Author

الذب عن الرسول

|
صلى عليك الله يا خير الورى. كل الشتائم والأذى لم تثنه عن المضي في الدعوة إلى الله. تحمل وصبر لأنه يعلم أن الله لن يخذله، فأحق الله الحق وأزهق الباطل ونصر عبده. وقف الرسول في مكة سائلاً قومه: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. فأطلقهم وعفا عنهم بعد كل المعاناة التي يعرفها الصغار قبل الكبار. ذلكم هو الخلق الإسلامي الحق، العفو عند المقدرة. أما ما يتندر به القوم اليوم من تبريرات وتسويفات ورؤى، فهي لا تعدو كونها انهزامية أخلاقية، وقيمية. يأتي من يبرر، فيقول: لم ينتقم الرسول لنفسه، ولم يثأر أو يقاتل الناس عندما أوذي في دعوته، لكن صحابته لم يخذلوه. رسول الله صبر لأنه يرى نفسه ملكاً لهذا الدين، لا يهمه أن ينتصر لذاته بقدر ما يهمه أن تنتشر الرسالة وتحظى بمزيد من المنتمين والمناصرين الذين يعز بهم الله الدين. لهذا لا يمكن القول إن عفو الرسول عن الانتقام لذاته يبرر خذلانه من قبلنا. الاعتداء بالتفجير والقتل على صحيفة أو مجلة تنشر الإساءة لرسول الله غير مبرر، لكن السكوت عن الحق أسوأ من الاعتداء نفسه. ذلك أن الاعتداء وقع لأن الصحيفة استمرت في إساءاتها دون أن تجد من يقاضيها ويطالب بإيقاف أذاها عن المسلمين. إن غياب الإجراءات السلمية والقانونية الواجبة على سفارات وجمعيات وهيئات ودول إسلامية كان يمكن أن تمنع مثل هذا الاعتداء. بل إنها كانت ستمنح المسلمين احتراماً وتقديراً من عالم يستمتع اليوم بالحديث عن حرية فكرية لا ضابط لها. لن أعود لموضوع الدنمارك وما فعله الناس لتأديب الدولة بكليتها، ولكنني سأعرج على أولئك الذين لا يملك أي إنسان في العالم حق نقدهم. اليهود الذين رأى منهم العالم أكبر الخيانات، والذين يستأثرون بأكبر قدر من ثروات العالم ويسيطرون على القرار في أغلب الدول، يُخضِعون من يحاول النيل أو السخرية منهم إلى محاكمات بالقانون الذي صاغوه لمصلحتهم. خرجت بالأمس مظاهرات معادية للمسلمين في ألمانيا بعد أن تعاطف المسلمون مع مجلة تمادت في السخرية من رسولهم فزادت مبيعاتها، فلا تتوقعوا غير ذلك!
إنشرها