Author

لا خير فيكم

|
قال أحد الأطباء الأمريكيين في معرض حديثه عن الكوليسترول وأثره في جسد الإنسان، إن ما تتبناه شركات صناعة الزيوت النباتية من التحذير من أكل اللحوم والشحوم والسمن الحيواني ما هو إلا دعاية مغرضة تهدف إلى ترويج منتجات هذه الشركات. يناسب هذا الكلام عشاق "العريكة" و"المفطحات" و"المشغوثة" وغيرها من مكونات السفرة السعودية الدسمة. يريدنا هذا البروفيسور أن نصدق أن الزيوت النباتية أكثر ضرراً على جسم الإنسان من الدهون الحيوانية. ثم يأتي مَن يقول لي إنه ليست هناك نظرية مؤامرة. هذا الدكتور هو مؤشر قوي على الرغبة في الدفع بشعوب الشرق الأوسط نحو الموت من خلال انغلاق الشرايين، والجلطات والسكتات القلبية والدماغية. أول ما يمكن أن يفكر فيه الواحد هو أن هذا البروفيسور ما هو إلا واحد ممَّن جاءوا بشهادة مضروبة، وبدل أن "ينكفئ" على نفسه ويخشى من كشف حقيقته، انطلق يحاضر هنا وهناك ويروِّج لمعلومات خاطئة والناس يصدقونه، طبعاً لأنه "خواجة"؛ ولي في موضوع "الخواجات" وقفات ليس هذا مقامها. هذا رجل انكشف على حقيقته، لكن أن تتبنى جهات علمية مفاهيم تختلف مع المبادئ العلمية التي تدرسها تلك الجهات، فذاك أمر جلل ويحتاج إلى نقد موضوعي، أبدؤه أنا ويتمّه مَن يستطيع أن يناقشه بعقلانية ومنطق وصراحة أكثر مني. عندما يقول عالم في الإدارة إن هناك وظائف لا يمكن أن تقع ضمن نطاق التقويم، وإن هذه الوظائف هي الوظائف القيادية، فهناك لا شك ولا ريب خطأ ما. أقول لأساتذتي الذين يرون أن الوزير ومَََن في حكمه فوق مستوى التقويم: أنتم ارتكبتم أخطاء عدة. أهم معالم الأداء تبدأ في الأعلى والقائد هو الذي يعطي المنظومة شخصيتها، ويكيّف شكلها ويدعم كفاءتها. تخيلوا معي قائداً لا يضع الخطط، ولا يحدّد الأهداف، ولا يحاسب المخطئين، ولا يكافئ المنتجين، ولا يقدم إضافة إلى وزارته، هل يمكن أن تنجح الوزارة في أداء مهمتها؟ فكرة أدعو السادة في معهد الإدارة العامة إلى مراجعتها قبل أن يدشّنوا مركز قياس الأداء في الجهات الحكومية. ولهم أن يرجعوا إلى المعاهد المتخصّصة قبل أن يرتكبوا خطأ استراتيجياً في حق الوطن ومنظوماته، فليس هناك إنسان فوق مستوى التقويم، وقد قال عمر ـــ رضي الله عنه ـــ "لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها".
إنشرها