ثقافة وفنون

لا تقف عند «النهاية السعيدة» وابحث فيما وراءها

لا تقف عند «النهاية السعيدة» 
وابحث فيما وراءها

تناقلت كتب الحواديت على مر الزمان حكايات وقصصا وأساطير قدمت للقارئ في الأغلب نهايات سعيدة.. لكن الكاتب شريف أسعد ذهب بمنظار ساخر إلى ما وراء هذه النهايات، وقدم وصفة علاج في وعاء من "الفانتازيا" لمشكلات زوجية مثل فتور المشاعر والبعد وعدم الإنجاب. ويستعرض المؤلف على مدى 269 صفحة من القطع الصغير بعنوان "حواديت السعادة" مغامرات "حلو" العاشق للثقافة والكتب مع زوجته "سعادة" لاستعادة كنزهما من العشق والهوى الذي فقداه بعد سنوات قليلة جدا من الزواج. وبدلا من التعامل الجاد والمباشر مع مشكلات يومية يعيشها أزواج وزوجات اليوم، يفتح المؤلف بابا للخيال يلتمس فيه حلولا غير تقليدية لإحياء الحب في قلوب العاشقين. وعلى غرار شخصية صديق البطل في الأفلام القديمة يبتكر المؤلف شخصية خيالية باسم "حليمو" أمين سر كتاب "حواديت السعادة" الذي يحاول مساعدة "حلو" في استعادة الوئام والسلام مع زوجته "سعادة". وتأتي شخصية أم الزوجة لتضفي مزيد من الفكاهة والمرح على الرواية التي تدور أحداثها في مدينتي القاهرة والإسكندرية. والرواية الصادرة عن دار إبداع للنشر والتوزيع والترجمة في القاهرة هي العمل الثاني للمؤلف بعد كتاب "اعترافات جامدة" الصادر في 2014. وقال شريف أسعد (38 عاما) في مقابلة مع "رويترز" "كل الدنيا أثارت موضوع كيف تستطيع الوصول للخطيب، لكن لم يقل أحد كيف تستمر "الحدوتة"، وما الذي يحدث بعدها لأن الفاصل الزمني للخطوبة لا يتعدى سنتين أو ثلاثا، إنما الزواج يستمر 30 سنة، فكيف لا تستطيع الناس أن تفهم أن ما يأتي بعد الحدوتة أهم من الحدوتة، لأن ما يحدث بعد ذلك إما أسرة تستمر وإما أسرة مكسورة تنتج عنها مشكلات رهيبة في المجتمع مثل أطفال مشتتة أو رجل نفسيته مدمرة أو سيدة نفسيتها محطمة". ويستعين المؤلف عبر الرواية بثلاث شخصيات من التراث ربما تمثل الكثير لأجيال وأجيال من الناس حول العالم. الأولى شخصية "بابا نويل" الذي يرمز له بالعطاء بدون مقابل. والشخصية الثانية مارك أنطونيو رمز الحب الجارف والتضحية والشجاعة. والثالثة هي "سندباد" المغامر الذي يطوف العالم. وتتولد المفارقة والمواقف الكوميدية في الرواية من وجود كل من هذه الشخصيات خارج سياقه المألوف الذي اعتاد القارئ عليه. الشخصيات الثلاث تظهر فجأة في مصر في العصر الحالي، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى سلسلة مواقف يصعب على القارئ توقعها، وهو ما يضفي شيئا من الإثارة والتشويق على العمل. وقال أسعد لـ "رويترز" إن الرواية موجودة "في معظم الدول العربية حاليا ... وفي طريقها لأن تصل إلى بعض الدول في شمال إفريقيا، كما أنها موجودة في فلسطين وستكون موجودة في قطر والكويت قريبا. كما أن الكتابين موجودان على موقع أمازون". ويروى أنه بدأ الكتابة بشكل عام عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل أن ينتقل للإصدارات الورقية. وقال "وجدت إقبالا شديدا.. وبعدها فوجئت بأن هناك كمية غير طبيعية من دور النشر تتسابق فعلا لنشر ما أكتبه، ولكني كنت أقول كيف سيتم نشر شيء منشور من قبل، لأن من أساسيات النشر أن تكون المادة المنشورة لم يقرأها أحد من قبل ... وكانت مغامرة بالنسبة لي كبيرة جدا لكن عكس كل التوقعات وعكس كل الظواهر التي يمكن أن أفكر فيها شهدت نجاحا". وقال إنه اتخذ قرارا في سبتمبر 2014 بالتفرغ للكتابة. وأضاف أن عمله القادم عبارة عن رواية مبنية على أحداث حقيقية بالكامل، لكنه الآن في مرحلة التحضير وبناء الشخصيات ولم يبدأ في الكتابة بعد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون