العالم

أوباما يحاول إنهاء خلاف الـ50 عاما مع كوبا في أقل من عامين

أوباما يحاول إنهاء خلاف الـ50 عاما مع كوبا في أقل من عامين

أوباما يحاول إنهاء خلاف الـ50 عاما مع كوبا في أقل من عامين

اتفقت الولايات المتحدة وكوبا يوم الأربعاء (17 ديسمبر كانون الأول) على إعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها واشنطن قبل أكثر من 50 عاما ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إنهاء الحظر الاقتصادي القائم منذ فترة طويلة على عدو بلاده القديم إبان الحرب الباردة. وبعد 18 شهرا من المحادثات السرية اتفق أوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو خلال اتصال هاتفي يوم الثلاثاء على تبادل السجناء وفتح سفارتين في عاصمتي البلدين وتخفيف بعض القيود على التجارة. وأعلن الزعيمان عن الاتفاق في كلمتين متزامنتين بثتا عبر شاشات التلفزيون. وساعد الفاتيكان وكندا في تسهيل الاتفاق. وأثارت دعوة أوباما إلى إنهاء الحظر الاقتصادي على كوبا انتقادات الجمهوريين الذين سيسيطرون على مجلسي الكونجرس اعتبارا من كانون الثاني (يناير) الذين يعارضون إقامة علاقات طبيعية مع الجزيرة التي يديرها الشيوعيون. وقال أوباما، إنه قرر إنهاء ما وصفها بسياسة جامدة وعتيقة لعزل كوبا لم تفلح في إحداث تغيير في الدولة الواقعة في الكاريبي. #2# ويتضمن الاتفاق انفتاحا على المزيد من التجارة في بعض المجالات ما يتيح استخدام بطاقات الائتمان الأمريكية وبطاقات السحب الآلي ما يزيد كمية الأموال التي يمكن إرسالها إلى كوبيين والسماح بتصدير أجهزة وخدمات الاتصالات. وستخفف القيود على السفر التي تجعل من الصعب على معظم الأمريكيين زيارة كوبا لكن الباب لن يفتح بعد أمام سياحة أمريكية كبيرة في الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي. ولن ينهي إعلان أوباما الحظر التجاري الأمريكي على كوبا والمفروض منذ أكثر من 50 عاما. وهذا الحظر مدرج في القانون ويحتاج موافقة الكونجرس التي قال أوباما، إنه سيسعى للحصول عليها لكن من المُرجح أن يواجه مُهمة صعبة مع تولي الجمهوريين السيطرة على مجلسي الكونجرس. لكن خبراء في مجال العقوبات قالوا، إن أوباما لديه فسحة من الوقت لاستخدام صلاحياته لتخفيف الحظر حتى في مواجهة اعتراضات من الكونجرس. وقال أوباما، إن التحركات أصبحت ممكنة بعد إفراج هافانا عن عامل المساعدات الأمريكي آلان جروس (65 عاما) الذي سجن في كوبا لخمس سنوات. وتتضمن الصفقة أيضا إفراج كوبا عن عميل مخابرات تجسس لمصلحة الولايات المتحدة وسجن لنحو 20 عاما على أن تفرج واشنطن في المقابل عن ثلاثة عملاء للمخابرات الكوبية احتجزوا في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه أشاد كاسترو بتبادل السجناء وامتدح أوباما. وتجنب كاسترو المعروف بأسلوبه البعيد عن الاستعراض إصدار تصريحات مظفرة في كلمته التي بثها التلفزيون لكنه قال، إن الإفراج عن الكوبيين الثلاثة مدعاة "لفرح هائل لعائلاتهم وكل شعبنا". وقال أوباما، إن البابا فرنسيس وهو أول بابا للفاتيكان من أمريكا اللاتينية لعب دورا نشطا في الضغط من أجل الإفراج عن جروس. ويمثل الكاثوليك جزءا كبيرا من سكان كوبا. وقال مسؤولون أمريكيون، إن الفاتيكان عمل عن كثب مع الجانبين. ونشأت خصومة فكرية بين كوبا والولايات المتحدة سريعا بعد ثورة 1959 التي جاءت بفيدل كاسترو الأخ الأكبر لراؤول كاسترو الى السلطة. وقطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع هافانا في 1961 في الوقت الذي اتخذت فيه كوبا منحى يساريا جعلها تتحول إلى حليف وثيق للاتحاد السوفيتي السابق. وتقع كوبا على بعد 140 كيلومترا جنوبي فلوريدا. وقال أوباما، إنه ما زال يتعين على كوبا إجراء إصلاحات اقتصادية وتعزيز حقوق الإنسان إضافة إلى تغييرات أخرى لكنه أضاف أن الوقت قد حان لاتخاذ نهج جديد. وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومؤسسة إبسوس وشمل أكثر من 31 ألف مراهق في الفترة بين تموز (يوليو) وتشرين الأول(أكتوبر) أن الأمريكيين منفتحون بشكل كبير على إقامة علاقات دبلوماسية مع كوبا. وقال نحو خُمس من جرى استطلاع آرائهم إنهم يعارضون مثل هذه الخطوة في حين قال 43 في المائة إن على الولايات المتحدة أن تعيد العلاقات مع كوبا. وقال منتقدون لإعلان أوباما إنه لا يجب مكافأة كوبا لأنها لم تتغير. ونقلت صحيفة يو.اس.ايه توداي عن حاكم فلوريدا السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل في انتخابات 2016 جيب بوش قوله "لا أعتقد أننا يجب أن نتفاوض مع نظام قمعي لإجراء تغييرات في علاقتنا". وبالرغم من أن عددا متزايدا من المشرعين الأمريكيين يفضل علاقات طبيعية بدرجة أكبر إلا أن هؤلاء المشرعين ينتمون إلى المعسكر الديمقراطي في الأغلب وبعد المكاسب الكبيرة في انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر) سيسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونجرس في العام الجديد. وقال السناتور ماركو روبيو وهو جمهوري أمريكي من أصل كوبي إنه سيستخدم دوره كرئيس قادم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لمحاولة عرقلة الخطة وإنه مُلتزم بعمل ما في وسعه "لتفكيكها". وقال عضوا مجلس الشيوخ جون مكين ولينزي جراهام واللذان سيتولان منصبين كبيرين في السياسة الخارجية إن التحول في السياسة يدل على أن "أمريكا والقيم التي تدافع عنها في تراجع وانحدار". وأيَدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون والمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة عام 2016 قرار أوباما. وقالت "سياسة العزلة التي ننتهجها منذ عقود طويلة لم تؤد إلا لتعزيز قبضة نظام كاسترو على السلطة". ولاقى التحرك إشادة خارج الولايات المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن اعتزام الولايات المتحدة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا بعد أكثر من 50 عاما على انقطاعها أمر "إيجابي جدا". ووصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وكوبا بأنها لفتة "شجاعة" من أوباما واعتبرها انتصارا للدولة الواقعة في البحر الكاريبي. وهنأ البابا فرنسيس الولايات المتحدة وكوبا على قرارهما إقامة علاقات دبلوماسية وقال الفاتيكان إنه مستعد لدعم تعزيز العلاقات الثنائية. وأكد الفاتيكان في بيان أن دبلوماسييه سهلوا المحادثات بين البلدين "التي أدت إلى حلول مقبولة لكل من الطرفين". وفي هافانا احتفل الكوبيون بالأنباء بالرغم من أن البعض أبدى تشككه من إنهاء العداء المستمر منذ سنوات طويلة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم