Author

التنمية في جازان .. والحوافز المستقبلية

|
عندما يلتقي منتدى جازان الاقتصادي بشركة أرامكو، فإننا نتحدث عن نقلة حضارية كبيرة، نتحدث عن لقاء الشرق الغني بالنفط مع الجنوب الغني بالمنافذ البحرية والموارد البشرية، نتحدث عن اقتصاد الفرصة الاستثمارية الكبيرة والواعدة للشركات من داخل المملكة وخارجها، نتحدث عن الصناعة والسياحة عندما تجتمعان. إنها تنمية جازان التي تسابق الزمن، فجازان تحتضن قاعدة سكانية كثيفة وكفاءات وقدرات علمية متمكنة في مختلف التخصصات، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي لمحاذاتها طرق الشحن على البحر الأحمر، وسياحيا فهناك البحر الأحمر بخيراته وجزره وهناك الساحل الغربي بكل سحره. وهناك شركة أرامكو السعودية التي أوكل لها تطوير المدينة الصناعية، وهو المشروع الذي قال عنه وزير البترول والثروة المعدنية، إنه يسير بشكل جيد، وفي فترة قصيرة للغاية مقارنة بأي مشاريع مماثلة". التنمية لا تعرف المجاملات، فأسواق الصناعة والاستثمار تعاقب بشدة عند الخطأ في توجيه دفة التنمية، ولهذا فإن الفرص الواعدة هي التي ستعمل حتما لتحديد وجهة الاستثمار المناسبة في وقتها المناسب، وتنمية جازان تأتي في وقتها الصحيح لربط قطاعي التعدين والبترول، بحيث يكملان بعضهما بعضا، بمشاريع اقتصادية كبيرة، فإنشاء مصفاة بترولية متطورة في جازان، وتطوير ميناء عالمي ضخم، ومحطة كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية، وصناعات تعدينية وبتروكيماوية متعددة، سيجعل من المدينة الصناعية في جازان تجربة فريدة في تحقيق التنمية المستدامة للوطن ككل من خلال تعزيز قدرتها ــ كما قال الدكتور النعيمي ــ على تحقيق النمو الاقتصادي المستمر، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، والتنمية الاجتماعية، مع إعطاء دور رئيس للتقنية في تحقيق هذه الأهداف". ولتحقيق هذه الرؤية الشاملة فإن المدينة الاقتصادية في جازان ستعمل كمنشأة متكاملة في مجال البترول والبتروكيماويات، ومجال التعدين، وهذا سيتم من خلال استغلال المصفاة الضخمة والميناء ومحطات توليد الطاقة الكهربائية الضخمة، ما سيسهم في دعم مشاريع عملاقة لاستغلال خام الكوارتز المتوافر في المنطقة، وهذا المشروع سيعمل على إنتاج معدن السيليكون عالي النقاوة، الذي يستخدم لقيما لعديد من الصناعات، كما سيتم إنتاج بوليمر السيليكون واستغلال خام الألمينات، وبوجود هذه المشاريع العملاقة وهذه المنتجات المهمة جدا في عالم الصناعة وتوافر الميناء الضخم ومرور قوافل الشحن الدولية من هذا الميناء ستسهم في تقديم فرص استثمارية هائلة جدا من أجل بناء صناعة ضخمة لتصنيع مواد أجهزة تحلية المياه، والصناعات البتروكيماوية، وإنتاج أجزاء الطائرات، وزراعة الأعضاء، والمواد الطبية، وغيرها كثير. ولأن الفرص تفرض نفسها على مسار التنمية فقد شجعت هذه المشاريع العملاقة الواعدة في نشأة تحالف مقاولي جازان للتدريب والتوظيف لتدشين معهدين لتدريب وتوظيف سبعة آلاف شاب سعودي من منطقة جازان على مهن ووظائف صناعية إنشائية متنوعة، ومن المتوقع أن يصل الاحتياج إلى 75 ألف وظيفة لتشغيل المدينة الاقتصادية والمشاريع الصناعية والخدمية المترتبة عليها". ورغم أن الفرص الواعدة لا تحتاج إلى وسيط، إلا أن الهيئة العامة للاستثمار قدمت عددا من الحوافز الاستثمارية لهذه المنطقة الواعدة من بلادنا. ومن هذه الحوافز تمويل المشاريع الصناعية بنسبة 75 في المائة من إجمالي التمويل مع فترة سداد تمتد إلى 20 عاما، ومنح المستثمر الأجنبي في المناطق الواعدة خصما ضريبيا بـ 50 في المائة من تكاليف تدريب السعوديين ورواتبهم، وخصما ضريبيا بـ 15 في المائة من حصة غير السعودي في المشاريع الصناعية، وهذه حوافر خيالية في مشاريع بهذه المصداقية والمستقبل.
إنشرها