FINANCIAL TIMES

تزايد احتمال مواجهة آل كلينتون لآل بوش في انتخابات 2016

تزايد احتمال مواجهة آل كلينتون لآل بوش في انتخابات 2016

في الوقت الذي ظهر فيه جيب بوش وهو يقترب من خوض الانتخابات الرئاسية في الأشهر الأخيرة، تحمس النقاد حول مدى احتمال حدوث مواجهة في 2016 بين اثنتين من السلالات السياسية الأمريكية الحديثة: آل بوش وآل كلينتون. لكن حاكم فلوريدا السابق يعتقد أنه يمكنه كسب معركة شرسة ليحمل عباءة حزبه الجمهوري المتفكك، وهو ما دفع قراره دخول المعركة الانتخابية قبل الموعد المتوقع بكثير، معلنا أنه "سيستكشف بنشاط" دخول السباق لتشكيل لجنة عمل سياسية. لم يكن ترشيح بوش قط أمرا لا مفر منه. وإذا قرر خوض الانتخابات فإنه سيواجه معارضة شديدة في ملعب الجمهوريون المفتوح على مصراعيه الذي من المرجح أن يكون مزدحما بالمرشحين الأكثر شعبية بين نشطاء القاعدة الشعبية للحزب، ابتداء من عضو مجلس الشيوخ من ولاية تكساس، السناتور تيد كروز، إلى عضو مجلس الشيوخ السيناتور عن ولاية كنتاكي، راند بول، صاحب الميول التحررية. لقد تم توجيه انتقادات حادة له لانفصاله عن عقيدة الحزب السائدة بشأن القضايا الجوهرية مثل الهجرة. وكان بوش قد أعرب عن تأييده لمنح المهاجرين غير المصرح لهم طريقا إلى المواطنة والتعليم، حيث أصبحت معايير المناهج الأساسية المشتركة التي دافع عنها رمزا لليد الطولى للحكومة الاتحادية بالنسبة لكثير من أعضاء الحزب اليمينين. لكن في حالة إعلانه، فسوف يخوض المنافسة باعتباره المفضل من بين أجنحة الحزب المؤيدة للمؤسسة، حيث سيكون قادرا على اجتذاب الجهات المانحة وشبكة واسعة من المنظمين في الوقت الذي يكافح فيه لتوجيه رسالة الحزب مرة أخرى نحو الوسط، بعيدا عن المتشددين الذين يعتقد هو وأنصاره أنهم دمروا فرص الرئاسة أمام الحزب في عامي 2008 و 2012. وفي الأسابيع الأخيرة، حث كثير من أولئك المساهمين الجمهوريين الكبار بوش على إضفاء الطابع الرسمي على خطوات خوضه للانتخابات، مع وضع إحدى عينيه على آلة جمع التبرعات التي تعمل بانتظام للمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، والعين الأخرى على الأموال التي سيتم امتصاصها بحيث لا تتمكن الشخصيات المتميزة الأخرى، مثل ميت رومني، المرشح الرئاسي السابق، وكريس كريستي حاكم ولاية نيو جيرسي، من اتخاذ قرار بدخول السباق. وفي حين أن بوش لم يقل الأسبوع الماضي إنه يعمل على تشكيل لجنة استكشافية، وهي الطريق التقليدي لإعلان الترشيح، إلا أنه أكد بالفعل على أنه سيشكل لجنة عمل سياسية "لمناقشة أهم التحديات التي تواجه أمتنا المتميزة". وهذا سيسمح له بحشد المانحين والبدء في بناء البنية التحتية المترامية الأطراف اللازمة لتنظيم حملة وطنية، ابتداء من ملء وظائف الموظفين الرئيسية إلى إنشاء المكاتب. الأهم من ذلك، هذه الحملة ستسمح له بترسيخ الرسالة التي سيأخذها في الحملة الانتخابية باعتباره أحد أوائل المرشحين خارج بوابة الانطلاق، وهو يتطلع إلى تعزيز دعوته بين قاعدة الجمهوريين الذين يشككون بمؤهلاته المحافظة. وما إذا كان من الممكن أن يفوز بوش بالناخبين الذين توجهوا إلى الانتخابات التمهيدية، الذين عادة ما يتشبثون بسياستهم اليمينية بحزم أكثر من الناخبين الوطنيين للحزب، فهذا هو السؤال المهم الذي يخيم على الحملة المحتملة. وفي الأسابيع الأخيرة، راهن بوش على موقف وسط أكثر واقعية، رافضا التراجع عن مواقفه حول الضريبة والهجرة والمعايير الأساسية المشتركة، ومخبرا جمهورا من الرؤساء التنفيذيين أن مرشح الحزب لعام 2016 يجب أن يكون على استعداد لـ "خسارة الانتخابات التمهيدية للفوز بالانتخابات العامة". وقال بوش في مؤتمر برعاية صحيفة "وول ستريت جورنال" في تشرين الثاني (نوفمبر): "أنا لا أعرف ما إذا كنت سأكون مرشحا جيدا أو سيئا". وأضاف: "لكني أعرف نوعا ما كيف يمكن للجمهوري أن يفوز، سواء كان ذلك الشخص أنا أو شخصا آخر - ويجب أن يكون الأمر أسمى بصورة أكبر وأكثر إيجابية وأكثر استعدادا بكثر لتخسر الانتخابات التمهيدية للفوز بالانتخابات العامة، دون انتهاك مبادئك". وأضاف: "حتى أكون صادقا معكم، أقول إنها ليست مهمة سهلة". ويقول الناس الذين هم على دراية بتفكيره، لقد عانى بوش مع العبء الذي يحمله اسم عائلته، فضلا عن التأثير المحتمل لسباق أساسي قاس على زوجته وأولاده. وقد واجهت تعاملاته التجارية منذ خروجه من قصر فلوريدا في عام 2007 تمحيصا متجددا، مع خوض الصحافيين في شبكة معقدة من شركات الأسهم الخاصة التي أقامها منذ ذلك الحين، إلى جانب عضويته في مجالس إدارة الشركات وعمله في تقديم النصح والمشورة لباركليز، البنك الذي أصبح متورطا في فضائح لا تعد ولا تحصى منذ الأزمة المالية. ومع توقع العديد من المحللين أن سباق الترشح لانتخابات عام 2016 سيتوقف على المرشح الذي يمكنه صياغة أفضل رسالة لتوسيع الانتعاش الاقتصادي في أمريكا وتعزيز الطبقة الوسطى المتقلصة في البلاد، كان الديمقراطيون سريعي الانقضاض. وكيفما كانت الطريقة التي تنظر من خلالها للأمر، ليس هناك تجزئة لهذه الحقيقة البسيطة: احتضن جيب بوش تماما الأجندة الاقتصادية الفاشلة التي يستفيد منها عدد قليل فقط على حساب الطبقة الوسطى. وعلق مو إليثي، المتحدث باسم اللجنة الوطنية الديمقراطية: "هذا لن يتغير مهما كان عدد الطرق المختلفة التي تقول إنه قد يرشح نفسه". مع ذلك فإن بوش، بالنسبة لمؤيديه، لا يزال أفضل أمل لحزبه لمنع هيلاري كلينتون من تحقيق ثالث فوز ديمقراطي على التوالي بالبيت الأبيض. ومنذ عام 1981 إلى عام 2009، كان واحد من آل بوش أو من آل كلينتون في منصب الرئيس أو نائب الرئيس في الولايات المتحدة. بعد ذلك بخمس سنوات فقط، أصبح احتمال تكرار ترشحهم حلم المختص الذي يصبح حقيقة. وعلى صعيد المواقف السياسية تعتبر الهجرة بالنسبة لبوش أمرا شخصيا، لأن زوجته مكسيكية ونهجه المتعاطف مع إصلاح قوانين الهجرة يجعله متميزا عن معظم الجمهوريين. وقد سخر منه المحافظون هذا العام لقوله إن كثيرا من المهاجرين غير الشرعيين جاءوا إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى أقاربهم كنوع من "التعبير عن الحب". كذلك تعرض بوش للهجوم من اليمين لقوله في عام 2012 إنه يمكن أن يقبل الزيادات الضريبية في صفقة افتراضية لخفض العجز في ميزانية الولايات المتحدة. وجعل بوش الدعم الصريح لمعايير التعليم الموحدة جزءا أساسيا من هويته السياسية. وبنى مؤسسة فكرية حول ما يسمى المعايير الأساسية المشتركة، لكن دعمه لها يجعله نشازا بين المرشحين الجمهوريين المحتملين لعام 2016 ـ قائمة المشجعين الآخرين للمعايير تشمل الرئيس باراك أوباما. ولم يتخذ بوش موقف متشددا حول المناخ. ومع ذلك، جادل بأن طفرة النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة يمكن أن تساعد في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. هذه الحجة ليست مثيرة للجدل بين العلماء، ولكن تصادف أنها واحدة من نقاط الحوار الرئيسية التي يستخدمها أوباما حول هذا الموضوع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES