Author

وعد المدينة

|
تستمر الحياة في هذه المملكة الناهضة النشيطة. يبدأ عهد جديد يقوده سلمان الوفاء. يحل الحدث المهم الذي يشغل أغلب المستثمرين، وتهتم به القنوات المتخصصة. يتحدث الوزراء بالعربية والإنجليزية، وبالخلط بينهما. لكن المهم المدلول الذي يحمله "منتدى التنافسية الثامن". إنه استمرار للقناعة السعودية بأهمية جاذبية أسواقها، وترسيخ لنهج التطوير والتحديث والاستثمار الوطني والأجنبي في سوق واعدة، تدعمها قرارات خفض الاعتماد على النفط في الناتج المحلي. عندما افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المنتدى في نسخته الأولى، أكد اهتمام الدولة بجذب الاستثمارات، بل وجّه المسؤولين عن المنتدى إلى تنظيم معرض مرافق للمنتدى يحمل اسم "استثمر في السعودية". وها هي رؤية الملك تتحقق ونشاهد ارتفاعا في الاستثمارات بنسب عالية تصل إلى 122 في المائة. يستدعي الحال اليوم تعديل نظام هيئة الاستثمار؛ بحيث تجتهد لتحقيق ثلاثة محاور مهمة، هي: جلب رؤوس الأموال الأجنبية، وضمان نقل واستيعاب وتطوير التقنية، وتوظيف الموارد البشرية السعودية. وكل عنصر من هذه العناصر يتطلب تمحيص مشاريع الاستثمار المعروضة لضمان المردود الأهم للدولة والمواطن على مدى السنين المقبلة. على أن أهم ما جذبني في وعود الجهات الداعمة والمشاركة في المنتدى، وعد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بأن تتجاوز المملكة كل دول المنطقة في مجال التقدم التقني والعلمي. أود أن أستغل هذه الفرصة لأتمنى على رئيس المدينة أن يحدد المدة التي يتطلبها تحقيق هذا الهدف، ثم ما المؤشرات الرقمية التي ستبني عليها المدينة القرار بأنها حققت تلك الرؤية، وهو رجل متخصص في العلوم المعتمدة على الأرقام. إن قطع هذا الوعد يعني أن لدى المدينة خطة استراتيجية تشمل كل الجامعات ومعاهد ومراكز البحوث المنتشرة في المملكة، وأن لديها معرفة رقمية بموقع المملكة في المجال، هذه الأرقام يجب أن تشمل التطبيقات التقنية في الصناعة والخدمات وموقع المملكة في المجالين؛ لأن وجود الأبحاث في المختبرات والمعامل ليس مهماً بقدر إخراجها، وتطبيقاتها إلى المستفيدين. قرأت وسمعت عن عدد البحوث والبراءات التي تمنحها المدينة، لكن الأهم هو النتائج التي يشاهدها الناس ويستفيدون منها، فمطلب ربط الأقوال والوعود بالأفعال من قبل كل مسؤول أصبح ضرورة.
إنشرها