Author

الملك سلمان .. في الصدارة دائما

|
لا أحد يجادل في أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يتسلم مقاليد حكم السعودية في ظروف دقيقة وحساسة من تاريخ المنطقة والعالم.. فالعنف والتطرف يضربان عددا من الدول الشقيقة؛ ومنها دولتا الجوار اليمن والعراق، فيما يمر العالم باحتقان "بوليتيكي" أشبه ما يكون بحرب باردة جديدة، فضلا عن أن الاقتصاد العالمي ما زال في قبضة الركود. على المستوى الداخلي، المملكة بمساحتها الشاسعة كقارة تعج بمشاريع كبرى متنوعة وبرامج تنموية خدمية وإنتاجية جميعها تفرض تداعيات متابعة تنفيذها وما ينجم عن تعثر هنا أو قصور هناك أو خلل هناك، وحتما ذلك مما سيحتل صدارة اهتمام الملك سلمان، فإذا أضفنا إلى هذه الفعاليات التنموية الراهنة هموم مشاريع وبرامج خطة التنمية العاشرة بأهدافها وسياستها التي على أعتاب الصدور، فإن ذلك سيعني حجما هائلا من ثقل المسؤولية وضخامة الجهد. غير أن كل ذلك لا يمكن الجدال أيضا في أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خليق بالنهوض به والقدرة على قيادته بحكمة وحصافة وبمقابلة سوى ذلك من جليل الأعمال والمهام الجسام، خصوصا وهو الرجل الزاخر الخبرة والموفر التجربة في إدارة الدولة والعمل الدبلوماسي والسياسي والاجتماعي وبناء العلاقات مع جموع المواطنين ببصيرة وحنكة ودراية ودأب يومي على مدى أكثر من ستة عقود كان معهم وبينهم يصافحونه ويقابلهم باشا يبادر هذا أو ذاك بالسؤال عن أب أو جد أو قريب ويذكر اسم الشخص أو عائلته أو قبيلته أو منطقته والمسؤول مبهور من قوة فراسة هذا الرجل القائد وسرعتها حتى بات مضرب مثل في عرض الوطن وطوله على تميزه بهذا وعلى سعة اطلاعه على تاريخ المدن والقرى ومعرفة أسرها وأنساب قبائلها ومآثرهم وما روى عنها من الشعر والأمثال والحكايات، كلها رصيد في ذاكرة هذا الملك منذ كان شابا يافعا يدير إمارة عاصمة الوطن "الرياض" وما انقاد له من المسؤوليات الأخرى مع إخوانه الملوك وهو يجلو في النهوض بها نصاعة وجه هذا الوطن ويرفع قامته في الداخل وشموخه في المحافل الدولية. يعرف التاريخ منذ اللحظة التي بويع فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أنه دون شك قائد مرحلة تتطلب زعامة تتمتع بخصال نوعية معنوية كخصاله، فالملك سلمان؛ علاوة على ما سبقت الإشارة إليه من إلمام واسع واطلاع عميق ومعرفة فريدة بتاريخ وثقافة هذا الوطن ومكوناته البشرية، فهو حريص على التمسك بتعاليم الإسلام، والخبير العارف بدعوة وتاريخ الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والغيور على عقيدة السلف الصالح المؤمن العميق الإيمان وبروح المتفهم المنفتح على متغيرات العصر، الحريص على خدمة الإسلام برسالته السمحة ومبادئه الوسطية بلا غلو أو تشدد ولا إفراط أو تفريط. ولأن الملك سلمان هو صاحب هكذا قلب وهكذا روح فقد نهض بفعاليات تجسد هذا التوازن الروحي الثقافي فيه، فقد كان المبادر إلى تعريف العالم بالمكانة الروحية لها وبوزنها ثقافيا وتاريخا وتراثا وإنجازات عبر فكرته الرائدة معرض المملكة بين الأمس واليوم، كما كان المبادر إلى عقد مؤتمر الملك عبدالعزيز الذي شارك في بحوثه ودراساته أقطاب العلماء والدارسين، إضافة إلى أنه كان المبادر إلى مئوية المملكة التي واكبتها مؤلفات عن منجزات المملكة على مدى قرن من الزمان، منذ دخول الملك المؤسس عبدالعزيز الرياض، فضلا عن حفل بهي حضره مفكرون ومثقفون ومختصون وقادة من جميع الدول، كذلك كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الراعي المشرف المتابع لاختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000 التي كرس لها توجيهاته لإقامة عديد من الفعاليات الثقافية على مدى عام وإصدار الكتب وإقامة الأنشطة التراثية المعبرة عن ثقافة المملكة؛ ما أسفر عن عام ثقافي شهد له الجميع بالتميز. ملك يزخر بهذه الخصال الروحية الثقافية والإدارية والسياسية، ولم يكن في يوم من الأيام إلا في صدارة مواجهة المواقف مهما عظمت والمناسبات الوطنية، حينما كانت وكان حاضرا بفكره ورأيه في عديد من الأماكن الأساسية في مفاصل التنمية رئيسا لمجلس إدارة هنا أو مشرفا على القطاع هناك، يقدم أبدا رؤيته الثاقبة لكل ما يسهم في إحداث تحولات نوعية حضارية في ربوع الوطن وقد كانت فكرة "أمانات المدن" في تخطيط البلديات واحدة من مؤشرات صناعة حضارة المدن. مثلما راد حضارة الثقافة، ومن هنا.. فإن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتلك الخصال وتلك المؤشرات وبالمبهر المدهش مثلها سيأخذ المملكة، بإذن الله، إلى مدارات شاهقة تشرفها وتعاظم مكانتها على صعيد الإنجاز التنموي علما وعملا في الداخل وعلى صعيد العلاقات العربية والدولية وصيانة الاستقرار والتقدم والسلم في العالم.
إنشرها