Author

جدة .. ومطارها النموذجي الجديد

|
ظفرت جدة في السنوات القليلة الماضية بمجموعة من مشاريع البنى التحتية التي نقلتها إلى مصاف المدن النموذجية التي تتسابق لنيل جوائز أجمل المدن في دول العالم الناشئ. وتستعد المدينة النموذجية الباسلة لحفل افتتاح مطارها الدولي الجديد الذي يتزامن مع مجموعة من المشاريع العملاقة التي سوف تدخل الخدمة في توقيت متقارب مثل مشاريع قطار الحرمين، ومشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية، وغيرهما من مشاريع التنمية والتطوير. إن المطارات لم تعد مجرد أسطول من الطائرات، ومدرجات ترتاح إليها الطائرات في الهبوط والصعود، كذلك لم تعد المطارات مجرد صالات للوصول وصالات للمغادرة، بل أصبحت بمثابة مدن فارهة تتوافر فيها مجموعة من الفنادق الوارفة والأندية الصحية، ومجموعة من الأسواق الغنية لشراء الهدايا والتحف والمجوهرات والحلويات، وفى المطارات اليوم المقاهي والمطاعم ودور السينما، وفيها أيضاً المراكز التجارية الغنية بأحدث الماركات، وفيها مراكز المال والأعمال كي يمارس رجال الأعمال من المطارات أعمالهم ويديرون ثرواتهم كما لو كانوا يجلسون على أريكة في مكاتبهم وشركاتهم الأم. وباختصار المطارات لم تعد محطة للوصول والسفر، وإنما أصبحت مدناً للسفر والإقامة، وتمارس فيها كل الأعمال الطبيعية، فكل وسائل الراحة متاحة وحتى التسلية متوافرة، ولم يعد للسفر عناء كما كان الأقدمون يحذرون من وعثاء السفر. ومطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد فيه كل هذه المميزات، وفيه أيضاً مدرج لهبوط وصعود الطائرات روعي فيه أحدث المواصفات العالمية. لقد صمم المخطط العام لمطار الملك عبدالعزيز الدولي على أن يبدأ تطوير المطار على ثلاث مراحل حتى تصل الطاقة الاستيعابية الكاملة للمطار الجديد إلى خدمة 80 مليون مسافر سنويا بحلول عام 2035، وسوف تنتهي المرحلة الأولى من هذا المشروع الضخم بنهاية العام الحالي 2015. وعندئذ ستصبح صالة المطار التي صممت وفق أرقى المواصفات الفنية متطورة جدا وقادرة على خدمة 30 مليون مسافر سنوياً مع إمكانية استخدامها لكل من الرحلات الداخلية والدولية، كما سيضم المطار مركزا للاتصالات، ومحطة قطار حديثة تتصل مع مشروع قطار الحرمين السريع الذي يتم بناؤه الآن متوازياً مع بناء المرحلة الأولى من مطار الملك عبدالعزيز حيث يربط المطار مدينة جدة التي انضمت إلى قائمة التراث العالمي مع المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما تشمل المرحلة الأولى من مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز التي ستفتتح في نهاية هذا العام برنامجاً متكاملاً لدعم البنية التحتية المتمثلة في برج جديد للتحكم بحركة وأنظمة وأجهزة الطيران، وشبكة جديدة من الطرقات داخل أرض المطار وخارجه، وشبكة حديثة للخدمات والمرافق العامة، كذلك تشمل المرحلة الأولى من أعمال التطوير إتاحة الفرص الجديدة لاستثمارات القطاع الخاص، بمعنى أن المرحلة الأولى لعمليات التطوير عززت فرص مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروع، وذلك من خلال الاستفادة من الطابع الحيوي (الديناميكيي) للمشروع، بما يتيحه من التنوّع والجودة العالية للنشاطات التجارية المختلفة. الجميل في مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد أن مجمع صالات المسافرين الذي يقام على أرض تبلغ مساحتها 670 ألف متر مربع، وهي منشأة فائقة التطور بتصميمها الفريد، ستجهز صالات السفر بـ 46 بوابة لصعود الطائرات، تتصل بـ 96 جسراً للوصول إلى صالات الانتظار. كذلك فإن المرحلة الأولى من مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز في جدة التي سوف تفتتح في نهاية العام الحالي تتضمن إنشاء فندق سبعة نجوم ومنطقة للأسواق التجارية الحديثة، وإقامة نظام آلي لنقل الركاب يصل بين مركز استقبال الركاب ومركز الرحلات الدولية، وذلك لتسهيل انتقال المسافرين آلياً، كذلك يتضمن المشروع إقامة مركز حديث للمواصلات يضم أحدث وسائل النقل المتنوعة بما فيها محطة قطار متكاملة، وذلك لانتقال الركاب وسفرهم بمنتهى اليسر، كذلك فإن المشروع الكبير يحتوى على نظام متطور لتحميل ومناولة أمتعة المسافرين، يمتد لأكثر من 60 كيلو متر من سيور النقل المتحركة، وسوف ينفذ ضمن المرحلة الأولى لمشروع مطار الملك عبدالعزيز أحدث نظام تقني للتحكم بحركة المرور الجوي، مع برج المراقبة الملاحي بتصميمه الفني المميز الذى يبلغ ارتفاعه أكثر من 130 مترا، وشبكات واسعة من الطرق والأنفاق ومدارج الطائرات، ومرافق ومنشآت متنوعة للدعم والمساندة. وباختصار نستطيع القول إن مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد مركز اقتصادي متطور ومعلم حضاري بارز للمملكة العربية السعودية، وعندئذ ستصبح جدة محورا عالميا في مملكة فتية زاهية احترفت البناء في عالم يبحث عن الجودة والجمال.
إنشرها