العالم

ثقل السعودية السياسي يربك أجندات وجداول زيارات زعماء العالم

ثقل السعودية السياسي يربك أجندات وجداول زيارات زعماء العالم

ليست قليلة الجداول والأجندات الزمنية، التي أربكتها الأحداث السعودية إثر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- وتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم في البلاد. ففي حين تشهد السعودية ثباتا وانتقالا سلسا ومدروسا للسلطة، ارتبكت أجندات بعض المنتديات الدولية كمنتدى دافوس الاقتصادي. إضافة لبعض زيارات زعماء دوليين كانت مقررة منذ أشهر. وكل ذلك يأتي، بحسب كثير من المراقبين، تأكيدا على أهمية السعودية وثقلها السياسي إقليميا ودوليا. ###أجندات معدلة ويأتي على رأس قائمة هذه الأجندات المعدلة أو الملغاة إعلان البيت الأبيض أمس السبت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيتوجه الثلاثاء إلى الرياض لتقديم تعازيه بوفاة الملك عبدالله مختصرا بذلك زيارته للهند التي يصلها الأحد. وصرح مسؤول الإعلام في البيت الأبيض جوش إيرنست في بيان أن "الرئيس أوباما والسيدة الأولى سيسافران إلى الرياض الثلاثاء 27 كانون الثاني/يناير لتقديم تعازيهما إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز ولأسرة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز". ولكي يتمكن من ذلك اضطر الرئيس أوباما وزوجته إلى اختصار الزيارة المقررة سلفا معربا عن أسفه لعدم تمكنه من المكوث لفترة أطول. وكان أوباما من أول المشيدين بالملك الراحل الذي وصفه بالرجل "الصادق" و"الشجاع". من جهته، وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء أمس إلى الرياض لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والبحث في عدد من الأمور المهمة بعد أن قطع زيارته إلى دافوس بسويسرا، وكان في استقباله الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وأكدت الرئاسة المصرية أن الرئيس السيسي من المقرر أن يلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، حيث سيتم التأكيد على خصوصية العلاقات المصرية السعودية ومتانة الروابط بين الشعبين الشقيقين، والعمل على تعزيز التعاون في المرحلة القادمة، ولا سيما في ضوء التحديات الكبيرة، التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية، وكذلك الدور المهم الذي تلعبه البلدان فى محيطهما الإقليمي وعلى الصعيد العالمي، الأمر الذي يستدعي ضرورة استمرار التشاور بين الجانبين، تحقيقا للمصالح القومية للأمة العربية، واستكمالا لخطوات الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ###مؤشر نجاح وتأكيدا على هذا الثبات والثقل السياسي المميز تناقلت وكالات أنباء عالمية تصريحا لرئيس الوزراء الكندي يصف فيه أهمية السعودية وثقلها الدولي باعتبارها دولة "غيورة" على السلام على حد تعبيره. فيما امتدح جيدو شتاينبرج، وهو أحد الخبراء المتخصصين في الشأن السعودي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية انتقال الحكم في السعودية "إنه انتقال سلس (للسلطة)، إنه مؤشر على نجاح النظام السياسي في السعودية". فيما تناولت عناوين أبرز الصحف الإسبانية الصادرة أمس تداعيات وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والمتوقع من خليفته الملك سلمان، لتشيد الصحيفة باللقاء المثمر الذي عقد فى كانون الأول (ديسمبر) 2012 حين وافق الملك سلمان بن عبدالعزيز في اجتماع مع وزير الدفاع بيدرو مورينيس على تعزيز العلاقات الثنائية مع إسبانيا، كما أشارت الصحيفة إلى لقائه عدة مرات في المنزل مع العاهل الإسبانى السابق خوان كارلوس الذي يحافظ على علاقة صداقة جيدة مع الملك سلمان. ومن ضمن القادة الدوليين الذين توجهوا أيضا إلى السعودية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إضافة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي قال في منتدى دافوس "إن المملكة السعودية شريك على المستويين الاقتصادي والسياسي" مضيفا "جمعتني بالملك عبدالله علاقات ثقة تشمل فيما تشمل مكافحة الإرهاب". وبين القادة والمسؤولون الذين وصلوا السبت إلى الرياض ملك إسبانيا فيليب السادس والرؤساء السنغالي ماكي سال والغابوني علي بونغو والتونسي الباجي قائد السبسي والأفغاني أشرف غني والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. كما حل في الرياض رئيس وزراء النمسا فيرنر فايمن ورئيس وزراء المجر فيكتور أوربان وولي عهد النروج هاكون ماغنوس ونائب الرئيس الهندي محمد حامد أنصاري ونائب رئيس مجلس الوزراء الصيني يانغ جيه ونائب رئيس نيجيريا محمد سامبو ونائب رئيس إندونيسيا محمد يوسف كالا. وكان الملك سلمان قد أكد بعد اعتلائه سدة الحكم أن المملكة بقيادته ستستمر في السير على نفس النهج، الذي سار عليه أسلافه، حيث قال "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- وعلى أيدي أبنائه من بعده- رحمهم الله". ووعد الملك سلمان بأن تستمر المملكة التي تحتضن الحرمين المكي والنبوي، أقدس المقدسات الإسلامية، بالعمل على وحدة العرب والمسلمين. وقال "إن الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون إلى وحدتها وتضامنها، وسنواصل في هذه البلاد مسيرتنا بالأخذ بكل ما من شأنه ضمان وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم