Author

النجاح لا يكتبه الأقوياء

|
المشهد الرياضي يدعو إلى ممارسة الكثير من التأمل لتلك الرياضة التي تجعلك تفتش في “الجزئيات وتترك العموميات” فالتفاصيل الصغيرة بها تكتمل الصورة و”تتلاشى الثقوب التي تُشوه وتُذهب جمالها” فأحمد عيد الذي دخل الوسط الرياضي متسلحا بسيرة علمية ومكانة وظيفية جعلت منه “الخبير الهادئ” الذي لا يفقد توازنه مهما توالت الضربات “فماجستير الخرائط” الذي حصُل عليه بامتياز من الولايات المتحدة الأمريكية جعله بارعا في رسم طريق خطواته وبدقة متناهية متجاوزا كل العقبات والصعوبات التي تعيق مشواره عن النهاية الحالمة التي ينشدها بعد كل هذه السنين في ميدان المستديرة . أحمد عيد يعجبني “تماسكه وقوته” بغض النظر عن تقييم العمل الذي يقدمه فالأخطاء واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار والغضب والانقسام حوله يزداد فترة عن أخرى لكنه ذكي جدا لا يتحمل شيئا لأنه “لا مركزية عنده في القرار” فكل لجنة تتولى شؤونها وبالتالي أي إخفاقات هي مسؤولية اللجان وهي من يجب أن تُحَاسب فأعضاؤها منتخبون وليس له دور في تشكيلهم؛ ولغة القانون ومرجعية الفيفا “توازن في القوى بينه وبين الجمعية العمومية” بقيادة خالد بن معمر التي تريد منه الخروج وتسليم منصبه لمن يتم اختياره من قبلهم؛ ولم نسمع في خطابهم ما يفيد بحرصهم على تقييم العمل وتعديل المسار فكل همهم وشغلهم أرحل فأنت غير مؤهل وضعيف بينما نراه يزداد تمكنا وغيره لا نرى له حيلا ولا حيلة؛ الصراع الجميل بكونه يحتكم للنظم والقوانين يجعلك تفتخر بشيء من جمال الوسط الرياضي ينصع بياضا وينشر نوره في حين لا يرى الآخرون سوى العتمة. أحمد عيد خسر أو كسب هو رهين فلسفة التاريخ لا يكتبه الأقوياء فقط فما نراه بأن الرجل الذي طالته التهم من كل حدب وصوب نجح في “تمرير كل قرار يريده” ويرغبه وترك الضجيج يملأ سماءهم بينما هو بالكاد تسمع صوت الحروف من بين شفتيه حين يتكلم بأدب جم وثقة الكبار فكأن يتمثل “تمر بك الأبطال كلمى هزيمة “ و”أنت كل يوم لك منصب جديد” و”لا تزيدون الرسايل ويش أسوي بالورق” فهل كل ما جاء فيها “ذاب واحترق” ففلسفة الرئيس المنتخب تقول: “التاريخ لا يكتبه الأقوياء” نظرية إدارية ناجحة يستند صاحبها إلى العزيمة وصدق الصحبة وسلامة العمل على الورق مع حسن التخطيط والتدبير في اختيار الوقت المناسب لإصدار القرارات, وبالمناسبة يقال إن هناك توجيها سيصدر مع كل هذا الحراك بإبعاد كل من ترك الوسط الرياضي عن عضوية الجمعية العمومية، ضربة أخرى وفي وقت جد حساس في عملية رص الصفوف بين مؤيدي أحمد عيد ومعارضيه، فابن معمر قد يكون خارج المنظومة لو تم تعديل الخطأ السابق في اللوائح وإعادة المنصب للنادي وتكون هي الضربة القاضية في الصراع وبالتالي يرفع أحمد عيد راية النهاية بعد أن يكون قد “كسب كل شيء” وترك لمعارضيه حرية الخيار في المنبر الذي يريدون الحديث من خلاله. الموضوع حديث الساعة وهو ترشيح أحمد عيد لمكتب اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي يمثل صورة من التكتيك الذكي الذي يمارسه أبو رضا فالتمهل في اختيار المرشح والسرية في تحديد الأسماء يعقبها حُسن اختيار الوقت من أجل إعلانه على الجميع جعل من الصعب السيطرة على ردة الفعل المضادة ومن ثم اختيار الإجراء المناسب لإيقافه وما زالت فصول الحكاية تقول وتستمر كي تبرهن قدرة وتمكن القوة الناعمة من قيادة أصعب وأسخن كرسي إدارة في الوسط الرياضي بكل اقتدار وتحقيق كل ما يرجوه الرئيس المنتخب بينما ما زالت المعارضة لها حق اختيار المنبر المناسب والوقت الذي تراه كي تصرح إعلاميا وتقول كل ما تريد؛ فالصوت الآخر متاح له ومن حقه إبداء وجهة نظره وبمقدوره الدعوة لعقد الجمعية العمومية عسى أن تسمح أجندة الرئيس وظروفه بعقدها متى أراد. الخاتمة: لا فائدة من مساعدة أشخاص لا يريدون مساعدة أنفسهم فأنت لن تستطيع دفع أحد لصعود السلم إلا إذا كان راغبا في صعوده.
إنشرها