Author

أوروبا ترفض الإرهاب

|
تنقلب السياسات الأوروبية الآن للتضييق على المتطرفين من أهل الدين السياسي والمتهمين، أو المنسوبين للإرهاب من فئات ومسميات مختلفة. وكانت الدول الأوروبية في السابق تصفهم بأصحاب رأي سياسي، أو أن لديهم مطالب وطنية، لكن الحقيقة غير ذلك، وعندما شكلوا تهديدا لهذه الدول قلبت لهم ظهر المجن، وهم الذين كانوا يلجأون لبريطانيا وفرنسا وبعض دول أوروبا، فبعد تجمع "داعش" وتجنيد شباب هذه الدول، بدأوا يدركون أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، فليس الإرهاب محصورا في الإسلام، ولا في الشرق الأوسط، بل إن أبناء أوروبا يجندون في عقر دارهم، ويرحلون للموت في مهالك بعيدة. حقيقة الأمر أن تربية التطرف والمتطرفين في بعض دول أوروبا ليست من باب التسامح، والإنسانية أو قبول فكر آخر، بل كانت تجعلهم موالين لتوظيفهم في خدمات سياسية وضغوط على دول أخرى، وكانت سورية وإيران قبل أربع سنوات مكانين لأكبر تجمع للإرهاب، وتقام فيهما للإرهاب معسكرات تدريب، وكانت الدولتان تريدان أن يصير الإرهاب جيشا تساومان به، وهو التفكير الأوروبي نفسه مع بعض الاختلاف، لكن دول أوروبا اكتشفت أن الإرهاب صار يمس أمنها مهما كانت قدراتها الأمنية، فالإرهاب يهددها في عقر دارها فسنت قوانين جديدة كما ذكرنا سابقا. للتطرف سمات طبيعية منها أنه لا يكتفي بما يحصل عليه، وأنه يضيق على نفسه كلما اشتد تطرف صاحبه، حتى يصل بالإنسان لزاوية التوحش فيقول: أنا ولا غيري على حق، بمعنى أن تمدده للداخل بدوائر ضيقة ومن الخطأ اعتقاد أن التطرف يمكن إصلاحه، أو إقناعه بأي أسلوب إيجابي كالفكر المعتدل، ثم إن السلطات والحكومات التي تجاري المتطرفين تعرف أنها لا تجني من مجاراتهم أو مجاملتهم ومسايرتهم إلا مزيدا من التطرف، أي حكومة في هذا العالم ولو كانت محافظة، بل متطرفة في المحافظة والتقليدية فإنها لن ترضي التطرف، لأن مطلبه سلطوي وليس أخلاقيا، لكن مطالب الناس هو حد من الحرية ليمارسوا عيشهم، وبيعهم وشراءهم دون تضييق عليهم باسم الدين والتقاليد، فالناس يعرفون يسر الدين ويعرفون أن التعصب والتطرف لا يأتيان بخير للمجتمع لو أطاعوه قسرا. الخلاصة: أن التضييق الدولي على الإرهاب سيحد من اتباع هذا التيار ويقلل فرص التجنيد، والمهم موقف دولي غير متردد في التضييق على الإرهاب، وملاحقته.
إنشرها