FINANCIAL TIMES

فشل الحرس القديم ينقل «سيريزا» اليوناني إلى الحكم

فشل الحرس القديم ينقل «سيريزا» اليوناني إلى الحكم

تماماً قبل ثلاثة أعوام، كان العملاقان السياسيان اللذان جسّدا النضال في اليونان، منخرطين في عملية إنقاذ بقيمة 245 مليار يورو: جورج باباندريو، ابن وحفيد اثنين من رؤساء الوزراء في اليونان، كان رئيساً للوزراء، في حين إن إيفانجيلوس فينيزيلوس، المحامي الذكي والناشط السياسي، كان جالساً بجانبه وزيراً للمالية. مع اقتراب الانتخابات الوطنية يوم الأحد الماضي، الحليفان السابقان خاضا مباراة سياسية حتى الموت، حيث ترأس كل منهما حزبا منافسا يكافح من أجل كسب أصوات كافية، لتجاوز الحد الأدنى البالغ 3 في المائة لمجرد ضمان دخول البرلمان. فينيزيلوس هو زعيم الحزب الذي دعاه كلا الرجلين لفترة طويلة أنه موطنهما السياسي، حزب باسوك من يسار الوسط، الذي فاز في انتخابات عام 2009، آخر انتخابات قبل أن تبدأ الأزمة، بحصوله على نسبة كبيرة تبلغ 44 في المائة من الأصوات. باباندريو فرض المنازلة الشهر الماضي من خلال الانشقاق عن الحزب الذي أسسه والده بنفسه، الحركة الاشتراكية الديمقراطية "باسوك". يقول رئيس الوزراء السابق "إن الحزب ينوي استعادة مبادرة الإصلاح التي يعتقد أنها فُقدت بعد سقوط حكومته - من خلال جهود لا بأس بها من فينيزيلوس - في تشرين الثاني (نوفمبر)". قال باباندريو في مقابلة "من الواضح أنه كان قراراً صعباً. لقد عملت مع الحزب لسنوات كثيرة، لكننا فقدنا مركزا ما أشعر أنه بحاجة إلى التغيير في اليونان، وهو هذه السياسات والمؤسسة المدفوعة بالمحسوبية إلى حد كبير". إلا أن حزب باباندريو الجديد، المعروف باسمه اليوناني كينيما، أخفق حتى الآن في الحصول على الحماس. كل منهما يتردّد حين يُسأل عن الآخر، لكن مؤيدي حزب باسوك قالوا "إنه بالكاد هناك ازدراء مخفي بينهما، وهو نتاج أعوام من المنافسة السياسية التي تكثّفت تماماً، وسط لعبة إلقاء اللوم بسبب عملية إنقاذ اليونان الكريهة". وقال وزير سابق من حزب باسوك كان قد عمل مع كليهما "فينيزيلوس يعتقد أن باباندريو غبي، ويعامل باباندريو بازدراء، كأنه أمير". وفي حين إن باباندريو ربما كان السياسي الأكثر نجاحاً - حيث تغلّب على فينيزيلوس في مواجهة مباشرة لقيادة حزب باسوك في عام 2007، وتولى السيطرة على الحزب مرة أخرى بعد عامين - إلا أنه لا يزال يتحمّل مزيدا من غضب اليونانيين، بسبب سياسات التقشف التي جاءت مع عملية الإنقاذ. هذا أمر يعتقد فينيزيلوس، الذي لم يتول منصب مسؤول المالية في حزب باسوك، إلا بعد مرور عام على عملية الإنقاذ، أنه مضمون. حيث قال "خلال انفجار الأزمة، حزب باسوك كان في الحكومة وحده كحزب حاكم"، مُضيفاً أنه "حثّ باباندريو في بداية عملية الإنقاذ على الحصول على موافقة الغالبية العظمى في البرلمان، لكي يلوي ذراع حزب المعارضة الديمقراطية الجديدة المعارض، لكن باباندريو لم يوافق". من جانبه، قال باباندريو "إن جزءاً من سبب انشقاقه كان لوضع الأمور في نصابها: بتذكير أي شخص سيستمع أنه ورث مستويات متضخمة (ومعلن عن أقل مما هي فعلياً) من الديون والعجز، وأصرّ على أن لومه على الأزمة يوحي بأن اليونان لا تحتاج إلى الإصلاح". وأضاف "أحد الأسباب التي جعلتني أقرر خوض معركة مرة أخرى ليس أمراً شخصياً، لكنه في الأساس أني أقول: استمعوا، يا رجال، هذه ليست هي المشكلة. المشكلة ليست جورج باباندريو. إذا كان جورج باباندريو هو المشكلة، فإن دولة المحسوبية ليست المشكلة، وليس حقيقة أن لدينا فسادا". يقول الزملاء "إن باباندريو لا يزال يشعر بالغضب لأن حزب باسوك في عهد فينيزيلوس، الذي هو الآن الشريك الأصغر في الائتلاف مع حزب الديموقراطية الجديدة، كان متواطئاً في إلغاء عديد من الإجراءات التي تم تنفيذها لمكافحة الفساد". كثيرون ضمن هذا الثلاثي مقتنعون بتحليل باباندريو، حيث يلومون فينيزيلوس وأنتونيو ساماراس، رئيس الوزراء من حزب الديمقراطية الجديدة، على السماح لمطلعين ذوي اتصالات سياسية، باستعادة النفوذ على مدى العامين الماضيين. هناك ما هو على المحك أكثر من تسوية نتائج شخصية، لأن نظام الانتخابات في اليونان يمنح 50 معقدا إضافيا للحزب الذي احتل المركز الأول يوم الأحد، ما أتاح لخمسة أحزاب أصغر أن يكون لها تأثير مباشر في فوز حزب سيريزا اليساري المعادي لسياسة التقشف، بأغلبية نظيفة في البرلمان. فشل كل حزب صغير، كان يعني أن مزيدا من المقاعد في البرلمان سيتم تقسيمه بين المجموعات الأكبر، ما جعل الأغلبية المُطلقة لحزب سيريزا في المتناول. مع ذلك، بالنسبة لمعظم المطلعين السياسيين، فإن احتمال حدوث خاتمة نهائية في مباراة الضغينة بين فينيزيلوس وباباندريو الممتدة منذ عقود، هو السبب في كون المسابقة قد أصبحت شيئاً يشبه حادث سيارة. وقال وزير سابق آخر من حزب باسوك، "هذا أمر مُحزن. إنه أمر مؤسف".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES