أجهزة وملابس ذكية تنقل أدق تفاصيل بيانات المستخدمين

أجهزة وملابس ذكية تنقل أدق تفاصيل بيانات المستخدمين

أجهزة وملابس ذكية تنقل أدق تفاصيل بيانات المستخدمين

مظلة تومض عندما يعلن عن المطر، وقرص على شكل كاميرا ينتظر له أن يحل محل جراحات منظار القولون، وأحذية رياضية بها جهاز تحديد المواقع تدل العداء إلى طريقه الصحيح عبر اهتزازات في منطقة القدم. ليست هذه المنتجات رؤى علمية ينتظر لها أن تتحقق مستقبلا، بل سلع متوافرة اليوم بالفعل في الأسواق. يرى بعض المختصين أن تجارة مثل هذه الأجهزة الصغيرة التي يتم ربطها بدوائر إلكترونية على وشك النمو بشكل هائل "وربما أصابتكم الدهشة عندما تعلمون الأماكن التي ستظهر فيها التقنية المحمولة" حسبما أوضح المحلل جبي بي جوندر من شركة فوريستر لأبحاث سوق التقنية مضيفا: "ستكون هناك تجارب بأعداد هائلة على هذه التقنية". يقدم جوندر خلال مؤتمر الإنترنت "لي ويب" في باريس دراسة أعدتها شركة فوريستر التي يعمل لديها، والتي تخصصت في الأجهزة التي تعرف تحت مسمى "وير ابليس"، أي الأجهزة التي يمكن ارتداؤها مع الثياب. #2# بالطبع فإن كل جهاز جوال يدخل في الأجهزة التي يمكن حملها. غير أن ديفيد روس من معمل معهد إم أي تي الأمريكي للأبحاث يؤكد أن المعني بهذا التعبير في هذه الحالة هو تلك التقنية التي تكون قريبة حقا من جسد الإنسان مثل الأساور التي ترتدى للتخسيس أو الملابس التي تتخللها حساسات "فقميصي مثلا يرسل البيانات المتعلقة بجسدي عبر جهاز آيفون الخاص بي إلى شبكة الإنترنت" حسبما أوضح رئيس شركة أومسيجنال الفرنسية، ستيفان مارسيو، الذي تنتج شركاته وحدات إلكترونية دقيقة لاستخدامها في المنتجات التي ترتدى "فليس كل الناس يرتدون ساعات أو حليا، ولكن جميعهم يرتدون ملابس" وهو بذلك يصف المميزات الذي ينطوي عليها الحل الذي طورته شركته إزاء ساعات الكمبيوتر. أكد روس متفاخرا بإمكانات هذه المنتجات أنه كان من الأفضل تسمية هذه الأجهزة الدقيقة بالأجهزة الساحرة؛ لأنها تمنح الأشياء اليومية المعتادة قدرات سحرية لم يسمع عنها سوى في الأساطير. ولكن ازدهار هذا السحر الإلكتروني له أيضا وجه آخر ليس هينا، لأنه وبتزايد استخدام الحساسات وأجهزة الاستشعار في حياتنا اليومية سيصبح لدينا كم هائل من البيانات التي يتم جمعها، منها بيانات عن ضربات القلب وبيانات عن الوزن وبيانات عن ضغط الدم، وبيانات عن الوقت الذي غادر فيه صاحب الجهاز منزله والوقت الذي عاد فيه، وموعد الذهاب للفراش وعدد مرات التقلب أثناء النوم. على من يوافق على استخدام هذه الأجهزة أن يدرك أن هذه البيانات ستجمع يوما ما من قبل الشركات الموفرة لهذه الأجهزة، وهو ما يوفر إمكانات مختلفة تماما، حيث توفر شركة فيفا ميتركا المتخصصة في هذه الأجهزة، على سبيل المثال، مثلا بيانات عن البدانة ساعية من خلال ذلك للتنبؤ بأمراض محتملة مثل السكر أو مشكلات القلب. ولكن كيف سيبدو الوضع إذا استطاعت نظارة بيانات طورتها شركة جوجل رصد 76 نقطة على وجه محدثك وتوصلت من خلال ذلك إلى معرفة حالته العاطفية؟ تسعى الشركة من خلال ذلك لمساعدة الموظفين المتعاملين مع الزبائن بشكل مباشر. ولكن هل يريد الإنسان أن يحلل بهذه الطريقة؟ يحمل روس المهووس بالأشياء السحرية كاميرا تسجل حياته كلها من خلال التقاط صورتين له كل دقيقة، ثم يستطيع الإنسان بعد ذلك مشاهدة مقاطع من حياته من خلال فيديو سريع حسبما أوضح روس الذي أكد أنه تعلم كثيرا من ذلك. غير أن ذلك كله لن يكون مجديا إلا إذا استطاع الإنسان تحليل الصور التي جمعها بشكل جيد، وهذا هو الشيء الذي جعل روس مؤسسا لشركة متخصصة في تحليل مضمون الصور، حيث طور روس وشركته برنامجا حاسوبيا يستطيع البحث في الصور العامة عبر برامج مثل «إنستجرام» ويتعرف من خلالها على العلامات التجارية للمنتجات التجارية التي تظهر في الصورة مثل الأقمصة أو الزجاجات أو السترات والأشياء اليومية بشكل عام. ويتوقع روس أن تكون هذه بداية لتغيير صورة الإعلام الإلكتروني، حيث من الممكن على سبيل المثال تعمد عرض أحد أنواع البيرة على زبائن الشركة المنافسة. ويرى رفائيل لاجونا، صاحب شركة لتطوير البرامج الحاسوبية في باريس، أن جمع المعلومات في يد إحدى الشركات أمر خطير، وأن البيانات تعني سلطة جديدة في عالم الإنترنت "وكل من يمتلك سلطة أكثر مما ينبغي يمكن أن يسيء استخدامها يوما ما".
إنشرها

أضف تعليق