Author

قاطرة الجامعات .. وعرباتها

|
* أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 544 *** * إذا أردنا لشعبنا التقدمَ الذي نأمله، علينا أن نجهزهم بسلاح المعرفة. أقوى سلاح على الأرض! *** * رأي السبت: الوقف الجامعي: معنى الوقف الجامعي تخصيص أموال يتبرع بها المجتمع أفرادا ومجموعات لكراسي البحوث والموارد الثابتة لنصل لأعلى آفاق المعرفة. أي متبرع للوقف الجامعي، وهو إحسان كبير، يساهم فعليا في بناء أجيال تطفو على بحر المعرفة، يساعد على نقل أمته لمعارج التقدم والازدهار. وتأثير مباشر في كل تلميذ وأستاذ جامعي، تأثيرٌ لن ينساه ذاك التلميذ وذاك المعلم. إن المعطين جزءا من أموالهم للأوقاف العلمية هم من أفضل عناصر موسري البلاد، وستزدهر ـــ بإذن الله ـــ أعمالهم، لأنهم بنوا أفضل سمعة من خلال التبرع للوقف العلمي، والتجارة والأعمال جوهرها السمعة. إن هذه الأسَر التجارية كآل بقشان، والفوزان، والمجدوعي، والراجحي لا يختلف الناس على سمعتهم الحسنة، ويوم تكريمهم في 17 من الشهر الجاري .. لمعت لهم القلوب قبل العيون. *** * موضوع السبت: كنت دوما أتساءل إن كانت هناك جسورٌ حقيقية للتواصل والتبادل العلمي والمعلوماتي بين جامعات المملكة، خصوصا أن هذا النوع من التعاون سيساهم أن تكون جامعة منهم قاطرة تجر باقي عربات الجامعات، وهذه القاطرة متبدّلة، فقد تكون جامعة الملك فهد للبترول والمعادن اليوم، وقد تكون جامعة الملك سعود، أو الملك عبدالعزيز غدا، أو أي جامعة في البلاد عندما تملك مشروعا متقدما تمرره على بقية الجامعات. وأقف عند جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. سر قوة أي جامعة رجلها الأول، وكي يكون إضافة نوعية لتقدم الجامعة فلا بد من توافر عنصرين ــــ على الأقل ــــ العقل المتوهج الذي لا يبرد على مر السنين، والبقاء مدة أطول ليحقق ما طوّره من مشاريع، وما سيبتكره مع فريقه من أساتذة الجامعة من مشاريع تطويرية قادمة. وهذا، كما يبدو، توافر في الدكتور خالد صالح السلطان مدير الجامعة، فمعرفتي به الشخصية من سنين أرى أن مفتاح شخصيته هو "الحماسة العقلية"، وهي كذؤابة نار حامل الشعلة في أساطير اليونان باقية تتوهج مع الزمن. وواءم ذلك مدة قضاها السلطان بالجامعة وأحسبها الآن .. من تشريح عقله. وعرفنا من الدكتور السلطان أنهم يمررون مشاريعهم الناجحة للجامعات الأخرى لسببين. الأول: التعاون المأمول بين جامعات إخوة. والآخر ليكون حافزا للجامعة لتطور مشروعا آخر. ولا أظن هذا وقفا على جامعة الملك فهد، فمن نظرية تبادل القاطرات هذا ما تفعله أيضا جامعة الملك سعود، والملك عبدالعزيز وبقية الجامعات. فطوبى لنا إن توسعت الأوقاف الجامعية، وتبادلت عقول الجامعات مشاريعها. * شخصية الأسبوع: محمد سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط في اجتماعنا معا في مجلس صندوق البحوث في جامعة الملك فهد، لم يكن بصفته بل بشخصه، وهنا أيضا مفتاح شخصيته. الشخصية الثابتة التي لا تطغى عليها صفة مكتسبة. بسيط بشخصيته التلقائية، وعميق بلمعات ذكائه الواضحة. لفتني قدرته على الحديث في الوقت المناسب للموضوع المناسب ليملأ مكانا معلوماتيا ما كان لموضوع يتدخل إضافة إليه أن يكتمل بأبعاده لولا تلك الإضافة. يوصف الرجل الكبير بأنك لا تفرقه بين من يجلس معهم، وهنا عبقرية التداخل والبساطة والتعرف على الناس من موقعه وموقعهم الواحد. كان البدوي يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ويقول: أيكم محمد؟ نأمل أن يقودنا الجاسر بعقليته كعالم ومخطط اقتصادي أكثر من صفته بموقع سياسي. *** * والمهم بجلسة "أخوية" كما وصفها الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، ناقش معنا كيف نحسن الوظيفة الاجتماعية دون الفوقية والوعظ، وتطرقنا لنقاط كثيرة، وقلت للأمير: "بك صفة جيدة منذ عرفتكم من سنوات، وهي برأيي مفتاح شخصيتكم وهو انضباطكم الوقتي، فدوما تكونون في الموعد بالساعة والدقيقة". لمّا قال لنا الدكتور خالد السلطان إن الأمير سيصل في الساعة والدقيقة الفلانية ليرأس اجتماعنا، كالعادة، كنا نعقد الاجتماع برئاسته وكأن ساعتك تضبطها على قدومه، كما كان أهالي مدينة كونيحزبيرج يضبطون ساعاتهم عندما يرون الفيلسوف الشهير الألماني "كَنْت" بمشيته اليومية. إن كل جهاز حكومي بالمنطقة سينضبط تلقائيا مع طبع الأمير الانضباطي.
إنشرها