منوعات

«إنسان آلي» مؤلف للروايات حلم اقترب تحقيقه

«إنسان آلي» مؤلف للروايات حلم اقترب تحقيقه

تسير التكنولوجيا والتطورات الإلكترونية في هذا العصر بسرعة صاروخية ربما يعجز الإنسان عن تداركها ويتأخر كثير منا عن ركابها فبعيدا عن أفلام الخيال العلمي الذي غزت العالم من خلال السينما الأمريكية يأتي لنا باحثون يعملون على استخدام الذكاء الاصطناعي لتأليف روايات وقصص قصيرة، ويأتي السؤال الذي يطرح نفسه هل سنرى يوما مؤلفا آليا صنعه الإنسان وأدخل له حياته عبر أوامر إلكترونية. يؤكد راي كيرزويل، مدير قسم الهندسة في شركة "غوغل" الأمريكية، بأن أجهزة الكمبيوتر ستكون أكثر ذكاء من أي إنسان بحلول عام 2029. ويعتقد "ستيفن هوكينغ" و"إيلون ماسك"، مؤسسا شركتي "باي بال" و"تيلسا"، أن كيرزويل محق في رأيه. وفي بداية هذا العام، كان هوكينغ وماسك من بين الموقعين على خطاب مفتوح يدعو إلى تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، وذلك في ضوء التهديد الذي يشكله ما يسمى بالانفجار المعلوماتي. وتأتي رواية جورج أورويل "1984"، لتؤكد لنا الفكرة، حيث نرى فيها "العمال" تقرأ كتبا ألفها إنسان آلي، لكن تلك الآلة لن تستطيع أن تحل محل الكاتبة الكندية مارغريت آتوود، على سبيل المثال. يرى كيفين واريك، أستاذ علم المستقبليات، أن أجهزة الكمبيوتر ستكون قادرة على ذلك قريبا. وعلى المشككين في ذلك أن يتذكروا أن واريك تنبأ بظهور الطائرات بدون طيار وهناك برامج نجحت في كتابة قطع شِعرية، أو ما شابه ذلك، منذ عام 1983 عندما ألّف برنامج يدعى "راكتر" كتاباً تجريبياً باسم "لحية الشرطي نصف نامية". ووجدت بعض الأجهزة لتكتب روايات كاملة – إلا أنه لن يروق لك قراءتها في الزمن المنظور وهذا الجهاز من ابتكار مجموعة من الخبراء العالميين في مجال التعلم الآلي والبحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت وابتكار الأساليب الروائية والمجازية والفكاهية، على رأسها سيمون كولتن من كلية غولدسميث في جامعة لندن. ويعمل الجهاز عن طريق ابتكار سيناريوهات بمختلف الأشكال الإبداعية، وبأنماط أدبية تراوح ما بين نمط والت ديزني إلى نمط فرانز كافكا، وكل ما عليك هو اختيار الأسلوب الأدبي، وبضع تفاصيل أخرى من قائمة معدّة سلفا، قبل أن يصدر الجهاز محاولاته الإبداعية. ما يقوم به هذا الجهاز حاليا هو ضرب من المحاولة والخطأ، فعند اختيار نمط كافكا على سبيل المثال كأسلوب للتأليف، تميل النصوص التي ينتجها الجهاز إلى محاكاة نمط كافكا في الكتابة إلى حد ما. وفي النهاية، فإننا نتجه للأعمال الأدبية لكي نعمق فهمنا للحالة الإنسانية، كما يستمد العمل الأدبي سحره من الخبرات الحياتية والعاطفية التي عاشها الكاتب، بالإضافة إلى إبداعه بالتأكيد. وحتى لو تطورت الحواسيب لتكون قادرة على معرفة مذاق الطعام بالنسبة للطفل أو الإحساس بأول شعاع للشمس في فصل الربيع بعد شتاء طويل، فإنها لن تكون قادرة على إدراك تلك الأحاسيس مثل البشر، ونتيجة لكل ذلك، لن يستطيع أي روبوت أن يجاري كاتباً قصصياً.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات