FINANCIAL TIMES

«الحكمة» الأردنية تقتحم مؤشر فاينانشيال تايمز عن جدارة

«الحكمة» الأردنية تقتحم مؤشر فاينانشيال تايمز عن جدارة

يقول سعيد دروزة رئيس المجموعة الأردنية: ’نحن في بداية رحلة‘، مشيراً إلى استعداد الشركة للانضمام إلى مؤشر الفاينانشيال تايمز FTSE100 العريض. عندما طرحت أسهم شركة الحكمة للأدوية في بورصة لندن، تذكر سعيد دروزة أنه سأل أحد أعيان مدينة المال في لندن: "ماذا علينا أن نفعل للدخول في مؤشر الفاينانشيال تايمز FTSE 100؟". كان الرد - "أوه، أنت بعيد كل البُعد عن ذلك" – لقد كان ينطلق من نية حسنة، لكنه كان متعالياً. مثل هذه الشكوك بدت في محلها حين تراجع السهم عند ظهوره لأول مرة، وكان يعاني خلال الأعوام القليلة التالية. غير أن الارتفاع المستمر منذ عام 2012 في السهم، جلب شركة الأدوية الأردنية إلى أعتاب المؤشر القياسي لبورصة لندن. من المتوقع أن يتم تأكيد ترقيتها في الوقت الذي من المقرر أن تحل فيه محل شركة تولوأويل، ضحية الانهيار في أسعار النفط، في الاستعراض الربعي لمؤشرات الفايننشيال تايمز، بما لديها من قيمة سوقية تبلغ 4.9 مليار جنيه. هذا من شأنه أن يضع شركة الحكمة إلى جانب جلاكسو سميث كلاين، وأسترا زينيكا، وشاير، باعتبارها شركة الأدوية الممتازة الرابعة في سوق المملكة المتحدة، ويسلط الضوء على الارتفاع السريع للشركة التي أسسها سميح دروزة، والد سعيد، في عام 1978. يقول دروزة، الذي خلف والده كرئيس تنفيذي في عام 2007 وكرئيس لمجلس الإدارة في العام الماضي: "بدأت الشركة في عمان بـ 30 موظفا ومليون دولار، لكن بطموح كبير جداً. لا نعتبر أنفسنا كشركة شرق أوسطية. نعم، ذلك كان حيث بدأنا، لكننا أظهرنا أن بإمكاننا المنافسة في أوروبا والولايات المتحدة أيضاً". لا يزال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يُمثّلان نحو 45 في المائة من الإيرادات - المتوقع أنها وصلت إلى نحو 1.5 مليار دولار العام الماضي - لكن النمو كان أقوى في الولايات المتحدة، حيث تعدّ شركة الحكمة مورّدا كبيرا للأدوية الموازية التي تعطى عن طريق الحقن. إحدى أكبر منافسيها هي شركة هوسبيرا، الشركة الأمريكية التي وافقت الشهر الماضي على عملية استحواذ بقيمة 17 مليار دولار من قِبل شركة فايزر. بحسب تعبير سافاسنيوفيتو، المحلل في "بانمور جوردون": "الغوريلا بوزن 800 رطل التي في الأمثال، هبطت للتو في الفناء الخلفي لشركة الحكمة". يقول دروزة إنه يتمتع بالمنافسة. "أنا أفضل التنافس مع شركة فايزر بدلاً من شركات منخفضة التكاليف من الهند والصين، فهي تريد معايير عالية، وجودة عالية وتحقيق أقصى قدر من الأرباح. يمكننا أن نتعلم منهم". غير أنه يُحذّر شركة فايزر من اعتبار النجاح أمراً مفروغاً منه: "عندما تبدأ شركة أدوية كبيرة بخوض مجال الأدوية الموازية، أحياناً تنجح، وأحياناً تفشل فشلاً ذريعاً. ثمانية من أصل 10 مرات لا تنجح بهذا الشكل". شركة الحكمة عززت أعمالها في الولايات المتحدة من خلال عملية استحواذ بقيمة 300 مليون دولار في العام الماضي، على مختبرات بيدفورد من شركة بيرنجرإنجلهايم الألمانية، ودروزة يحاول اصطياد المزيد من الصفقات. يقول: "لدينا إمكانيات شن عملية استحواذ بقيمة تزيد على مليار دولار". المزيد من التوسع الأمريكي يبقى من الأولويات، والشركة تبحث عن فرص في تركيا. توسّع "جرينفيلد" في آسيا، الذي يبدأ في كازاخستان، هو هدف آخر. يقول دروزة إنه لا يزال هناك أيضاً الكثير من الإمكانيات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تحمل الأدوية اسم شركة الحكمة في سبعة بلدان من المغرب إلى السعودية. التقلّب السياسي يُشكّل تحدّياً دائماً، لكن تتفوق عليه الفرص التي خلقها النمو الاقتصادي وتحديث أنظمة الصحة. يقول: "هذه سوق حيث تعلّمنا المناورة من خلال التنوع"، مُشيراً إلى الطريقة التي تمكنت بها شركة الحكمة من الحفاظ على استمرار مصنعها في مصر خلال الانتفاضة في البلاد في عام 2011، مع نوم الموظفين هناك ليلاً لحراسة المُنشأة. كانت هناك نكسات على طول الطريق، فقد تلقّت الشركة رسائل تحذيرية من إدارة الغذاء والدواء، المُنظم الأمريكي، حول مشكلات الجودة والمراقبة في مصانع في الولايات المتحدة والبرتغال خلال العامين الماضيين. بعد ذلك حصلت مسألة المنشأة الأمريكية على شهادة بأن الأمور على يرام، ويأمل دروزة أن يتم حل القضايا البرتغالية بحلول نهاية الربع الثالث من هذا العام. جيمي كلارك، المحلل في بنك أمريكا ميريل لينش، يتوقع أن يستمر نمو الأرباح بمعدل سنوي مُركب يبلغ 17 في المائة بين عام 2016 وعام 2019 - أعلى بكثير من متوسط الصناعة. ويحذر من أن التوقعات المرتفعة قد تم احتسابها بالفعل في سعر السهم، الذي بعد أن كسب 70 في المائة العام الماضي، قد يُناضل الآن للحفاظ على زخمه. دروزة يقول إن الانضمام إلى مؤشر الفايننشيال تايمز FTSE 100 مجرد نقطة انطلاق نحو المزيد من النمو طويل الأجل: "لقد كانت رحلة مذهلة، لكنني ما زلت أشعر أننا في البداية، فحسب".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES