Author

عشق البحث والتطوير

|
لتحقيق التوازن بين مفهومي النمو Growth، الذي نحن في أمس الحاجة إليه في المدن الأقل تنمية والتنمية Development في المدن المطلوب إيقاف النمو بها والتحول إلى مفهوم التنمية بكل أبعادها بكل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والبنية التحتية والإنسانية ومستوى الخدمات وغيرها من متطلبات مستوى معين من الحياة اليومية، ولهذا فإن وجود ظهيرين داخلي وخارجي للتنمية يدعمان دور المدن الرئيسية لتحقيق أهداف الخطط الخمسية والاستراتيجيات التنموية المختلفة ومن أهمها الحد من الهجرة للمدن الرئيسية والوصول بالمدن إلى مستويات سكانية مقبولة يمكن إدارتها وتحقيق متطلباتها دون ضغط على مرافقها وخدماتها. إن فكرة الظهيرين الداعمين للمدن الرئيسية مثل فكرة الظهيرين اليمين واليسار في لعبة كرة القدم وقدرتهما على مساعدة الدفاع والوسط والهجوم أثناء لعب المباراة وهما في الأغلب يقع عليهما العبء الأكبر لإنجاح الفريق لأن لهما دورا أساسيا في دعم مختلف المواقع الأمامية والخلفية للنادي أو المنتخب، هذه الفكرة تنطبق على تنمية المناطق ومدنها، حيث يكون لكل مدينة رئيسية ظهيران تنموي وداخلي. الظهير التنموي الداخلي يمثل المدن متوسطة الحجم التي تقع ضمن نطاق تأثير المدن الرئيسية وهذا الظهير الداخلي يقوم بامتصاص الأنشطة الاقتصادية والخدمية، التي تخلق اختناقات مرورية وحركية وضغط على البنية التحتية وفي الوقت نفسه تكون المدينة في أمس الحاجة إلى قربها منها مثل الأنشطة الصناعية المساعدة على دعم اقتصاديات المدن الرئيسية أو بعض الأنشطة الزراعية وفروع للجامعات والمستشفيات التي تتطلب أعدادا بشرية كبيرة وحركتها اليومية مرتبطة بالنشاط الذي تعمل به والأمثلة في مثل الأنشطة المرتبطة بالمدن ذات الصفة التي سميتها الظهير الداخلي كثيرة ويمكن ضمن تنمية كل منطقة أن يحدد مواقع ووظائف المدن ذات المفهوم الداخلي. وفي المقابل هناك الظهير الخارجي لتنمية المدن الرئيسية. إن الظهير الخارجي لتنمية المدن الرئيسية يمثل المدن التي تقع ضمن كل منطقة ولكنها ليست في مجال التأثير المباشر في المدن الرئيسية ويمكنها أن تعمل على تحقيق التنمية المتوازنة معها بمعنى أنها تستطيع أن تقوم بعمل تنموي متكامل يمثل بعض الجهود التي تطلب إبعاده عن المدن الرئيسية، التي تستطيع أن تعتمد على نفسها في البناء والإنتاج ومثل المدن الجامعية الكبيرة وخير مثال يمكن تقديمه هنا هو وجود العديد من الجامعات العالمية التي بنيت حولها أنشطة كثيرة خلقت أنوية لمدن رئيسية مثل جامعة كورنيل في الولايات المتحدة أو أكسفورد وكيمبردج في بريطانيا وغيرها كثير ومثال آخر إنشاء المدن الصحية المتكاملة التي يتطلب المريض الإقامة بها لعدة أيام، ومثال ذلك مستشفى مايو كلينيك في روشستر مانيسوتا الأمريكية ومثله أمثلة أخرى كثيرة وكذلك المدن الصناعية العملاقة مثل مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين والمدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية وكذلك الموانئ الرئيسية التي تتطلب الاستقلالية بأنشطتها وإدارتها مع ربطها بالمدن الرئيسية المصرفة لإنتاجها، كل هذه الأمثلة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية الموطنة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمنتجة لفرص العمل والضامنة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلى تحقيق الاستقرار السكاني المحقق للاستقرار السياسي والأمني والموفر للطمأنينة والاستقرار الأسري والمجتمعي والداعم لبناء الدولة القوية والمستدامة وهو المنهج والطريق إلى تحقيق بناء الإنسان البناء السليم، لأن الإنسان بطبيعته عاشق للتطوير والبحث عن كل جديد خصوصا مع تطور وتغير المجتمعات من حوله وزيادة التواصل الاجتماعي والمعرفي بين الشعوب من خلال وسائل التواصل الحديثة اليوم وما يحدث لها من تطور مع الوقت المتسارع وتقييم الشعوب لحكوماتها ودولها بما تحققه لها من تغير إيجابي يحقق المنافسة بينها ولهذا كما يقال لا أحد يتطور صدفة، وإنما التطور والنمو والتغير تحتاج إلى وضوح الرؤية والهدف ووضع البرامج المحققة لذلك لأن صناعة المستقبل هي بأيدي المبادرين الجادين المؤهلين أما غير ذلك فإننا سوف نعيش في مستقبل غيرنا وعلينا أن نتحمله كما يريدون هم وليس كما يجب أن يكون كما نريد نحن تأكيدا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام إن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان، وللحديث بقية حول الرضا بالواقع أو صناعته ضمن مفهوم بناء الإنسان، وفق الله الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء وعربي اللسان وإسلامي المعتقد وعالمي الطموح. وقفة تأمل: "تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن إن الذي يرتجي شيئا بهمته يلقاه لو حاربته الإنس والجن فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها تجري الرياح كما رادت لها السفن".
إنشرها