن، يضيف المبارك، تنظمها معاهدات دولية ثنائية وأخرى ضمن الجامعة العربية. ومعلوم أن ما قامت به ميليشيات الحوثي من سيطرة على اليمن وما نتج عن ذلك من إقالة رئيس الدولة ومؤسساتها الدستورية إنما جاء بدعم إيراني. وأن التصريح الذي أدلى به الرئيس الشرعي للبلاد باعتبار عاصمة بلاده واقعة تحت الاحتلال الحوثي ودعوته الدول العربية للتدخل العسكري لإنقاذ بلاده من السيطرة الحوثية المدعومة إيرانيا تعطي الأساس القانوني الدولي للتدخل العربي عسكريا وهو ما حدث اليوم تحت قيادة القوات السعودية. كما يؤكد سلامة الموقف السعودي وقانونيته، بحسب الدكتور المبارك، المواقف الرسمية التي صدرت من قبل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والجامعة العربية ومواقف الدول العربية والغربية المؤيدة للتدخل العربي العسكري تحت قيادة القوات السعودية. وفي الوقت ذاته ليس لإيران أي أساس قانوني دولي للتدخل في الشأن اليمني، إذ لا تربطها معاهدات دولية مع اليمن، كما أن إيران لم تحصل على أي دعم لا من المنظمات الدولية ولا من أي من دول العالم المعتبرة عموما. وهنا ينتهي المبارك، في ختام حديثه للتساؤل الأهم الذي يجده الأكثر منطقية في هذه الظروف ولا بد أن يتبادر إلى ذهن المواطن العربي البسيط: بأي صفة ترى إيران أن لها حق التدخل في شؤون اليمن الداخلية؟! من جانبه، أشاد الباحث هشام العيتاني، المحلل السياسي والعسكري السابق، في حديثه للاقتصادية بقدرة السعودية على هذا الحشد الخليجي والعربي غير المسبوق، على حد تعبيره، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة، ومركزة، بالقدرات العسكرية للمسلحين الشيعة الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن. كما أشاد العيتاني بسرعة حصول العملية على دعم دولي واسع، ولا سيما من الولايات المتحدة والجامعة العربية، التي أكد أمينها العام نبيل العربي "التأييد التام" للعملية العسكرية، التي قال إنها "ضد أهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابيين". وهذا برأي العيتاني يلفت إلى جهد سعودي متواز ومميز في الجانبين السياسي والعسكري، كما يؤكد مرة أخرى على الثقل السياسي للسعودية على المستويين الإقليمي والدولي. وكان رئيس مرصد الدول العربية في باريس أنطوان بصبوص قد صرح في وقت سابق لوكالة "فرانس برس" أن السعودية "تحركت في اللحظة الأخيرة لمنع تحويل اليمن بكامله إلى مستعمرة إيرانية". فيما قال جون مكارثي رئيس معهد أستراليا للشؤون الدولية "السعودية تخشى أن يصبح الحوثيون وكلاء لإيران في المنطقة (...) وفي غياب الأمريكيين الذين تركوا الساحة بصفة مؤقتة سيحسب السعوديون أنه ليس أمامهم خيار سوى الدخول بقوة. وسنشهد إعادة رسم للمنطقة". وتهدف هذه العملية بحسب الرياض إلى "الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من إيران) من السيطرة على البلاد". يذكر أن السعودية تحظى بقوات مسلحة تعد الأفضل تجهيزا في منطقة الخليج، بحسب آخر تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم