ينبع تفتح سواحلها «الخام» للمستثمرين مع حزمة واسعة من التسهيلات

بدأت في ينبع بوادر استراتيجية جذب الاستثمارات للمحافظة التي أعلنت البارحة الأولى الخريطة الاستثمارية التي كشفت عن 27 موقعا استثماريا تشكل فرصا استثمارية واعدة وحزمة من التسهيلات للمستثمرين خاصة في مجال الخدمات السياحية والأنشطة البحرية، وذلك خلال "ملتقى ينبع للاستثمار" الذي دشنه الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة "مهندس التنمية" كما وصفه محافظ ينبع مساعد السليم الذي أشار إلى أن موعد استكمال المشاريع المطروحة خلال أربعة أعوام. #2# وكان الملتقى الذي نظمته بلدية ينبع بالشراكة مع الغرفة التجارية الصناعية بينبع بقصر العييقة بشرم ينبع، بحضور عدد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمهتمين من داخل وخارج محافظة ينبع، قد بدأ بعرض تقديمي بعنوان "لماذا ينبع" الذي تناول المكونات الرئيسة للبنية الأساسية والمشجعة على الاستثمار بمحافظة ينبع والمجالات المتاحة للاستثمار فيها التي تشكل بيئة خصبة جاذبة للاستثمار في مختلف المشاريع التجارية والسياحية والخدمية. إلى ذلك أكد لـ "الاقتصادية" الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على إنشاء شركة حكومية سياحية، ستقوم بتطوير البنية التحتية للمنشآت السياحية بالكامل، مشيرا إلى أن إنشاء الشركة جاء بناء على قرار مجلس الوزراء بأن الدولة تقوم بإيصال البنية التحتية للمواقع السياحية. وحول رأسمال الشركة.. قال الأمير سلطان بن سلمان: "دعونا نعلق على المعلومات في وقتها"، مبينا أن مدينة تبوك تشهد في الوقت الحالي تطوير خمس وجهات سياحية، حيث تم البدء في البنية التحتية، وستطرح تلك المشاريع السياحية قريبا أمام المستثمرين، مكتملة البنية التحتية، وهذا ينطبق كذلك على مناطق عسير وجيزان والمدينة ومكة المكرمة. وأضاف، أن الهيئة بدأت تطوير بعض الوجهات السياحية مع الأمانات بتوجيهات الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، وإنهاء موضوع التمويل الذي صدر فيه قرار من قبل مجلس الوزراء بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، مضيفا: "أنهينا مع وزارة المالية المحتوى لموضوع التمويل، وإن شاء الله قريبا ستسمعون بإنهائه وهو الذي سينهض بالسياحة في البحر الأحمر، حيث إن هذا التمويل مع وجود شركة حكومية سياحية تدخل برأسمال مع المطورين والمستثمرين، ستكون في اعتقادي هذه انطلاقة النهضة السياحية كما أرادها خادم الحرمين الشريفين". #3# #4# ولفت الأمير سلطان، إلى أن ينبع تعتبر من أولويات الاستثمار وأهم المواقع المستهدفة للتطوير في استراتيجية البحر الأحمر، ومنطقة المدينة المنورة بشكل عام مقبلة على نهضة كبيرة جدا في مجالات كثيرة من ضمنها السياحة والتراث العمراني، كذلك مدينة بدر وهي مقبلة على نهضة كبيرة بمتابعة من الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة. وأشار الأمير سلطان بن سلمان، إلى أن المواطنين أصبح لديهم الوعي الكبير بأهمية التراث الحضاري، حيث أصبحوا هم من يقوم بتبليغ الهيئة حول كل ما يخص حماية المواقع التراثية ويهتمون بها، وكما يحدث في منطقة جدة التاريخية التي كان بها عزوف كامل من الملاك، والآن هناك نحو 18 من ملاك المنازل بها يقومون بترميم وبناء بيوتهم التاريخية حسب خطة تطوير المنطقة. من جهته قال الأمير منصور بن متعب، وزير الشؤون البلدية والقروية، خلال ملتقى طرح المشاريع في ينبع أمام المستثمرين: "ما شاهدناه يعكس العمل التكاملي بين الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، حيث هيئة السياحة والإمارة والبلديات هما الرائدان في هذه المشاريع، وطرحت خمسة أنماط من المشاريع في ينبع التي تستثمر بالشراكة مع القطاع الخاص لتنمية المنطقة، واليوم نجد التعاون مجسدا في الواقع في القطاعات كافة، وأشكر محافظ ينبع ورئيس البلدية لأنهما يعملان كفريق واحد، وأتمنى أن أشاهد مثل هذا العمل في مدن المملكة كافة. علي آل مسعد، رئيس الغرفة التجارية والصناعية في ينبع قال من جهته لـ"الاقتصادية"، إن مدينة ينبع تشهد لأول مرة طرح مثل هذه المشاريع بمساحات كبيرة جدا أمام المستثمرين من القطاع الخاص للتنافس في مشاريع المدينة الاستثمارية. وأشار آل مسعد، إلى أنه أبرز الفرص الاستثمارية المطروحة هي المنتجعات السياحية، التي تصل مساحات البعض منها إلى كيلو على شاطئ بحر ينبع، حيث إنهم من خلال ما يتوقع أن تشهده المدينة من إقبال السياح بشكل كبير وهي المدينة التي تستمر فعالياتها على مدار العام، ستكون فرصة استثمارات المنتجعات من أبرز الفرص المطروحة أمام المستثمرين. وأفاد آل مسعد، أن الفرص الاستثمارية التي طرحت، لن تكون محصورة فقط على الشركات والمستثمرين المحليين، ولكن ستكون الفرصة متاحة أمام المستثمرين الأجانب، أو تكوين تحالفات شركات محلية مع شركات أجنبية.. وأوضح رئيس غرفة ينبع فيما يتصل بخريطة الاستثمار في ينبع مستقبلا أن المقومات الطبيعية والشواطئ التي قل نظيرها في أماكن أخرى، بالإضافة إلى تراث ينبع الشعبي والبحري المميز والتجهيزات التي أوجدتها الدولة لخدمة المتنزهين والمصطافين يقود المحافظة للتوسع في قطاع صناعة السياحة بالنظر لتحول ينبع لوجهة سياحية، ووجود عديد من عوامل الجذب والاستقطاب السياحي فيها، مما يشكل ارتفاعا مستمرا في الطلب في الموسم السياحي. وذكر أن من هذه الفرص إقامة المجمعات السياحية والترفيهية والفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والخدمات السياحية البحرية وأندية الغوص والمراكز التجارية والمولات. #5# وألقى الدكتور خالد طاهر أمين المدينة المنورة كلمة الملتقى أشار فيها إلى أن مشاريع التنمية في منطقة المدينة المنورة تتواصل بتدشين أحد هذه المبادرات لدعم الاستثمار في مدينة ينبع في ممثلة في هذا الملتقى بتوجيه ومتابعة من أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان ضمن حزمة من المبادرات التي تشهدها المنطقة وتستهدف التنمية التي محورها الإنسان ساكنا وزائرا مواطنا ومقيما، وأكد على أن التخطيط والدراسة لطرح الفرص الاستثمارية في المنطقة ينطلقان من رؤية واضحة وأهداف محددة يرسم معالمها مجلس الاستثمار الذي يترأسه أمير المنطقة والمعني بتذليل المعوقات وتوفير بيئة استثمارية جاذبة في المنطقة. وأشار إلى أن إطلاق حزم المبادرات الاستثمارية في منطقة المدينة المنورة يراعي الميزة النسبية لكل محافظة من المحافظات وأن المحافظات كافة ستشهد نشاطا استثماريا غير مسبوق عنوانه تحقيق التوازن بما يخدم سكان هذه المحافظات ويحقق انتعاشها اقتصاديا وسيتوالى الإعلان عن هذه الحزم الاستثمارية لكل محافظة تباعا. وذكر الدكتور خالد طاهر أن أمانة المنطقة ومن خلال طرح هذه الفرص من بلدية ينبع تسعى لتحقيق أفضل عائد استثماري ذي جودة عالية ومردود اقتصادي جيد وذلك بالتعاون مع الشركاء في هذه المبادرات وهم إمارة منطقة المدينة المنورة والهيئة العامة للسياحة والآثار والقطاع الخاص ممثلا في الغرفة التجارية الصناعية، مع تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص وموافقة الجهات ذات العلاقة ودعم المستثمرين مما سيوجد تنوع في المشاريع الاستثمارية سواء التعليمية أم الخدمية أم الترفيهية أم الصناعية. وأكد على أنه انطلاقا من حرص الأمانة على تحقيق أكبر عائد استثماري فقد تم إعداد استراتيجية استثمارية لكامل المنطقة تنطلق من مبدأ التكامل بين الأسواق والسرعة في الإجراء وتوفير أكبر قدر من فرص العمل للسكان المحليين. بعد ذلك استعرض رئيس بلدية ينبع الدكتور حاتم طه الخريطة التنموية الاستثمارية للمحافظة، التي أوضح من خلالها أن الطرح الاستثماري الأول لبلدية محافظة ينبع يأتي في ضوء الدراسات التفصيلية، التي أعدتها البلدية لتفعيل المخطط الإرشادي لينبع، الذي يعني في الدرجة الأولى في إيجاد البنية الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن هناك ترابطا وثيقا وتكاملا بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية. وبين الدكتور طه أن الخريطة التنموية الاستثمارية لينبع تقع على مساحات تتجاوز سبعة ملايين متر مربع ومنتشرة في أرجاء مختلفة من ينبع بحسب النشاط والاشتراطات البيئية والمكانية والأنظمة المرعية لكل نشاط، مشيرا إلى أنها متنوعة تنوعا إيجابيا بحيث تشمل مواقع أسواق النفع العام المتخصصة مثل أسواق الأنعام والسيارات والورش ومعامل البلك والخرسانة وأن جميع هذه الأسواق ستؤدي دورا كبيرا ومهما في إخلاء وسط المدينة من الورش والتشوهات المنتشرة في وسط الأحياء السكنية. #6# وذكر أن هناك نشاطا جديدا لمدينة ينبع، وهو سوق اليخوت (يخت مول)، الذي سيخصص لبيع وصيانة اليخوت وسيكون معلما سياحيا من معالم المحافظة. وأشار في استعراضه للخريطة الاستثمارية بأنه تم تخصيص موقع يتجاوز مليون متر مربع لتنفيذ مدينة سكنية متكاملة الخدمات والمرافق تستوعب أكثر من 100 ألف عامل في موقع متوسط بين الصناعية والبلد لتلبية الحاجة لتوفير خدمات سكن العمال للمصانع والشركات والهيئات العاملة في ينبع، كما أشار إلى أنه تم توفير مواقع مجاورة لتنفيذ مستشفى تخصصي دولي ومجمع مدارس دولي لتلبية احتياجات الأسر والأفراد من الجنسيات المختلفة الوافدة لينبع. وعلى صعيد الإيواء السياحي والفندقي والمنتجعات بمستوياتها المختلفة، أكد رئيس بلدية ينبع أنه تم تخصيص ما يتجاوز مليوني متر مربع لها في مواقع مميزة من أجل إنشاء فنادق ودور إيواء بطاقة استيعابية تتجاوز 30 ألف نزيل، كما تم تخصيص مواقع مميزة للمنتجعات السياحية، بحيث تكون صديقة للبيئة ومتوافقة مع نمط العمارة التراثية لينبع وذلك لتقديم الخدمات السياحية والترفيهية المطلوبة للمواطنين والسياح والزائرين. وأضاف أن هناك فرصة مميزة لإنشاء سوق السمك المركزية على مساحة تتجاوز 70 ألف متر مربع، بحيث يكون وجهة سياحية وترفيهية متكاملة مشتملا على سوق السمك المركزية ومرفأ للصيادين، في موقع مميز يطل على المدخل البحري لميناء ينبع التجاري، وأكد أنه من المتوقع أن يكون هذا المشروع من المشاريع المميزة والمنافسة على المستوى الوطني والإقليمي. وأوضح أن الطرح الاستثماري يتضمن عددا من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبارة عن فرص استثمارية لتقديم خدمات مميزة لمرتادي كورنيش ينبع الممتد بطول نحو 30 كيلو مترا داخل النطاق العمراني لينبع كمطاعم الوجبات السريعة والأكشاك، بالإضافة لقصور الأفراح والمطاعم والمطابخ ومطابخ الإعاشة.