العالم

صاحب وسامي "القلب الأروجواني" يربك البيت الأبيض باستقالته

صاحب وسامي "القلب الأروجواني" يربك البيت الأبيض باستقالته

مثلما شغل ترشيح الرئيس باراك أوباما السناتور الجمهوري السابق تشاك هيجل لشغل منصب وزير الدفاع في كانون الثاني (يناير) عام 2013، فقد جاءت أيضا استقالته من منصبه أمس مفاجأة لكل أصحاب الرأي والسياسيين وكذلك العسكريين لهذا القرار الصعب، الذي لوحظ من عيني الرئيس أوباما وهو يقرأ بيان الاستقالة ويرى على وجهه الحزن والتعب. فمن هو تشاك هيجل (68 عاما) الذي أثار ترشيحه إلى هذا المنصب جدلا في الكونجرس بسبب بعض مواقف السيناتور السابق، فتشاك بحسب ما أوردته معظم الصحف الأمريكية أمس من خلال فتح ملف استقالته العاجلة، فهو رجل عسكري بالدرجة الأولى وحائز على وسامي "القلب الأرجواني" بسبب دوره في حرب فيتنام، حيث أصيب بحروق شديدة بعد أن تعرضت ناقلة الجنود المصفحة التي كان يستقلها للغم أرضي وقال، إذا ما تمكنت من الخروج سالما من حرب فيتنام، فسأبذل جهدي من أجل منع الحروب. ولد السناتور تشاك هيجل في ولاية نبراسكا في الرابع من تشرين الأول أكتوبر عام 1946 لأب من أصول إيرلندية وأم من أصول بولندية، وتخرج من جامعة الولاية بعد حصوله على شهادة في التاريخ. عمل هيجل في بداياته صحافيا في إذاعة محلية في أوماها، ثم انتقل إلى مجال الأعمال الخاصة حيث أسس شركة اتصالات صغيرة جنى من ورائها ثروة طائلة، لكن سرعان ما استهواه العمل السياسي فخاض غماره وهو ما يزال في بداية شبابه. ويعد الجمهوري الوحيد الذي استعان به الرئيس أوباما في تشكيلته الوزارية. وعقب انطلاق الحرب في فيتنام عام 1955، قرر هيجل التطوع في صفوف الجيش الأمريكي برفقة شقيقه الأصغر توم، فذهبا معا إلى أرض المعركة وقاتلا جنبا إلى جنب، وأنقذ هيجل حياة شقيقه عندما تعرضت السيارة العسكرية التي كان يستقلها لانفجار ناجم عن لغم أرضي. وبالرغم أن شجاعته في حرب فيتنام رشحته للحصول على وسامين عسكريين من نوع "القلب الأرجواني" عندما عاد إلى الولايات المتحدة، إلا أنه أصبح مناهضا للحروب بشكل عام. فقد قال في كتاب عن قصة حياته عنوانه "تشاك هيجل: المضي قدما" إذا ما تمكنت من الخروج سالما من حرب فيتنام، فسأبذل جهدي من أجل منع الحروب. وأوضح هيجل في كتابه أن تجربة الحرب في فيتنام جعلته يدرك أنه "لا مجد في الحروب بل فيها المعاناة فقط"، وربما لهذا تعرض للكثير من الانتقاد من بعض خصومه السياسيين وحتى من لدن زملائه في الحزب الجمهوري، عندما أعلن رفضه التدخل العسكري الذي قامت به إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في العراق، بالرغم من أنه صوت لاحقا في مجلس الشيوخ لصالح الحملة العسكرية في العراق. كما ينتقده زملاؤه الجمهوريون قبل خصومه الديموقراطيين بسبب رفضه فرض عقوبات على الدول التي صنفها بوش ضمن "محور الشر" وهي إيران وكوريا الشمالية والعراق آنذاك، إضافة إلى انتقاده الشديد لوزارة الدفاع الأمريكية التي وصفها بـ"المترهلة" عام 2011 وقال إنها بحاجة إلى "التقليم". وكان قد أثار خبر قرب ترشيح هيجل لمنصب وزير الدفاع الأمريكي مخاوف بعض الأطراف السياسية في إسرائيل، وذلك بسبب دفاعه عن التفاوض المباشر مع حركة حماس التي تصنفها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل كحركة إرهابية. هذه المخاوف لم تقف فقط عند حد الإسرائيليين بل إن بعض الساسة الأمريكيين المعروفين بدعمهم للدولة العبرية انتقدوا هيجل للسبب ذاته. وبموجب هذا القرار فقد نظمت هيئات وجماعات ضغط موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة حملة ضد تعيين تشاك هيجل لأنه "رفض التوقيع على رسالة دعم لإسرائيل خلال قيامها بشن عملية عسكرية ضد قطاع غزة في 2008" والتي خلفت قتل 1400 فلسطيني وعشرة إسرائيليين. وكان قد سئل هيجل قبل نحو عشرة أيام في لقاء صحافي عن هذه الاختلافات وإن كانت ستؤدي إلى استقالته فأجاب حينها "عندما استيقظ في الصباح فإنني لا أشعر بالقلق حول منصبي بل أشعر بالقلق حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وانعكاساتها على الولايات المتحدة". وقال فقراء إن الفترة الأخيرة شهدت خلافات بين أوباما وهيجل خاصة فيما يخص مسألة تنظيم الدولة، وتعد تلك أحد الفروق الجوهرية بين أوباما وفريقه من جهة وتشاك هيجل من جهة أخرى. وفي وقت سابق، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الوزير هيجل كان ينوي إعلان استقالته أمس. ووفقا للصحيفة، فإن الاستقالة تأتي لاستشعار الرئيس أوباما وفريقه بأن المرحلة المقبلة في مواجهة تنظيم الدولة تحتاج إلى مهارات مختلفة عن تلك التي يتمتع بها الوزير هيجل، لكن مصادر أخرى في البيت الأبيض تحدثت عن اختلاف بين هيجل وأوباما في مسائل عسكرية بحتة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم