العالم

الباجي قائد السبسي اول رئيس للجمهورية الثانية في تونس

الباجي قائد السبسي اول رئيس للجمهورية الثانية في تونس

فاز السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي (88 عاما) مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" ، الاثنين بانتخابات الرئاسة التونسية ليصبح بذلك أول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس واول رئيس لجمهوريتها الثانية. وفاز قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية التي نظمت الاحد ب 55,68 بالمئة من الاصوات امام الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي حصل على 44,32 بالمئة من الاصوات. واصبح قائد السبسي اول رئيس منتخب ديمقراطيا واول رئيس للجمهورية الثانية في تونس وخامس رئيس في تاريخ تونس المستقلة بعد رئيسين في عهد الجمهورية الاولى (1957-2011) هما الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ورئيسين في المرحلة الانتقالية (2011-2014) هما فؤاد المبزع ومنصف المرزوقي. واوضح شفيق صرصار رئيس "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" التي نظمت الاقتراع، في مؤتمر صحافي الاثنين أن مليونا و731 ألفا و529 ناخبا صوتوا لقائد السبسي فيما صوت للمرزوقي مليون و378 ألفا و513 ناخبا من إجمالي 3 ملايين و189 ألفا و672 تونسيا شاركوا في التصويت. وأفاد ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 60،11 بالمئة من إجمالي نحو 5،3 ملايين تونسي مسجلين على القوائم الرسمية للاقتراع وثمانية ملايين في سن الاقتراع. ولم يعلن حتى الان عن موعد تسليم السلطة. وأعلن عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي ان الأخير هنأ خصمه قائد السبسي إثر فوزه بالانتخابات الرئاسية. ورد قائد السبسي بحسب ما افاد حزبه بان "مستقبل تونس يكمن في التوافق وتونس بحاجة لجميع ابنائها دون اقصاء او تمييز" وشكر منافسه على بادرته "التي تضع لبنات ديمقراطية مستقرة". وسيتولى حزب نداء تونس الذي يراسه قائد السبسي ويتعين عليه بموجب الدستور التخلي عن رئاسة الحزب بعد ان اصبح رئيسا لتونس، تشكيل حكومة جديدة باعتباره الحزب الاول في البرلمان (86 مقعدا من 217) لكنه يحتاج الى ائتلاف حكم لانه لا يملك الاغلبية في مجلس الشعب الذي يملك حزب النهضة الاسلامي الكتلة الثانية فيه (69 مقعدا). خارجيا، هنأ الرئيسان الاميركي باراك أوباما والمصري عبد الفتاح السيسي، والاتحاد الاوروبي الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية التونسية. وقال أوباما ان واشنطن "تتطلع الى العمل بشكل وثيق" مع الرئيس التونسي الجديد. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغريني في بيان ان "الاتحاد الاوروبي مصمم على العمل مع السلطات التونسية الجديدة وكل مكونات المجتمع للمساهمة في تعزيز المكتسبات الديموقراطية التي نص عليها الدستور الجديد (كانون الثاني/يناير 2014) وكذلك لمرافقة تطبيق الاصلاحات الضرورية للانتقال الاقتصادي والاجتماعي لصالح كل أبناء تونس". ومنذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 وحتى ثورة 2011، اي طوال فترة الجمهورية الاولى، حكم تونس رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) وزين العابدين بن علي (2011/1987) الذي هرب الى السعودية يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011. ويؤكد المعارضون ان بورقيبة وبن علي دأبا على تزوير نتائج الانتخابات التي جرت في عهديْهما للاستمرار في الحكم. وهذه أول مرة تجرى انتخابات رئاسة بطريقة ديموقراطية وحرة في تونس. وفي 2012، أسس الباجي قائد السبسي حزب "نداء تونس" (يمين الوسط) بهدف "خلق التوازن" (وفق تعبيره) مع حركة النهضة الاسلامية التي فازت بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011 وحكمت تونس حتى مطلع 2014. ويضم هذا الحزب يساريين ونقابيين وأيضا منتمين سابقين لحزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع بن علي. وفاز الحزب بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 تشرين الاول/اكتوبر الماضي وحصل على 86 من إجمالي 217 مقعدا في البرلمان فيما حلت حركة النهضة الثانية (69 مقعدا). وقائد السبسي من مسؤولي الدولة في تونس منذ منتصف خمسينات القرن الماضي حيث كان مستشارا لبورقيبة ثم تولى الكثير من المناصب بينها وزارات الداخلية والدفاع والخارجية وايضا في عهد بن علي حيث كان رئيس البرلمان سنتي 1990 و1991 وعضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم حتى 2003. وغاب لفترة عن واجهة الاحداث ليعود بعد هروب بن علي ويتولى رئاسة الحكومة في شباط/فبراير 2011. وأثار فوز قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية غضب سكان مدينة الحامة (جنوب) التي يتحدر منها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان ان محتجين احرقوا الاثنين مركزيْ الشرطة والحرس الوطني (الدرك) وحاولوا اقتحام "منطقة" (مديرية) الامن الوطني في الحامة. واستخدمت الشرطة الاثنين قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا مهاجمة مركز للأمن في الحامة (جنوب) التي تشهد احتجاجات منذ أمس. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي ان "بعض عناصر الامن أصيبوا جراء تعرضهم للرشق بالحجارة" من المحتجين. وكان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وجه الأحد "رسالة" الى سكان هذه المنطقة دعاهم فيها الى الهدوء والى "الترفّق بالبلاد والمحافظة على المؤسسات وعلى نهج التوافق". ودعا المرزوقي الى الهدوء و"الحفاظ على السلم الاجتماعي" بحسب بيان على صفحته فيسبوك معتبرا ان نجاح الانتخابات وانتهاء المرحلة الانتقالية تعتبر بحد ذاتها "كسبا كبيرا لكافة التونسيين". ومنح دستور تونس الجديد الذي تم إقراره مطلع 2014 صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. وتنتظر السلطات التونسية الجديدة مهام كبيرة بينها بالخصوص النهوض بالتنمية والامن وسط تراجع النمو في السنوات الاخيرة وتهديدات مجموعات اسلامية متطرفة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم