وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين الى باكستان في زيارة مفاجئة لاجراء محادثات مهمة بعد اسابيع على الهجوم الاكثر دموية الذي نفذته حركة طالبان في البلاد واوقع 150 قتيلا في مدرسة. قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين ان "محادثات الوزير ستكون مهمة جدا حول تعزيز معركتنا المشتركة ضد التطرف" مشيرا الى ان كيري سيترأس الحوار الاستراتيجي السنوي بين البلدين.
ومن المقرر ان يزور كيري المدرسة التي شهدت المجزرة في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، بحسب ما صرح مسؤول باكستاني بارز الاثنين. وقال سرتاج عزيز مستشار الامن القومي لرئيس الوزراء نواز شريف لوزير الخارجية الاميركي "سمعنا انك تعتزم زيارة بيشاور والمدرسة". ولم يصدر تاكيد فوري من وزارة الخارجية لتلك الزيارة.
وعاد الطلاب الناجون الاثنين الى المدرسة التي يرتادها ابناء العسكريين، بعد الهجوم الذي شنه متمردو طالبان في 16 كانون الاول/ديسمبر وادى الى مقتل 150 شخصا بينهم 134 تلميذا. والعلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان صعبة وسبق ان اتهم مسؤولون في واشنطن اسلام اباد بانها تقوم "بلعبة مزدوجة" في "الحرب ضد الارهاب" عبر دعم عناصر من طالبان يقاتلون في افغانستان مع ضرب عناصر اخرين من الحركة يحاربون السلطات في اسلام اباد.
وقال المسؤول الاميركي الذي رفض الكشف عن اسمه "سنبحث مسالة القضاء على مجموعات ارهابية دون تفريق بينها" مضيفا "ليس خفيا على احد بان الولايات المتحدة طلبت من باكستان بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة الارهاب". واضاف "لكن اعتقد ايضا ان الحكومة الباكستانية تستحق الثناء بسبب رد فعلها الحازم بعد الهجوم في بيشاور وعمليتها في وزيرستان الشمالية".
وبعد سنوات من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة، اطلق الجيش الباكستاني في حزيران/يونيو هجوما واسعا في وزيرستان الشمالية، المنطقة القبلية الواقعة على الحدود مع افغانستان وباتت منذ عقد ملاذا للحركة الجهادية الاقليمية.
