Author

نظريات «كورونا»

|
يبدو أن مسلسل التخلص من «كورونا» وعودته أصبح شاغل المجتمع. كلما جاءتنا تطمينات بالتخلص من الفيروس، نجد خبرا صادما يقول إن المرض انتقل إلى منطقة جديدة. بدأت الإشكالات في جدة، ثم إلى الطائف، ثم الرياض كمحطة رئيسة ثالثة، على الرغم من أن هناك من المحطات الصغيرة الكثير. سألت صديقي عن سبب عودة الفيروس وقد اقتنعت بأنه من لوازم عقابنا على ما نوليه للإبل من اهتمام وما نصرفه على مزايناتها من ملايين، وما يتهم به البعض مشتريات وتحديات تلك "البهيمة" من مخالفات قد تصل مستوى الجنايات. قال صديقي أعطني "سودانيا" أصيب بالفيروس، بحكم أنهم أغلب رعاة الإبل في المملكة لأصدق تبريرك. طبيعي أني لا أملك قائمة بأسماء المصابين، وطبيعي أن يختفوا من الساحة لأننا نكتشف المرض بعد أن يستشري في الممارسين الصحيين الذين لا يلتزمون بما ينصحون الناس به من الحرص والمحافظة واستخدام الأقنعة الواقية ومواد التعقيم. رأى صديقي أنها "مؤامرة" تستهدف البلاد، وإلا فلماذا يتنقل الفيروس بين مدن المملكة بشكل انتقائي، وكأن أحدا يبعث به في مظروف يشبه ذلك الذي كان يرسل من «القاعدة» لأعضاء الكونجرس حاملا "الجمرة الخبيثة" وحقائب المسافرين التي تحمل المتفجرات. ما دمنا في نظريات المؤامرة، فقد رأى بعض الحضور أنها طريقة سريعة للتخلص من مسؤول معين بنشر شائعات وجود الفيروس غير الموجود، وتستمر النظريات التي يطلقها كل شخص من ناحيته، لكن الحلول لا ترى النور. لا أزال مع تحليل علاقة الفيروس بالإبل، وقد اخترت حلا سريعا يخلص البلاد والعباد من هذا الفيروس، يبدأ الحل بإلغاء المزاينات التي دفعت بالغني والفقير لامتلاك "الذود"، ثم إبعاد تلك البهائم عن المدن بمسافة لا تقل عن 80 كيلومترا وهي مسافة القصر، ومعاقبة كل من يعملون في الطوارئ والمراكز الصحية الأولية عندما لا يستخدمون قناع الحماية ووسائل التعقيم التي تتوافر في كل منشآت الوزارة والقطاع الخاص. يترافق هذا مع تفعيل مراكز المكافحة والرقابة في كل محافظة وتجهيز غرف أزمة في كل منطقة وفي الوزارة، للتعامل مع المخالفين أولا، ثم مع الإصابات التي أتوقع أن تختفي عندما تطبق "النظرية الجحلية في التخلص من الكورونا المحلية".
إنشرها