منوعات

أستاذة لغويات مصابة بـ «الزهايمر» مرشحة لأوسكار أفضل ممثلة

أستاذة لغويات مصابة بـ «الزهايمر» مرشحة لأوسكار أفضل ممثلة

يأتي ترشيح الممثلة جوليان مور لأوسكار أفضل ممثلة في الدورة الـ87 من جوائز الأوسكار التي تقام في 22 شباط (فبراير) المقبل عن دورها في فيلم "ما زلت أليس"، للمخرجين ريتشارد جليتزر ووش وستمورلاند، كنتيجة طبيعية لنجاح فريق العمل في إتمام الفيلم. جوليان مور هي النقطة المحورية في الفيلم؛ حيث تلعب دور أليس هولاند أستاذة علم اللغويات في جامعة كولومبيا، التي تكتشف إصابتها في سن مبكرة بألزهايمر، وكيف تتعاطى مع هذا المرض وتفاعل عائلتها، خصوصا أنه ينتقل إليهم، فيما تكتشف ابنتها الكبرى إصابتها به أيضا. تظهر كل المؤشرات أن هولاند لا تعاني أي مرض "ألزهايمر"، نتيجة صحتها البدنية ونمط الحياة الصحي، قبل أن تبدأ عوارض تراجع الذاكرة عليها شيئا فشيئا، وعوارض تكشف لأليس أنها تعاني من خطب ما، فتلجأ لرؤية طبيب أعصاب حتى تتلقى الخبر لتنقله للعائلة، التي تتسم بذكاء واضح، ورغم هذا فإن إصابتهم بالمرض لا مفر منه. ويشارك في الفيلم الممثل اليك بولدوين بدور الزوج جون، وكريستين ستيورات بدور الابنة التي تعيش في لوس أنجلوس، وتحلم بأن تصبح ممثلة، وتربطها بوالديها علاقة شائكة خصوصا الأم. ميلودراما عائلية، لكنها ليست سلبية، تزدهر بدور الممثلة جوليان مور لمريضة تشهد انهيار حياتها أمام عينيها، في تسجيد لدور وكأنها في عد تنازلي للإصابة بالخرف. وترشحت مور للأوسكار خمس مرات، ولم تنل أي واحدة منها، وتلعب دورا مركبا فهي ذكية وجميلة ولها إنجازات كبيرة في علم اللغويات والذاكرة، تقف عاجزة أمام الإعداد الافتراضي للاستيعاب الذاتي لما سيحصل لاحقا وانعكاسه على علاقاتها مع أبنائها الثلاثة وزوجها. وما يجعل الدور الذي لعبته اليس أكثر نبوغا هو تتابع ذبولها عن قرب، من خلال عدسة المخرجين التي تنقل قصص هذا المرض من الداخل، فتظهر اليس وواقعها الصعب، ليبدو المشاهد وكأنه في رحلة في داخلها ويعرف عنها أكثر مما يعرفه زوجها، وانتقال ابنتها ليديا "كريستين ستيورات" للعناية بها. وتؤدي "اليس" دورا قامت به قبل أن تأخذ بالتعرف على حياة المرضى وانخراطها معهم عن قرب لتفهم ما يعايشونه، فيما العمل مأخوذ عن رواية للمؤلفة ليزا جينوفا وتحمل الاسم نفسه. أما نص الفيلم، فهو يلقي بظلاله على حساسية هذا المرض وعلى الفرد الذي يصبح منكوبا إلى جانب الواقعية في رسم ملامح شخصية اليس هولاند، التي ما تزال متماسكة عقليا وضبط النفس في تطور انهيارها حتى النهاية بمصاحبة مشاعر مجردة بدون زيف. ويضرب الفيلم وترا حساسا في الأجواء التي يحملها، فبدلا من التركيز على الأثر المدمر لهذا المرض في العلاقات، فهو يغوص في عمق الشخصية الرئيسية في التعامل مع تدهور حالتها الصحية وردود فعلها من تعابير وجهها وتصرفاتها في المقاومة بدون اللجوء إلى عاطفة سلبية، واعتمادها على كل ما يقع في يدها لتقاوم حتى النهاية مصير ذبولها. عصب الفيلم هو الأداء المذهل لوليان مور بدور المريضة اليس هولاند، فيما يبقى دور اليك بولدوين بدور زوجها جون أنانيا وضعيفا، بالمقارنة مع دور كريستين ستيورات التي تظهر الأوجه المتعددة في براعتها في تقمص أي دور يسند إليها ثانويا أو بطولة مطلقة بشخصيتها المتمردة التي لا تخلو من مفاجآت.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات